البعض من الناس يترك السُّنن بحجة أنَّه لا يُعاقب تاركها ؛ فما توجيه فضيلتكم ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
البعض من الناس يترك السُّنن بحجة أنَّه لا يُعاقب تاركها ؛ فما توجيه فضيلتكم ؟
A-
A=
A+
السائل : ... ولا يُعاقب تاركها .

الشيخ : مش حديث هذا ، كلام الفقهاء .

السائل : نعم ، كلام الفقهاء ، فالبعض من الناس يترك السُّنن بحجة هذا القول فما رأيك ؟ التهاون بالسنن بدعوى أنه لا يُعاقب تاركها ، ولذلك ما في عقاب على تاركها ؟

الشيخ : فهل يكون العلاج بأن نُعاكس ونقول : يُعاقب تاركها ؟

السائل : لأ ، إذا في توجيه من فضيلتكم .

الشيخ : التوجيه واجب .

السائل : تفضل .

الشيخ : التوجيه واجب ، أما أن هذا الكلام ليس حديثًا فهو ليس حديثًا ، أما أنه كلام الفقهاء فهذا أمر لا يختلف فيه الفقهاء ؛ بدليل حديث أبي طلحة أو طلحة بن عبيد الله في " صحيح البخاري " أن رجلًا سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - عمَّا فرض الله عليه ، فذكر له خمس صلوات في كل يوم وليلة ، فقال له : أَمَا عليَّ غيرهنَّ ؟ قال : ( لا ، إلا أن تطَّوَّع ) . فقال : والله - يا رسول الله - لا أزيد عليهنَّ ولا أنقص . فقال - عليه الصلاة والسلام - : ( أفلح الرجل إن صدق ، دخل الجنة إن صدق ) .

فما في مجال لمخالفة هذه القاعدة أنَّ السنن يُثاب فاعلها ولا يُعاقب تاركها ؛ بدليل شهادة الرسول بهذا الرجل بأنه إن صدق في المحافظة على الصلوات الخمس دخل الجنة ، لكن هذا لا يعني عدم الاهتمام بالسنن ؛ لأن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - قد ذكر في بعض الأحاديث الصحيحة قوله - عليه السلام - : ( أوَّل ما يُحاسب العبد يوم القيامة الصلاة ، فإن تمَّت فقد أفلح وأنجح ، وإن نقصت فقد خاب وخسر ) ، في رواية أخرى في " سنن أبي داود " : ( فإن نقصت قال الله - عز وجل - لملائكته : انظروا هل لعبدي من تطوُّع فتتمُّوا له به فريضته ؟ ) . فلذلك الاهتمام بالسنن أمر هام جدًّا ، وبخاصة بالنسبة لأهل هذا الزمان الذين لا يُتقنون صلاتهم ، ويصدق عليهم قوله - عليه السلام - في الحديث الآخر : ( إن الرجل لَيُصلي الصلاة ما يُكتب له منها عشرها تسعها ثمنها سبعها سدسها خمسها ربعها نصفها ) ، هذا كأنه يشير خيرهم من كتب له نصف الصلاة .

فإذًا لا بد لهؤلاء الناس أن يكون عندهم زاد من التطوع لكي يكمِّل ربُّ العالمين - تبارك وتعالى - النقص الذي وقع في صلاتهم إما كمًّا وإما كيفًا ، فهذا هو الوجه في عدم الاغترار بتلك القاعدة الصحيحة ، فعلى الإنسان أن يحتاط لدينه وأن يحافظ على سنن نبيِّه - صلى الله عليه وآله وسلم - ، ولا سيَّما أن بعض هذه السنن كما هو الشأن سنة الفجر فضلها عظيم كبير جدًّا ؛ حيث قال - عليه الصلاة والسلام - ( ركعتا الفجر خيرٌ من الدنيا وما فيها ) ، ركعتا الفجر فقط ، غير قوله : ( من حافظ على أربع ركعات قبل صلاة الظهر وأربع ركعات بعدها حرَّم الله بدنه على النار ) ، فتذكير الناس بمثل هذه الفضائل ممَّن حافظ على السنن هو العلاج في أن لا يتورَّطوا بتلك الكلمة التي يُقال : إن تعريف السنة هي التي يُثاب فاعلها ولا يُعاقب تاركها .
  • رحلة النور - شريط : 76
  • توقيت الفهرسة : 00:00:23
  • نسخة مدققة إملائيًّا

مواضيع متعلقة