حديث عن تأليف طلاب العلم رسائل ومؤلفات وهم لم ينضجوا بعد ، وعرض مؤلفاتهم على أهل العلم ممَّن يُوثق بعلمهم وأمانتهم للتنقيح والتصويب قبل النشر . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
حديث عن تأليف طلاب العلم رسائل ومؤلفات وهم لم ينضجوا بعد ، وعرض مؤلفاتهم على أهل العلم ممَّن يُوثق بعلمهم وأمانتهم للتنقيح والتصويب قبل النشر .
A-
A=
A+
السائل : جزاك الله خير ، أنا تكلَّمت عن النصيحة هذه ... ولكن لا تفيد ... .

الشيخ : لا ، إيش ؟

السائل : لا تفيد طلاب العلم ، أولًا أنت عالم قدير .

الشيخ : أنا ما فهمت .

سائل آخر : يقول لا تقيس طالب العلم على نفسك يا شيخ .

سائل آخر : عليك يعني أنت .

الشيخ : أنا ما بقيس .

السائل : أنا عارف .

الشيخ : أنا لا بقيس طلاب العلم عليَّ ، ولا بقيس نفسي على ابن حجر العسقلاني .

السائل : اسمح لي حتى أتم كلامي .

الشيخ : تفضل . إي نعم .

السائل : ربما أنت يا شيخ - جزاك الله خير - ... من العلم والممارسة العمليَّة لهذا العلم ممَّا لا تجد ... يمكن أن يعني يصحِّح لك ، أو يوجهك مثلًا ، أو يسدي إليك بعضَ النصائح بحيث يعني تميِّز فيما إذا كان تأليفك هذا يستحقُّ النشر ويستحقُّ العرض وإلا يحتاج إلى إعادة نظر ، بينما نحن خاصَّة طلاب العلم يوجد من يفوقنا علمًا فنحن نعطيه التأليف حتى ... ، فإذا أوصَونا بأن نحتفظ بهذه المؤلفات ونعيد النظر فيها فعلنا ، وإذا نصحونا بنشر هذه المؤلفات وصحَّحوا ما قد يكون فيها من أخطاء وفيها خرجنا نحن من ... ، وهذه سنَّة متَّبعة عند المحدثين ، الإمام البخاري عرض كتابه على الإمام أحمد ، والإمام الترمذي عرض كتابه على البخاري وغيره ؛ فهذه سنَّة متَّبعة عند المحدثين أن طالب العلم أو حتى العالم إذا ألَّف شيئًا فإنه يعرضه على أقرانه وعلى مشايخه وعلى مَن يثق بعلمه وأمانته ، فإن يعني وجدوا فيه زلَّات أمكن تصحيحها ، وبعد التصحيح أصبح هذ المؤلف قابل للنشر والفائدة للنشر تترجَّح على ما قد يكون من هنَّات من سقطات وأخطاء قد تُستدرك في طبعات أخرى وقد تُصحَّح فيما بعد ، أو إذا نصحوه بالاحتفاظ بهذا المؤلف ، أو بصرف النظر عن هذا الموضوع ؛ فعند هذا يكون هذا طالب العلم ما استفدنا برأيه ، ولا يكون هدفه فقط هو أن ينزِّل الكتاب إلى الأسواق حتى يشتهر أو حتى يعرفه الناس ، هذه أول نقطة .

النقطة الثانية : قولك - سلمك الله - بأنك احتفظت بكتابك هذا ، وأنك لو نشرته لأفاد كثيرًا من طلاب العلم فلا شك أنا لا أشك بهذا لكن الميزان يرجع إليك ، وأنت توازن بين المصلحة وبين المفسدة ، إذا رجحت المصلحة فأنا أطلب منك أن تطبع الكتاب ، وأنت لا شك ستفعل هذا ، وإذا كان رجحت المفسدة مما قد يكون فيها من أوهام تبلبل أفكار طلاب العلم وتضرُّهم أكثر مما تنفعهم ، أو تضرُّ بالمؤلف أكثر مما تنفعه ؛ ففي هذه الحالة تحتفظ بالكتاب ، لعل الله - سبحانه وتعالى - ييسِّر تنقيحه وييسِّر هذا ، يعني إعادة كتابته مرة أخرى ؛ فهذا اللي أهدف إليه ، أنا فيما فعلت في كتابي .

