ما صحة حديث : ( لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعًا لما جئت به ) ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
ما صحة حديث : ( لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعًا لما جئت به ) ؟
A-
A=
A+
السائل : سؤال : ما صحة الحديث : ( لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعًا لما جئت به ) ؟

الشيخ : هذا الحديث : ( لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعًا لما جئت به ) حديث ضعيف الإسناد وقد بسط القول في ضعفه وبيان علله الحافظ ابن رجب الحنبلي في كتابه المشهور في " شرح الأربعين النووية " ، فهناك أورده الإمام النووي في " الأربعين " ، ويقول فيه : رواه ابن نصر المقدسي في كتابه " الحجة " بإسناد حسن ؛ هكذا يقول النووي ، ولكن ردَّه عليه ابن رجب كما ذكرنا ، وبيَّن أن في هذا الإسناد علل ؛ أكثر من علة واحدة تمنع من القول بحسن إسناده ، أنا شخصيًّا الآن أذكر من تلك العلل أن في إسناده نعيم بن حماد المروزي ، وهذا رجل فاضل من أهل السنة ، ولكن كان ضعيفًا في رواية الحديث ؛ حتى إن بعضهم اتَّهمه بالكذب ، فمثل هذا الحديث - وهذا بعض حال إسناده - لا يجوز أن يُنسب الى النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - خشيةَ أن يقع المسلم في عقوبة قوله - صلى الله عليه وآله وسلم - : ( من قال عليَّ ما لم أقل ؛ فليتبوَّأ مقعده من النار ) ؛ إذًا فهذا الحديث ضعيف ، هذا من حيث إسناده .

أما من حيث متنه ؛ ففي الحقيقة من الصعوبة بمكان أن يجعل الإنسان هواه تبعًا لما جاء به الرسول - عليه السلام - ؛ لأن المتبادر لكلمة تبعًا يعني موافقًا ، بينما الإنسان كما قال - عليه الصلاة والسلام - في الحديث الصحيح : ( المؤمن من جاهد هواه لله ) ، ولكي يكون هوى المسلم تبعًا لما جاء به الرسول لا بدَّ من المجاهدة ، ولا بد من المصابرة ؛ هذا هو الواجب على المسلم ، أما أن يكون تبعًا هكذا بكلِّ سهولة فهذا ليس ... كالصيام من أحكام الشرعية ، فالأحكام الشرعية التي تستلزم مطابقة ما جاء به الشرع هو جهاد النفس ، وهو الجهاد الأكبر ، هذا ما يمكن قوله بالنسبة لهذا الحديث ، وخلاصته : أنه لا يصحُّ نسبته إلى النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - .
  • رحلة النور - شريط : 20
  • توقيت الفهرسة : 00:25:34
  • نسخة مدققة إملائيًّا

مواضيع متعلقة