بالنسبة للمسائل الخلافية والتي اختلفَت فيها أقوال العلماء ، فالمفترض أن نتفقَّه في ديننا ، لكن حينما يريد بعض الناس - وربما ليس لهم تلك الأدوات - حينما يريدون التبصُّر في الدين لمعرفة الراجح ليتبنَّوه ؛ فيأتي بعض الأفاضل من أهل العلم ويقولون : أنت لست في هذا ، وليس لك أن تفهم وأن ترجِّح قولًا على قول ؛ ما قولكم ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
بالنسبة للمسائل الخلافية والتي اختلفَت فيها أقوال العلماء ، فالمفترض أن نتفقَّه في ديننا ، لكن حينما يريد بعض الناس - وربما ليس لهم تلك الأدوات - حينما يريدون التبصُّر في الدين لمعرفة الراجح ليتبنَّوه ؛ فيأتي بعض الأفاضل من أهل العلم ويقولون : أنت لست في هذا ، وليس لك أن تفهم وأن ترجِّح قولًا على قول ؛ ما قولكم ؟
A-
A=
A+
السائل : بالنسبة لهذه المسائل ... أن نتفقَّه في دين الله - عز وجل - ... يجتهد في الأدلة فعندما يسأل بعض أهل العلم ويريد أن ... يُردُّ عليه بأنه ... أو ... أو دخل مجالًا ليس له تلك الأدوات ... ... ناقشني عندما تنظر في أدلة العلماء ... معنى ذلك أنك ... ، يُرد عليهم نريد أن نعبد الله على بصيرة ... هل نحن بهذه الطريقة نقوم بدور الاتِّباع أم ... الإنسان يريد فقط أن يعبد الله على بصيرة ، هذه نقطة ، والنقطة الأخرى .

الشيخ : لأ خليك بالنقطة الأولى خشية أن ننساها ؛ لأنُّو أنا أسألك : ماذا تعني بالضبط وبإيجاز بقولك بهذه الطريقة ؛ ماذا تعني بهذه الطريقة حتى أستطيع أن أجيبَك ؟

السائل : مثلًا هذه المسألة .

الشيخ : لأ ، ما فهمت كلامك ، أوجز .

السائل : السؤال : الإنسان ... مسائل معيَّنة ، مثلًا القراءة خلف الإمام يُريد أن يعرف هل يقرأ أم لا يقرأ ؟ ينظر في أدلة العلماء .

الشيخ : هذه إعادة !

السائل : طيب ؛ باختصار إن شاء الله ، فهم يردُّون عليه : لا تفعل هذا ، أنت الآن ... ... التفقُّه بهذه المجالات ... مثل هذه المسائل ، وغيرك من العلماء قديمًا وحديثًا ما زالوا إلى الآن .

الشيخ : كيف أنت بتقول الآن تريد أن تطلع برأي ؟ هذا يُخالف كلامك السابق ... بدِّي أعرف كيف أجيبك ؟

السائل : أيوا ، ... أحد آراء العلماء ، يشبه آراء أحد العلماء ... رأي هؤلاء ... هذا الرأي أقوى ، الآن عدَّة الدِّراية أو ترجِّح هذا الرأي ؟

الشيخ : طيب .

السائل : ... ولكن أريد أن أرتفع ... ليس مجرَّد ... ؛ أريد يعني تعليقكم على هذه المسألة ؟ ... .

الشيخ : طيب ؛ أنا ألخِّص ما يمكن لا أقول ما قد فهمته ما يمكن أن أكون قد فهمته ، فإن أصبت فأيِّدني وإلا ردَّني ، أنا ألخِّص ما فهمته منك أن بعض العلماء أو بعض المشايخ الأفاضل يُنكرون على بعض الناس حينما يريدون أن يطمئنُّوا ويعتمدوا على رأي من الآراء التي اختلف فيها الفقهاء قديمًا ، ويريد أن يتبنى رأيًا من هذه الآراء ، يقرأ في الكتب ويسأل العلماء ، فحينما يسأل العلماء هؤلاء العلماء يقولون أنت لست في هذا ... أن تفهم وأن ترجِّح قول على قول ؛ أهذا الذي تريده ؟

السائل : نعم .

