الموقف من الجماعات التي تتمسَّك بالكتاب والسنة ، ولكنها لا تلتزم بهدي السلف الصالح . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
الموقف من الجماعات التي تتمسَّك بالكتاب والسنة ، ولكنها لا تلتزم بهدي السلف الصالح .
A-
A=
A+
السائل : في يعني مجموعة من الأسئلة كلها تدور حول يعني هذا الذي ذكرتموه هو المنهج العلمي لدعوة الحقِّ ، وذكرتم - أيضًا - في كلامكم أن هناك من الجماعات - قلتم - التي تتمسَّك بالكتاب والسنة ، ولكنها لا تلتزم بهدي السلف الصالح ، يقول يعني كثير من الإخوة السائلين : ما موقفنا من الذي يردُّ - مثلًا - حديثًا ، أو يؤوِّل آيةً من هذه الآيات ؛ ما موقنا يعني منهم مثل هؤلاء ؟

الشيخ : نعم .

السائل : مع العلم أنهم منضمِّين - كما قلت - في إطار أهل الكتاب والسنة ؟

الشيخ : لا شك أن الاسلام من فضائله أنه جاء ليجمعَ بين الناس لا ليفرِّق بينهم ، ولكن على أساس من كتاب الله ومن حديث الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - ، وعلى التفصيل الذي سبق بيانه ، فإذا رأينا بعض الناس ممن أشرنا إليهم أو من غيرهم أنَّهم لم يلتزموا المنهج الصالح - منهج السلف الصالح - ، أو ردُّوا حديثًا صحيحًا ، أو تأوَّلوا حديثًا بتأويل غير صحيح ؛ فنحن ليس لنا - قبل كل شيء - أن نكفِّرهم ؛ لأن التكفير أمر خطير جدًّا في الإسلام ، ولأن التكفير إنما يكون من إنسان يعرف الحقَّ ثمَّ يجحده وينكره ، ونحن ما نستطيع أن نفترض في أيِّ مسلم يشهد معنا أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله ، ويصلِّي صلاتنا ، ويستقبل قبلتنا ، ويحجُّ إلى بيت ربِّنا ؛ ليس لنا أن نوجِّه إليه التكفير إلا إذا صرَّح صراحة بأنه هو لا يؤمن بكذا ، مع أنه جاء في كتاب الله أو في حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، هذه هي الأولى ، الثانية علينا أن ننصحَهم وأن نذكِّرَهم وأن نبيَّن لهم خطأ ما هم عليه مما ذكرنا ؛ انحرفوا عن منهج السلف الصالح ، أو أنكروا حديثًا صحيحًا ، أو فسَّروا حديثًا بتفسير غير صحيح ؛ نبيِّن لهم خطأهم هذا لعلَّهم يرجعون ولعلهم يهتدون ، وليس لنا من الأمر شيء إلا البيان ، وإذا كان الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - وهو المرسل إلى الناس كافَّة بشيرًا ونذيرًا خاطبه ربُّنا - عز وجل - في القرآن بقوله : (( إن عليك إلا البلاغ )) ؛ فهؤلاء إذًا نحن نبلِّغهم دعوتنا ، وبالحكمة والموعظة الحسنة كما هو منصوص عليها في كتاب الله - عز وجل - ، ثم بعد ذلك ندعُه وشأنه ، (( ليس عليك هُداهم ولكنَّ الله يهدي من يشاء )) ، ومن هنا قال بعض الظُّرفاء من المعاصرين - الدعاة المعاصرين - : " ألقِ كلمتك وامشِ " ، ألقى كلمةَ الحقِّ ولا تقف ، ما هذا تخاصمه وتجادله ، فإذا تبيَّن له الحقُّ فسيستجيب ، وإن لم يتبيَّن له فهو معذور ، وان عاند فحسابه عند الله - تبارك وتعالى - .

مواضيع متعلقة