الشيخ : انتهيت ؟

السائل : لحظة ، أنا فيما فعلت بالنسبة لكتابي عرضْتُه على مَن أثق في أمانته وعلمه ونصحه ومحبَّته ... ، وعرضته على مَن يفوقُني علمًا ، ونبَّهوني إلى أخطاء ، وصحَّحوا بعض الأشياء ، وعندما استكملتها طلبوا مني نشر الكتاب ، فأنا في هذا ما ابتدعت في العلم ، وإنما اتبعت سنَّة المحدثين ، فإن كان وقع في هذا أخطاء فلا شك أني أنا أحبُّ أن تُبيَّن أخطائي هذه وأرجع عنها ، ولو أدَّى هذا إلى حرق كل الكتاب ، لكن لا يعني هذا أنُّو أنا ما أطلِّع شيء حتى وإن نصحني مَن أثق بعلمه ... ونصحه أن يُنشر الكتاب ، ولن يتعلَّم طالب العلم إلا من المحاولة ، ما دمت تطالبنا بالتأليف والاحتفاظ بمؤلفاتنا في بيوتنا ولا تطَّلع عليها أنت ولا يطَّلع عليها غيرك من أهل العلم ويصحِّح لنا لن يتعلَّمَ أبدًا ، والذي يريد أن يدخل البحث لا بد أن ينشأ مع الرَّقراق والضَّحضاح ، هذا الذي أفهمه وقد أكون مخطئ ، وأنا أنتظر البيان ؟

الشيخ : طيب ؛ انتهى من كلامك ؟

السائل : نعم .

الشيخ : طيب ؛ أنت ما الذي فهمت منِّي حينما بدأت تسألني أن عندك ملاحظات أو عندك استفسار ما الذي قلته لك ؟ لأن هذا الكلام الذي أنت تتكلم فيه الآن هو يدلِّل حول قضيتين اثنتين ؛ إحداهما أن طالب العلم يؤلف ويعرض على مَن هو أعلم منه ، طيب ؛ والشيء الثاني أنه يؤلف ويطبع وينشر ، هذا ما كان في كلامك آنفًا ؛ أليس كذلك ؟

السائل : ... .

الشيخ : أول ما يؤلف مؤلفًا .

السائل : يعرضه .

الشيخ : اسمح لي ، أنا أقول العكس الآن ؛ يؤلف مؤلفًا ثم ينشره على الناس ، هذا ما كلامك الآن ، كلامك يدلِّل أن هذا المبتدي والذي هو بتعبيري بالرقراق يؤلِّف ثم يعرض مؤلفه على أهل العلم ، فإن وافقوا أو أثبت لهم شيء من الملاحظات أو التصحيحات قدَّموه ، أو قدموه إليه ثم هو ينشر ، فالآن ليس كلامك إذًا مخالفًا لقولي أنا ، وهو .

السائل : ... .

الشيخ : لأ ، بدنا نعرف شو هو قولي وما هو قولك ، ما نستعجل باقتطاف الثمرة قبل نضجها ، فأقول : أنا قلت لك وأقول لغيرك ولا أزال إذا لم يكن لكم سابقيَّة تأليف في مواضيع علمية حديثية ينتفع بها الناس إذا اطلعوا عليها فلا أنصح لكم أن تشتغلوا بالنقد ؛ لأن الناقد يجب أن يكون بصيرًا ، والمفروض أن هذا مبتدئ في طلب العلم فسيكون نقده فجًّا غير ناضج ، لهذا أنا أقول : ألِّف لنفسك وألقِه على ربِّك ، ويومًا ما ستُصاب بمثل ما أنا أصبت أنا به أن هذا الكتاب فيه فوائد جمَّة لي أنا ، ولكن لا يصلح نشره لكثرة الأخطاء التي أنا أستدركها بنفسي على نفسي ، أنت الآن تعالج هذا النقص بطريقة على حساب غيرك ، فتقول نحن نعرض هذا الكتاب على أهل العلم فإن وجدوا فيه أخطاء - جزاهم الله - صحَّحوها ، ثم يبقى الكتاب كأنه سالم من أيِّ خطأ ، وسوف لا يكون كذلك لا بد ؛ لأن التصحيح والتضعيف كما قلنا كثيرًا أمر نسبي ، فنُشر هذا الكتاب ، طيب ؛ ماذا سيفعل هذا الكتاب في المجتمع الإسلامي أولًا ؟ وهل بإمكان أهل العلم أن يتفرَّغوا بكل من ألَّف رسالة ولكي يتجاوبوا مع نصيحة الناصح أنُّو لا تتسرَّعوا بنشر ما ألَّفتم ؛ لأنكم بعد كالرقراق ، وإنما ألفوا لأنفسكم ، لأ ، هو ... لينشر ؛ لكي ينشر فهو يعرض مؤلَّفه على أهل العلم ، طيب ؛ أنت قد تظنُّ - مثلًا - أنُّو أنا من أهل العلم ، لكن أنا لست كما قلت لك في حديث سابق ما عندي فراغ أني أحك راسي ، وما عندي من أمور علمية لا تفتح لي مجال أني اجي آخذ كتابك وكتاب زيد وعمر وبكر إلى آخره وقدم لهم إيش ؟ الملاحظات ؛ حتى ينضج الكتاب ويُنشر ، لو هذا كان ممكنًا كان هذا هو عين الصواب ، لكن هذا ليس ممكنًا - بارك الله فيك - ، ثم أنا سأقول لك شيئًا بالنسبة لما عرفت أنك عرضت هذا الكتاب =

-- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، تفضل --

= قلت نشرت قدمت هذا الكتاب ، صحَّحوا لك بعض التصحيحات ؛ ترى الذين قدَّمت إليهم هم يعني في ضمنك أنت على الأقل هم يعني نضجوا في العلم أكثر منك أم هو قد يكونون في سويَّتك ؟ فإن كانوا .

السائل : ... .

الشيخ : لأ ، أنا بسأل ، فإن كانوا فوق مستواك العلمي يعود سؤالي الثالث ؛ هل لهم كتب ألَّفوها وعرضوها على الناس ، ووجدوا القبول عند أهل العلم أم لا ؟ فما يكفي نحن أن نقول والله عرضنا الكتاب على زيد وبكر وعمرو ، وأرسل بعض الملاحظات ؛ لأن ما من كتاب يُنشر إلا وتبدو لبعض آخر ملاحظات عليه ، فإذًا أنا الذي ... الكلام إليه أنك إذا ألَّفت كتابًا وعرضته على أهل العلم المتخصِّصين في هذا المجال ، وصحَّحوه لك ، وأجازوا - نقول بالتعبير الحديثي - أجازوك بنشره فهذا لا ... ، لكن أقول الآن هل هذا واقع ؟ مش بالنسبة إلك ، الواقع الآن في العالم الإسلامي .

السائل : ... .

الشيخ : لا ... ، يجب أن تعرف الواقع ، يجب أن تعرف الواقع لتعالجه .

السائل : أنا .

الشيخ : اسمح لي أقول لك نهاية المطاف ؛ أنا الآن أجد نفسي مضطرًّا وليس دائمًا كلما جاءتني ملاحظة أضعها في المكان المتعلق بالكتاب ، فإن طُلب لهذا الكتاب أن يُعاد نشره وطبعه مرَّة أخرى درست هذه الملاحظات فأخذت ما بدا لي منها ترابط ، واستفدته وضممته للكتاب ، وقد أُشير أحيانًا لمَن كان سبب بهذا التصويب ، وقد يكون الأمر أوسع من ذلك فأكتفي بإشارة سريعة إلى آخره ، الآن أنا غارق في هذه الرسالة التي تأتيني من كل صوب ومن كل جانب ؛ ترى هل تراني لا أمضي في سبيلي الذي = ...

= أننا تأتينا بعض مؤلفات ، بعضها أُلِّفت ونشرت ، وبعضها لا تزال مطبوعة على الآلة الكاتبة ، فأنا لا أشك بأن أي كتابة تُكتب فأنا سأستفيد منها ولا شك ، يكفي أن البعض يذكِّرني بأنك أنت تقول في الكتاب الفلاني كذا وفي الكتاب الفلاني كذا ، هذا شيء طيب ، فإما أن يكون جوابي فيما يتيسَّر لي نشره من جديد أنُّو هذا صحيح ، لكن الكلام المتأخر ينسخ المتقدم ، أو الكلام المتأخر وهمٌ ، هذا أنا يفيدني ، لكن لا يفيد المجتمع نشر كل هذه الملاحظات ، نفترض - مثلًا - إنسان انتقدني في خمسين موضعًا في كتاب كبير أو صغير .