الشيخ : طيب ؛ أنا أقول لا يُنكر على هؤلاء الذين بما عندهم من ثقافة إسلامية حينما درسوا مسألة من المسائل الخلافيَّة وفي الكتب الفقهية فوجدوا هناك اضطرابًا كثيرًا وأقوالًا عديدة ، كهذه المسألة التي نحن ذكرنا فيها ثلاثة مذاهب ، يريد أن يتبصَّر في دين الله ، ولا يستطيع أحد أبدًا أن ينكر على أيِّ مسلم سواء كان - هذا جوابي الآن - لا يستطيع أحد هو على بصيرة من دينه أن يُنكر على أحد حبَّه التبصُّر في الدين حتى ولو كان من عامَّة المسلمين وليس عنده شيء من الثقافة التي أشرت إليها في سؤالك حينما قلت : إنه قرأ في الكتب ، وتضاربت عليه الأقوال ، إلى آخره ، لا يستطيع - أعود فأقول - لا يستطيع أحد أن يُنكر على أحد من المسلمين يريد أن يكون على بصيرة من دينه ولو كان من عامة المسلمين ليس عنده ثقافة شرعية ، لكن عنده عقل يُحاسبه الله عليه ، فيستطيع أن يفهم ما يقول هذا وما يقول هذا من العلماء ولو اختلفوا قليلًا أو كثيرًا ؛ وذلك لأنَّ الله - تبارك وتعالى - قال في كتابه الكريم مُخاطبًا شخصَ النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ويريد بذلك أمَّته : (( قل هذه سبيلي أدعو الى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني فسبحان الله وما أنا من المشركين )) ، فأين رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - في ... في قرباه من الله - تعالى - ، وحسبه أنه سيِّد ولد آدم ، وأين أدنى أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - من حيث الفارق بين المنزلتين ؟ شتَّان ما بينهما ! مع ذلك فقد شمل النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - نفسَه مع أدنى مسلم أن يكون على بصيرة في دينه ؛ (( قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني )) .

فإذًا يجب على كل مسلم أن يكونَ على بصيرة من دينه ، ولا تكون البصيرة بمجرَّد السؤال ؛ حرام هذا ولَّا حلال ؟ حرام ، خلاص انتهى الأمر ! يأتي إلى شيخ آخر بيقول له : حلال ، نضرب مثلًا الآن : شرب الدخان الذي ابتُلي به كثير من الناس في هذه البلاد وفي غيرها ، منهم من يقول حرام ، وعلماؤهم ، منهم من يقول حلال ، ولست معهم لا من قريب ولا من بعيد ، ومنهم من يقول تجري عليه الأحكام الخمسة ؛ ماذا يفعل هذا العامي ؟ لا بد له أن يقول للأول والثاني والثالث : إيش الدليل ؟

إذا سأل المحرِّم فيقول له : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( لا ضرر ولا ضرار ) ، ويضيف إلى ذلك أشياء أخرى لسنا الآن في صددها ، يأتي إلى الذي يقول - مثلًا - هذا بالإباحة ، الأصل في الأشياء الإباحة ، هذا سمعه هذا الطالب العلم ، ... هذه القاعدة لطالما يذكرها العلماء في كثير من المناسبات ، ولكن حينما يُقال : الأصل الإباحة ؛ فإنما يعني إذا لم يأت ما يخالف هذا الأصل ، فقد جاء الحديث الذي سمعه من عالم من العالم الأول حينما استفتاه فقال : لأ حرام ؛ لأن الرسول يقول : ( لا ضرر ولا ضرار ) ، فالدخان يُضرُّ بصاحبه ويضرُّ بالجالسين حوله ، ... يخالفونه بالرائحة الكريهة ونحو ذلك .

يأتي إلى الآخر الذي يقول تجري عليه الأحكام الخمسة ، هنا سيضيع هذا المسكين ، إيش الأحكام الخمسة هذه ؟ وإيش معنى ... الجوامع ... الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - ، فأنا أعتقد أن الموقف من العلماء والذين يكونون - أيضًا - على بصيرة لا يحرِّمون على أفراد المسلمين أن يكونوا على بصيرة من دينهم .

باعتقادي هذا هو جواب سؤالك ، ولكن ... .
  • رحلة النور - شريط : 11
  • توقيت الفهرسة : 00:35:26
  • نسخة مدققة إملائيًّا

مواضيع متعلقة