أيُّها أفضل دراسة الفقه من خلال كتب الفقه أم من خلال كتب الحديث ؟ وكيف تكون ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
أيُّها أفضل دراسة الفقه من خلال كتب الفقه أم من خلال كتب الحديث ؟ وكيف تكون ؟
A-
A=
A+
السائل : فضيلة الشيخ - حفظك الله - ، أيُّها أفضل دراسة الفقه من خلال كتب الفقه أم من خلال كتب الحديث ؟ وكيف تكون ؟ وجزاك الله خيرًا ؟

الشيخ : لا شك أن الأصل أن يُدرس الفقه من مصدريه المعروفَين بإجماع المسلمين الكتاب والسنة ، لكن هذا يتطلَّب شيئين اثنين ؛ إما مجتمعًا علماؤه توارثوا العلم الصحيح من الكتاب والسنة ، وصار مجتمعهم يذكِّر بالمجتمعات الأولى في القرون الأولى ، فحينئذٍ ينبغي لكل طالب أن يدرس العلم من الكتاب والسنة على هؤلاء العلماء ، أما مع الأسف الشديد ومثل هذا المجتمع الذي توارَثَ دراسة الفقه من الكتاب والسنة ؛ فإنه يكاد أن يكون مفقودًا في عصرنا الحاضر ؛ لغلبة اتباع العلماء فضلًا عمَّن دونهم في العلم ؛ فضلًا عن العامة ؛ يغلب عليهم جميعًا اتباع مذهب من المذاهب ؛ ولذلك فيختلف الجواب عن مثل هذا السؤال ، من وُجِدَ في مثل الجوِّ الأول علماء توارثوا الفقه من الكتاب والسنة ، وهم يدرِّسونه على الطلبة ؛ فهذا هو سبيل طلب هذا العلم من الكتاب والسنة .

أما إذا كان الجواب الآخر - كما هو الغالب على كثير من المجتمعات الإسلامية - جو اتباع وتقليد المذاهب الأربعة فضلًا عن غيرهم ؛ فحينئذٍ يجب على كلِّ مسلم أن يطلب العلم في حدود مذهب من المذاهب الأربعة المُتَّبعة بعد أن يدرس شيئًا من ما يسمُّونه بعلم الأصول أصول الفقه وأصول الحديث ، وإن كان أعجميًّا فلا بد أن يتعلم اللغة العربية ممَّا يعرف بالنحو والصرف والبلاغة ونحو ذلك ؛ حتى يتأهَّل فيما بعد ، هؤلاء الذين درسوا العلمَين الأصولَين أصول الحديث وأصول الفقه حتى يتمكَّنوا فيما بعد أن يدرسوا الفقه التقليدي أن ينجوا بأنفسهم من الجمود المذهبي إلى اتباع ما أمكنهم اتباعه من الكتاب والسنة ، هذا هو الطريق الذي يجب على طلَّاب العلم اليوم أن يسلكوه ، انفراد طالب العلم بدراسة العلم ابتداءً رأسًا من الكتاب والسنة وهو لم يدرس الأصول لا أصول الفقه ولا أصول الحديث ، بل حتى العرب اليوم يفوتهم الكثير من معرفتهم بلغتهم العربية ، فلا بد لهم من قراءة كتب تعرف بكتب الأدب يتقوَّى فيها المسلم في معرفة أساليب اللغة العربية ومفاهيمها ودلالاتها ، وأحسن سبيل لتقوية اللغة العربية هو دراسة الكتاب والسنة ، ثم بعد ذلك يأتي دراسة بعض كتب الأدب من القدامى أو المحدثين ، وإلا فلا يستطيع العربي أن يتوصَّل إلى أن يعرف الترجيح بين أقوال العلماء الذين اختلفوا إذا كان لا علم عنده بهذين الأصلين ، ثم بالقواعد العربية .

هذا هو الذي ينبغي أن يكون عليه طلاب العلم .
  • رحلة النور - شريط : 66
  • توقيت الفهرسة : 00:07:28
  • نسخة مدققة إملائيًّا

مواضيع متعلقة