السائل : صحَّ منها خمسة .

الشيخ : نعم ؟

السائل : صحَّ منها خمسة .

الشيخ : صحَّ منها خمسة ، فالعالم الإسلامي ما الذي استفاده ؟ تبلبلَ في خمس وأربعين ، تبلبل رأيه في الخمس والأربعين ، واعتمد على الخمس ، ومتى يعتمد ؟ حينما أنا أوافق ، لكن لريثما أنا أوافق فما قدر هذا المؤلف في العالم الإسلامي قد يكون هو أعلم منِّي ، لكن ليس مشهورًا في العالم الإسلامي ، فهالانتقاد هذا وهذا وهذا سيوجد بلبلة لا يعلم نتيجتها إلا الله - تبارك وتعالى - ، هذا إذا نُشر نشرًا على خلاف ما أنت اتفقت معي آنفًا ، أما حينما يجري عليه قلم التحقيق والتنقيح من جمعٍ من أهل العلم فهذا ... لا أحد يستطيع أن ينكر شيئًا من هذا ، لكن الواقع اليوم غير هذا ، وهذا الذي أريد أن أدندن حوله .

السائل : اسمح لي ، أيضًا بعد عرض هذا المُؤلَّف على جمع من أهل العلم وتنقيحه ثم نشره قد يحدث شيء مما ذكرت ، لكن أنا ما أخشى من ... .

الشيخ : ممَّ تخشى ؟ إذا كان .

السائل : لحظة ، هذه الكتابات ينبغي أن لا تكون بالعواطف هي لطلاب علم الحديث .

الشيخ : بارك الله فيك لا يمكن حصره ، يجب أن نتكلم .

السائل : خليني أكمِّل .

الشيخ : معليش ، بس يجب أن نتكلَّم مواضيع تكون واقعية ما تكون نظرية ؛ لأن الكتاب الآن يُنشر هل تستطيع أن تحصر نشره في طبقة معيَّنة ؟ ما تستطيع .

السائل : ... .

الشيخ : ... إذا بدنا نتكلَّم بأمور هي كالشمس في رابعة النهار ، ونقول : لأ ، يمكن حصر نشر الكتاب ، وهو مطبوع ، والتجار يتاجرون بهذا الكتاب ، ومع ذلك نقول ممكن حصر كتاب في طبقة معيَّنة ؛ هذا لا يمكن ، مع ذلك تفضل أنت بقى بيِّن كيف يمكن ؟

سائل آخر : ... .

السائل : أحسنت ، ولذلك كل مستوى من طلبة العلم سينتقي ما يناسبه من الكتب ، الآن الكتب التي تهتم بالمناقشات هذه المفصَّلة العميقة هل هذا الحديث هو حسن أم ضعيف أم صحيح ، هذه لا تستجلب كلَّ طلاب العلم ولا تستجلب كلَّ القراء ، وإنما تستجلب مَن يعنيهم هذا الأمر ومن عندهم استعداد للفهم ، ولو تناول أحد طلاب العلم ممن لا يستطيعون فهم هذه الأمور ... فإذا كما ذكرت مثالك الذي ذكرته الآن ؛ لو أن طالبًا من طلاب العلم انتقدك في خمسين حديثًا ، ثم عرض هذا المؤلف على جمعٍ من أهل العلم ، عملوا ... في استدراك ما فيه من أخطاء على ... .

الشيخ : أنا ما قلت هكذا - بارك الله فيك - .

السائل : لأ ، خليني أنا أضع مثال آخر .

الشيخ : لأ ، بس أنت عم تقول كما قلت ، وأنا ما قلت هكذا .

السائل : في ... خمسين .

