متى يستطيع الانسان أن يحكم على غيره أنه من أهل العلم أو على نفسه أنه من أهل علم ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
متى يستطيع الانسان أن يحكم على غيره أنه من أهل العلم أو على نفسه أنه من أهل علم ؟
A-
A=
A+
السائل : هذا توضيح من يعني سؤال بردو مكمِّل لهذا السؤال ، متى يعني يستطيع الإنسان أن يحكم على غيره أنه من أهل العلم ، أو على نفسه أنه من أهل العلم الذين يجوز لهم هذا ؟ يعني ما هو الحدُّ الفاصل بين - مثلًا - هؤلاء العامة الذين ذكرتهم وبين أهل العلم الذي يعني له الحقُّ في أن يفهمَ النَّصَّ القرآني والحديثي ؟

الشيخ : لا شك أن يكون عالمًا باللغة العربية أولًا ، وأن يكون حافظًا للقرآن الكريم ، إما حفظ استحضار في الغيب أو بالمراجعة ، لا بد من هذا أو هذا على الأقل ، ثم أن يكون عالمًا بالسنة ؛ فإن السنة كما شرحنا لكم آنفًا تفسِّر القرآن الكريم ، أنا أضرب لكم مثلًا بسيطًا جدًّا لكي يعلم المسلم أن الانسان العادي لا ينبغي له أن ينفردَ بتفسير القرآن بما عنده من علم ؛ إن لم نقل بما عنده من جهل ؛ لأننا لا نتكلم الآن عن العلماء ، وإنما عن القسم الثاني من الناس الذين خاطبَهم ربُّ العالمين بالآية السابقة ( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ) . أيُّ إنسان عنده شيء من المعرفة باللغة العربية حين يسمع قول الله - عز وجل - : (( حرِّمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير )) إلى آخر الآية ، إذا كان لا يعلم إلا هذه الآية فسُئِلَ : هل يجوز أكل الجراد الميت ؟ فيقول : لا بداهةً . ليه ؟ قال - تعالى - : (( حرِّمت عليكم الميتة )) ، هل يجوز أكل السمك الميت ؟ سيجيب - أيضًا - بنفس الجواب ؛ الله حرَّم الميتة ، وهذا من الميتة ، لكن الذي عنده علم سيقول جواب السؤال السابق ؛ هل يجوز أكل الجراد الميت ؟ يقول : نعم يجوز ، لأن هناك في الحديث : ( أُحلَّت لنا ميتتان ودمان ؛ الحوت والجراد ، والكبد والطحال ) ، إذًا هذا الذي علم هذا الحديث استطاعَ أن يفهمَ الآية السابقة فهمًا صحيحًا ، أما الذي ليس عنده علم بهذا الحديث سيفسِّر القرآن برأيه ، ويقول الميتة - يا أخي - بيشمل الجراد الميت وبيشمل السَّمك الميت ؛ فإذًا هما حرامان ، هذا مثال بسيط جدًّا ، وهناك أمثلة بالعشرات - إن لم نقل بالمئات - تبيِّن لطالب العلم أن تفسير القرآن ليس من السهولة التي يتصوَّرها بعض الناس ، فإذًا من كان عالمًا باللغة العربية أولًا ، ثم مستحضرًا القرآن إما حفظًا أو مراجعة ، ثم هو على علم بالسنة ؛ هذا الذي يستطيع أن يفسِّر القرآن بأنه يكون على بيِّنة من الأمر ، أمَّا غيره ؛ فلا يجوز له أن يقدم على هذا التفسير .

مواضيع متعلقة