ما رأيكم في تحسين حديث المختلف توثيقه وتضعيفه كما ذهب إلى ذلك ابن القطان في كتابه " الوهم والإيهام " وغيره ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
ما رأيكم في تحسين حديث المختلف توثيقه وتضعيفه كما ذهب إلى ذلك ابن القطان في كتابه " الوهم والإيهام " وغيره ؟
A-
A=
A+
السائل : ما رأي فضيلة الشيخ - حفظه الله - في تحسين حديث المختلف في توثيقه وتضعيفه كما ذهب إلى ذلك ابن القطان في كتابه " بيان الوهم والإيهام " وغيره ؟

الشيخ : لا أرى هذا مذهبًا صالحًا للاعتماد عليه ؛ لأنه يخالف قاعدة العلماء في تقديم الجرح على التعديل أو العكس ؛ حيث التفصيل المعروف عند علماء الحديث ؛ لأنهم يقولون كما يعلم الجميع - إن شاء الله - أنَّه إذا اختُلف في راوي ما ما بين موثِّق ومضعِّف فلا ينبغي هنا التوسُّط كما نُقِلَ عن ابن القطان ، وإنما ينبغي البحث هل الجرح مُقدَّم على التعديل أم لا ؟ فربَّ راوٍ قد ضعَّفه شخص واحد من الأئمة الموثوقين وبيَّن أن علة ضعفه إنما هو سوء حفظه واضطرابه في روايته بأحاديثه ؛ فهذا جرحٌ مُفسَّر ولو كان هناك من وثَّقه فهذا الجرح من هذا الواحد مُقدَّم على توثيق أولئك الذين وثَّقوه ، فلو أردنا أن نطبِّق قاعدة ابن قطان المذكورة آنفًا فمعنى ذلك تعطيل هذه القاعدة الحديثيَّة وهي التي يطمئنُّ إليها الإنسان فلا يجد لها بديلًا ، فإذا ترجَّح أن الضعف قائم على حجَّة و ... الانتهاء إليها ، ولا ينبغي النظر إلى التوسط بين مَن ضعَّفه وبين مَن وثَّقه ، فنقف أمرًا وسطًا ، هذه ليست قضايا مادية ، وإنما هي قضايا عقلية وعلمية ؛ فما دام أن العلة في تضعيف الرجل قائمة وهو سوء حفظه فلا يجوز إلغاء هذه العلة بحجَّة أن هناك مَن وثَّقه ؛ فلا يُوثَّق ويرفع حديثه إلى مرتبة الصحيح كما يقول ابن القطان ، ولا يُضعَّف حديثه كما يقتضيه إعلال من أعلَّه بسوء حفظه ؛ بل يُقال هذا حديث حسن ، هذا في اعتقادي مما يدخل فيما يسمَّى اليوم بأنصاف الحلول ، فهذا لا يوجد له ذكر بما نعلم في علم من علوم الشريعة الإسلامية . نعم .

السائل : يا شيخ ، بالنسبة ... ابن القطان .

الشيخ : نعم ؟

السائل : هل هذه المسألة التي ذُكرت عن ابن القطان مُسلَّم بها أنه قال بها ؟ الذي أعرفه أن ابن القطان لا يقول بهذا .

الشيخ : ما أدري أنا .

السائل : وإنما هو يجري مجرى أهل الحديث في الكلام والتفصيل الذي ذكرته آنفًا .

الشيخ : نعم ، لكن .

سائل آخر : قرأته في " بيان الوهم والإيهام " .

الشيخ : نعم ؟

سائل آخر : قرأت الكلام هذا في " بيان الوهم والإيهام " .

السائل : لكن ليس على إطلاقه .

الشيخ : اسمع شوي ، قرأته أين ؟

سائل آخر : في " بيان الوهم والإيهام " .

الشيخ : في " بيان الوهم " .

سائل آخر : في أكثر من موضع .

الشيخ : أنا ما ، يعني هذا الكتاب أنا حصَّلته أخيرًا ، وأهداه لي بعض الإخوان ... هنا في هذه البلاد - جزاه الله خيرًا - ، فما درسته بعد ، ولذلك فكان جوابي على افتراض أن هذا القول قاله فلان ، لكن ما أستطيع أن أقول قاله أو لا ؛ لأني ما درست كتابه بعد ؛ فلا يهمُّنا نحن سواء قال هذا ابن القطان أو غيره ، وإنما المهم أن نعرف الحق كما تعلمون من القاعدة أن الحق لا يُعرف بالرجال ، اعرفوا الحق تعرفوا الرجال . نعم .

السائل : ... ذكر التحسين ليس التصحيح .

الشيخ : لا أنا بقول التحسين مطلق ، أنا قلت هذا يعني ، أو لعلي سبق لفظ ؛ فأنا ذكرت أخيرًا أنُّو وثَّقه بعضهم ضعَّفه بعضهم فنقف وسطًا ؛ لا نرفع مرتبته إلى مرتبة الحديث الصحيح ، ولا ننزل به إلى مرتبة الحديث الضعيف ، هذا الذي فهمته مما نُقل عن ابن القطان ، وجوابي ما سبق .
  • رحلة النور - شريط : 26
  • توقيت الفهرسة : 00:35:55
  • نسخة مدققة إملائيًّا

مواضيع متعلقة