الشيخ : نعم ، أنا ما قلت أن هذا الكتاب اطلع عليه أهل العلم ونقَّحوه ، ضربت - مثلًا - أن الآن عندي عشرات من الردود لنقل ، لكن هذه الردود ما عُرضت على أيٍّ كان ، إنما واحد بدا له خواطر وأفكار راح سجلها قدَّمها للمطبعة ، نشرها في العالم ، صار في عند العالم بقى الآن فكرة أنو هون خمسين حديث فلان انتقد الألباني ، وهناك خمسة وعشرين حديث مكرَّر إلى آخره ، وبالأخير لأن هذا رجل مبتدي وما عرض كتابه على أهل العلم كما أنت ذكرت آنفًا وقلنا هذه خطة جيدة ، وإنما هو الذي خطر في باله وهو بعد بالرقراق - أعيد هذه العبارة - وإذا به ينشر ، وينتشر الكتاب ، فيقع بيد مَن يعلم ومَن لا يعلم ، أما لما تخرج القضية بأن الكتاب نُشر وقُدِّم قبل أن يُطبع على جماعة من أهل العلم هذا أمر طيب جدًّا .

السائل : لنفترض أمرًا أبعد من هذا ؛ أنه عُرض على جماعة من أهل العلم عملوا وسعهم ، وقد لا يدانون بشيء في علم الحديث ، لكنهم بذلوا وسعهم في تنقيح الكتاب وفي استخراج ما فيه من أخطاء ، ثم نشر ، وبعد النشر نظرتَ فيه فوجدت فيه خمسين حديثًا كما ذكرت أنت مُنتقدة ، وبعد التمحيص من قلبك ما كلمك إلا بخمسة أحاديث ، وخمسة وأربعين حديثًا لا زلت على رأيك فيها ، ولا شك خلاصة تمحيصك أنت ؛ فينبغي على طلاب العلم في هذه الحالة أو الذي أتوقعه من طلاب العلم في هذه الحالة أن لا يتبلبلوا ، وإنما يقولوا ما ازددنا في الخمسة وأربعين حديثًا إلا بصيرة .

الشيخ : لماذا - بارك الله فيك - لماذا تكرِّر كلامك الذي أنا أدعو إليه ولا تدندن حول الذي أنا أعرضه عليك ، وتقول : لا ، أنا مش مُكلَّف ؟ أنا قلت لك الآن ما هو الواقع ، الواقع في هذه المنشورات في هذه الانتقادات هو هذا المثال الذي أنت ... .

السائل : الدليل أكبر برهان يا شيخ ، ما ... حكاية الإصبع .

الشيخ : معليش معليش ، أنت بتقول الآن أن الموضوع بهذه الصفة ، نحن نسلم بهذا بل وندعو إليه ، لكن لماذا تغضُّ الطرف عن الواقع ؟

السائل : أنا ما غضضت .

الشيخ : اسمح لي ، لا بلى ، لأني لما سألتك هل الواقع هكذا ؟ تقول ما أدري ، لماذا لا تدري ؟

السائل : أنا ما قلت ما أدري ، أنا كنت أتكلم عما يخصُّني .

الشيخ : معليش ، لكن أنا سألتك ليس عما يخصُّك ؛ سألتك عن الواقع ، فلماذا - بارك الله فيك - ، ولذلك أنت تُدندن حول نقطة كأنُّو هي نقطة خلاف وهي ليست خلاف ، لكن هذه النقطة ليست هي الواقع ، الواقع هو الذي أنا أقوله وأنا أعرفه أكثر من أي إنسان آخر ؛ لأن الردود لا ترد إليك ترد إليَّ ؛ فأجد أشكالًا وألوانًا من أمور عجيبة لا يفرِّقون بين زيادة الثقة وبين الحديث الشاذ ، لا يعرفون كيف يتقوَّى الحديث بكثرة الطرق ، لا يعرفون عمليًّا الحديث الحسن لغيره كيف حسَّنت هذا ، وهذا الطريق فيه فلان ، والطريق هذا فيه فلان ؟ كأنُّو أنا جاهل كل هذه الأشياء وهم يدندنون حول أفكار مُنتهى منها عند أهل الحديث والمتفكِّرين فيه ، فلما أسألك ما قولك في هذا الواقع ؟ تقول : أنا مسؤول عن نفسي ، يا حبيبي أنت مسؤول عن نفسك وما نقول لك شيئًا حينما تفعل هذا ، لكن هؤلاء الناس الذين كلما بدا لأحد فكرة انتقاد راح طبع رسالة وضلَّل أفكار الناس ، ثم أنا ما الذي أفعله ؟ أنا بين أحد شيئين ؛ إما أني أقطع كل صلتي بالتأليفات اللي مضى عليها بعضها عشرات السنين وبعضها أقل إلى آخره ؛ لماذا ؟ لأني الآن أمام هجمات كثيرة من ناس مستوياتهم العلمية مختلفة تمامًا ؛ ماذا أفعل ؟ إما أن أباشر الرد عليهم والاكتتاب في الرد على فلان وفلان هذا كنت أفعله قديمًا ، فرددت على الحبشي ورددت على فلان وفلان وإلى آخره ، لكن الآن كلما تأخر العمر كلما كثرت المسؤوليات هذه ، فلا أجد عندي من الوقت بحيث أنه كلما جاءني رسالة مؤلفة من خمسين صفحة اجي رد عليها وبيِّن له أنت أخطأت هنا وهنا وأصبت هنا وهنا ، ومشاريعي العلمية ماذا أفعل بها ؟

