الرأي في التحزُّب والعصبيَّة الحزبيَّة . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
الرأي في التحزُّب والعصبيَّة الحزبيَّة .
A-
A=
A+
الشيخ : أن يقول المسلم أنا سوري ، وذاك مصري ، وآخر حجازي ، وو إلى آخره ، ما في مانع ، لأن هذا يُذكِّر بواقع هذا الإنسان من حيث بلديته ، ومن حيث العقيدة والمذهب ... لكنَّما حينما تختلط المذاهب وتتعدَّد وتصبح ثلاثة وسبعين فرقة كلها في النار إلا فرقة واحدة ، فنحن إذا قلنا مسلمون ما عبَّرنا عن ... واختلطنا مع غيرنا ، في الحقيقة أنُّو هذه الشبهة كبيرة التي نسمعها كثيرًا وكثيرًا جدًّا فحينما نقول نحن أننا اتَّفقنا أن لا نقول إلا ما سمَّانا الله به ؛ ما النسبة التي نمثِّلها نحن من مجوعة الأمة الإسلامية التي تفرَّقت إلى ثلاث وسبعين فرقة ، نقطة بيضاء ... هل زالت المشكلة ؟ هناك من يقول أنا حنفي أنا شافعي أنا مالكي أنا حنبلي أنا حزبي أنا ... أنا شاذلي أنا شيعي وأنا زيدي وإلى أخره ، فإذًا نحن نتسامح . نعم ؟

السائل : وأنا تبليغي وأنا ... .

الشيخ : نحن نتسامح بالتَّنازل عن النسبة - ... لعله مهم جدًّا - نتنازل عن نسبة من تبرَّأ منها - في اعتقادي - من تبرَّا منها وهو يعلم الشيء الذي تبرَّأ منه كفر ، نحن نتنازل عن هذه النسبة والآخرون يتمسَّكون بأشخاص مهما علا شأنهم وسما علمهم وصلاحهم فهم أشخاص ، فهذا حنفي فهو متشدِّد بحنفيَّته ، ... لا يرضون من ... ، فنحن حينما نتنازل ببساطة لنقول : الله سمَّانا مسلمين ، طيب سيسألك سائل : أنت حنفي ؟ ... لأ ، بتقدر تقول أنا حنفي ؟ لأ ، شافعي ؟ يظل يعدِّد ، إذًا ما أنت ؟ آ ، أنا مسلم . لماذا تستر نفسك ؟ هو مسلم ... .

السائل : ... .

الشيخ : نعم ؟

السائل : ... شيعي ... ويقول لك أنا مسلم .

سائل آخر : لأ لأ حينئذٍ مفهوم المخالفة أنا مسلم وأنت غير مسلم ، يعني تحكم على من ، يعني إذا سمَّينا السلفيين بالمسلمين ؛ فمعنى ذلك الشيعي غير مسلم ، وكل طائفة أخرى غير مسلم بصير عندك ، السلفي مسلم !

...

الشيخ : ... وضربنا - مثلًا - آنفًا ، وهذا طبعًا مثال أولى .

السائل : ... .

الشيخ : نعم نعم .

السائل : ... .

الشيخ : قلت أنا لك آنفًا ، وهذا أولى ، هذا المثال أولى .

السائل : وبالأصل أهل السنة يعني السلف عهد السلف لما كان هناك بدأت فتنة الخوارج ... ، ثم بعد ذلك فكان هناك أهل السنة ، أهل السنة في مقابل هذه الطوائف والبدع ، والسلفيون الآن هم أهل السنة هم أهل الحديث ، غيرهم الذي يقول هذا صوفي وهذا كذا هو يفهم أنهم من أهل السنة ، ولكن عمليًّا لا يمثِّل أهل السنة ، الأشعري لا يمثِّل أهل السنة ، الماتريدي لا يمثِّل أهل السنة في عقيدته ، أهل السنة اتبعوا الحديث ، اتبعوا الآثار في العقيدة ، لكن هؤلاء لا يتَّبعون ، يتبعون منهج علماء الكلام في تثبيت العقائد ، المسألة ليست مسألة الفروع الفقهية فقط ، مسألة العقيدة ، فهؤلاء لا يتَّبعون منهج السلف وأهل السنة .

سائل آخر : الطوائف الأخرى تنتسب بالنسبة إلى شخص علي .

السائل : نعم ، أشاعرة ، ماتريدية ، لا تقف .

سائل آخر : ... بالنسبة إلى اتباع منهج السلف ، لا إلى زيد ولا إلى عمرو .

الشيخ : فلذلك أنا قلت لبعضهم : أنت تنتسب للإخوان المسلمين ، والإخوان المسلمون ينتسبون إلى الشيخ حسن البنا - رحمه الله - ، أنا الآن أتبرَّأ من الإخوان المسلمين ؛ أنا أبقى مسلمًا أم كافر ؟ يقول : غصب عنِّي رغم أنفي أنت مسلم . أنت تستطيع أن تتبرَّأ من السلف الصالح ؟ ما يستطيع أن يتبرَّأ ، فلئن كانَ عنده شيء من الفقه ... أيوا ، أما إن كان جاهلًا بيقول لك : لأ ، أنا ما ... أنا مسلم إخواني - أيضًا - ، فأنا أتبرَّأ من الانتساب لإمام من أئمة المسلمين وأظلُّ مسلمًا ، لكنني إذا تبرَّأت من السلف الصالح فمعنى أنني انطبق عليَّ قوله - تعالى - : (( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبيَّن له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نولِّه ما تولَّى ونصله جهنَّم وساءت مصيرًا )) ، فهذا هو الفرق بين هذه النسبة وبين نسب الدنيا كلها ، فرق كبير جدًّا ! لكن العصبيَّة الحزبيَّة هي التي تعمي القلوب وتجعلهم ينكرون ما يجب عليهم أن يقرُّوه ، ويقرُّون ما يجب عليهم أن يُنكروه ، مع الأسف ! لذلك .

السائل : هذول اللي حكيتو عنهم سألوا عنهم في " جماعة الأفغان " ، وقالوا : سمّوا أنفسهم بـ " جماعة المسلمين " ، وقالوا : المسلمون ومن عداهم فهو كافر .

الشيخ : ليسوا مسلمين !!

السائل : ليس مسلمًا !

الشيخ : إي نعم !

السائل : هكذا ، يعني لما يسمِّي نفسه بالمسلم فمن عداه كافر .

... .

سائل آخر : ... الخلود وإلا يعني .

الشيخ : لأ ، مو شرط الخلود .

سائل آخر : مو شرط الخلود .

الشيخ : لأ .

...

سائل آخر : إذا قلنا ... وهم معذورون بجهلهم ... فلماذا ... وهم معذورون ؟

الشيخ : ... نحن إن تصوَّرنا أنَّنا أمةً أو شعبًا هو عند الله معذور فلا يكون مخلَّدًا في النار ، فضلًا إذا قلنا مخلَّد في النار ، ضدَّان لا يجتمعان أبدًا ، لكن الحقيقة نحن ما ندري من الذي بلغته الدعوة ومن الذي لم تبلغه الدعوة ، فالله - عز وجل - هو الذي سيتولَّى محاسبتهم ، وهو الذي سيميز المعذور من غير المعذور .

السائل : السبب في هناك أناس غير معذورين ... .

...

مواضيع متعلقة