حكم التشييع في الجنازة التي مُلئت بالبدع والتشبه بجنائز أهل الكتاب . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
حكم التشييع في الجنازة التي مُلئت بالبدع والتشبه بجنائز أهل الكتاب .
A-
A=
A+
السائل : ... حكم تشييع الجنازة التي مُلئت بالبدع والتشبه بجنائز أهل الكتاب ؟ مثال وضع الأكاليل وغير ذلك ؟

الشيخ : الواقع أن تشييع الجنائز أصبحت اليوم تقاليد ، وليتها تقاليد مبتدعة من المسلمين ؛ إنها تقاليد من الكافرين في زخرفة الجنائز بالزهور ، ومن المعلوم عند أهل العلم أن أيَّ مجتمعٍ يحصل فيه منكر فحضوره منكر إلا بإنكار هذا المنكر ، واليوم المسلم بين أمرين ؛ إذا أراد أن يشيِّع الجنازة ويكسب فضيلة التشييع ؛ فهو إما أن يصمت ويسكت وهذا لا يجوز ؛ لأنه سيُكتب من الذين يحضرون المنكر ولا ينكرون ، وإما أن ينكر وهذا متعذِّر اليوم كلَّ التعذُّر لجهل الناس واعتيادهم هذه البدع وهذه التقاليد .

منذ القديم قبل وجود هذه البدع الجديدة بدع الزهور والمراسيم هذه التي تتعلق بالسيارة وتشييعها وتكليل السيارة نفسها بالورود والزهور ، منذ القديم قامت نقاشات كثيرة - مع الأسف الشديد - بين علماء الأزهر جمهورهم يقرُّ الصياح والتهليل بين يدي الجنائز ، وكانوا في عهد قريب ينشد بعض المؤذِّنين قصيدة البردة بصوت عالي لتطريب بين يدي الجنازة ، فقام هناك في مصر جماعة من أهل السنة ومن أشهرهم في هذا المجال الشيخ " محمود خطاب السُّبكي " ؛ فأنكر هذه الأشياء ، فقامت قائمة الأزهريِّين عليه ، وألَّف هو رسائل ، وألَّفوا رسائل في الرد عليه ، ولا تزال مثل هذه العادات سائرة تمشي ، وزادوا فيها هذه البدع الغربيَّة الأجنبيَّة ؛ لذلك نحن نرى أن الواجب في تشييع الجنازة إذا حصل فخيرٌ للمسلم ألَّا يشارك الناس في بدعهم هذه ، أما إذا كان لا يحصل الواجب فحينئذٍ هذا الواجب لا يجوز تركه فلا بد منه ، وهيك تقع في هذه الحالة بإنكار المنكر بالمرتبة الثالثة والأخيرة ، وهي قوله - عليه السلام - : ( من رأى منكم منكرًا فليغيِّره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقَلبِه ، وذلك أضعف الإيمان ) .

مواضيع متعلقة