جمع الصلاة من غير سفر إن كان المسافر سائرًا أو نازلًا . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
جمع الصلاة من غير سفر إن كان المسافر سائرًا أو نازلًا .
A-
A=
A+
السائل : يا شيخ ، ... دليل على جمع الصلاة من غير ... على غير ... ؛ يعني جمعتم الصلاة وأنتم لستم على شيء ؟

الشيخ : آ ، أنت تشير إلى ما ذهب إليه الإمام ابن القيم .

السائل : ما هو الدليل ؟

الشيخ : الدليل هو حديث معاذ بن جبل - رضي الله تعالى عنه - الذي أخرجه الإمام مالك في " موطَّئه " وأبو داود في " سننه " : " أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - كان نازلًا في غزوة تبوك لمَّا أُذِّن لصلاة الظهر ، فخرج وصلى الظهر وصلى العصر ، ثم دخل ، فلما أُذِّن لصلاة المغرب خرج فصلى المغرب وصلى العشاء " . وهذا دليل صريح في أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - كان يجمع بين الصلاتين وهو نازل غير جادٍّ في سيره ، وما جاء من حديث ابن عمر بـ " الصحيحين " - رضي الله عنهما - أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - كان إذا جدَّ بالسير جمعَ ؛ فهذا ليس بمنزلة لو قال : كان لا يجمع إلا إذا جدَّ به السير ، فهو يثبت جمعًا فَعَلَه الرسول - عليه السلام - ، ولا ينفي في هذا الخبر ما أثبته غيره ، ولذلك المسافر يجوز له الجمع سواءٌ كان سائرًا أو كان نازلًا ؛ ما دام أنه لا يزال في حكم المسافر ، فكما أنه يجوز له القصر ، والقصر أهمُّ من الجمع ، وقد ذكرنا لكم آنفًا أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - جمع في المدينة كما قال ابن عباس بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء بغير سفر ولا مطر ، قالوا : ماذا أراد بذلك يا أبا العباس ؟ قال : " أراد ألا يحرجَ أمته " ، فالمسافر أولى بمثل هذا الجمع ولو كان نازلًا ، أضف إلى ذلك ما اتفق عليه علماء المسلمين قاطبةً حتى الذين يقولون بأنه لا يجوز الجمع في السفر ولو كان جادًّا في سيره كالحنفية ؛ فقد وفقوا الجمهور في جواز الجمع في عرفات وفي المزدلفة ، وهذا جمع وهو نازل ، فإذ قد ثبت نحوه في حديث معاوية بن جبل فتلك رخصة من الله - تبارك وتعالى - ، وقد قال - عليه الصلاة والسلام - : ( إن الله يحبُّ أن تُؤتى رخصه كما يحبُّ أن تُؤتى عزائمُه ) ، وفي رواية أخرى : ( كما يكره أن تُؤتى معصيته ) .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
  • رحلة النور - شريط : 42
  • توقيت الفهرسة : 00:08:46
  • نسخة مدققة إملائيًّا

مواضيع متعلقة