لكن لما بيكون الموضوع كما ذكرت صحيح أن الفائدة بتكون ليس لي فقط ، وبتكون لكل طلاب العلم ، لكن لا تتوهَّمن أنه يمكن حصر هذه الكتب في طائفة من الناس دون طائفة آخرين ، مجرد ما يسمع شخص خاصة إذا كان في قلبه شيء من الحسد أو البغض أو العداء المذهبي كما تعلموا ما أكثر هذا النوع ! الرد على الألباني في كذا ، فبدون ما يقرأ الرسالة يكفيه العنوان عن المُعَنون ، ولا هو بحاجة أن يعرف إيش في صواب ولَّا خطأ ، لهذا حيعمل بلبلة وهي موجودة فعلًا ، فلذلك أنا أنصح دائمًا إخواننا في حلب في دمشق في عمان إذا كانوا مبتدئين ألِّفوا يا جماعة لأنفسكم ، لا تسارعوا بالنشر ؛ لأنكم بعد ما نضجتم ، أنت بموهبتك السابقة - وعليكم السلام - عالجت الأمر بعرض الرسالة على بعض أهل العلم ، هذا إذا تحقَّق هذا يكون الأمر جيد ، لكن أنا - مثلًا - إن ظننتني من أهل العلم فأنا ما عندي اعتراض أني أدرس رسالة فلان ورسالة فلان ، واكتب لي جواب قبل ما ينشر ، أصبت في كذا وكذا وأخطأت في كذا وكذا ؛ فعمليًّا سيبقى الموضوع الذي ألَّفه المؤلف يمثِّل رأيه الشخصي إلا ما ندر ، والذي أنت دندنت حوله هو مما ندر ، ولذلك فالمسألة أوضح من أن تحتاج إلى بحث كثير بالقيد الذي ذكرته فهذا شيء طيب ، ويفيد الناس جميعًا ، أما الواقع فليس كذلك . - بسم الله - .

السائل : طلاب العلم ، ما دام في عندك رسائل كثيرة تخيَّر منها ما يعني ترى أنه أقرب إلى الصواب ، ثم لو تصحِّح على نفس النسخة بدون خطابات بدون أي حاجة ، فليساعدك في هذا بعض طلاب العلم .

الشيخ : ومشاريعي التي نقول ما عندي فراغ أحك راسي ؟ أنت تدندن على شيء .

السائل : هذه مسؤولية ... .

الشيخ : سبحان الله ! يا أخي أنا ماذا أفعل ؟ أنا ماذا أفعل ؟ أقوم بواجب يشهد أهل العلم .

السائل : كالأيتام على موائد اللئام ، إذا أنت ما تتفرَّغ بجزء من وقتك لنا من يتفرَّغ لنا ؟

الشيخ : الله يهديك يا شيخ ، هذا الكلام يُوجَّه لإنسان جالس هكذا .

السائل : لأ ، نحن ما ... .

الشيخ : أما أنا - بحمد الله وفضله - فأنا أهلي يعتبون عليَّ بحق أنهم لا يحظون بحقِّهم منَّا ، فأنا ما عندي هالفراغ هذا أنُّو أشتغل هنا وبشتغل هنا ، فنسأل الله أن يمدَّنا بقوة من عنده .
  • رحلة النور - شريط : 17
  • توقيت الفهرسة : 00:00:17
  • نسخة مدققة إملائيًّا

مواضيع متعلقة