يُقال : إنك حين كنت صغيرًا كنت ممن يتوسَّل بالقبور ؛ فهل هذا صحيح ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
يُقال : إنك حين كنت صغيرًا كنت ممن يتوسَّل بالقبور ؛ فهل هذا صحيح ؟
A-
A=
A+
السائل : في أخ الظاهر جاءته شبهة ، يقول - يعني الكلام موجَّه إلى الشيخ - : أنك في يوم صغرك لما كان صغير كنت ممن يتوسَّل بالقبور ؛ فهل هذا صحيح ؟

الشيخ : أقول : إن الله - عز وجل - بفضله قد صانَني عن هذا ، لكن يبدو أن الرجل قد سمع شيئًا فأساء سمعه ، لي أو كان لي والد - رحمه الله - تُوفِّي ، كان من أهل العلم المذهبي ، ونشأت أنا منذ صغري تابعًا له ، أذهب معه إلى المساجد ، وإلى أماكن الزيارات للقبور ، فكنت أذهب معه بلا شك ، وأنا بعد شاب يافع ، لا أفهم السنة والبدعة ، والشرك والتوحيد ، ونحو ذلك ، لكن سرعان ما بدأت أتفتَّح وأعرف ، حتى وصل الأمر بي أنَّني يعني بفضل الله - عز وجل - ورحمته بيَّنت لوالدي أن قصدك للمساجد التي فيها القبور قصدك الصلاة فيها هي من الأمور الشركية التي نهى ربُّنا - عز وجل - عنها في كتابه ، ونبيُّنا - صلى الله عليه وسلم - في حديثه ، وكان من ذلك ذلك الكتاب الذي أُعيد طبعه مرارًا " تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد " ، فيمكن السائل سمعني أنني كنت في أول حياتي يعني كنت أروح مع أبي ، وأتابعه في زياراته ، وكنت أصلي مثلًا معه في مسجد بني أمية ، وفيه قبر يُزعم أنه قبر يحيى - عليه السلام - ، وهذا الزعم باطل لا أصل له ، لكن القبر واضح ، ومبني عليه قبَّة ، ويُزار ويُستغاث به من دون الله ، ويروي بعض الناس هناك نكتة ، أنُّو أجت امرأة تستغيث بيحيى - عليه السلام - ، وتقول له : دخلك ابني مريض فسمعه السَّادن ، فقال لها : جاء إنسان آخر ، فأخذه معه ، لعند المريض تبعو !! [ الجميع يضحك ! ] .

فالقصد كنت أصلي مع والدي في هذا المسجد ، لكن لما تبيَّنت لي الحقيقة لم أعد أصلي في هذا المسجد يمكن منذ خمسين سنة ، ما دخلت المسجد إطلاقًا ؛ لأنه يُقصد من دون الله من دون كل المساجد ؛ لماذا ؟ لأنُّو فيه قبر يحيى - عليه السلام - ، فهذا يمكن أصل الكلام الذي سأل عنه السائل ، أمَّا أني كنت أتوسَّل يعني في أدعيتي وفي صلواتي بغير الله ؛ فهذا مما ربُّنا - عز وجل - صاننا منه ، والحمد لله رب العالمين .

السائل : في النهاية نشكر فضيلة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني ، والأسئلة التي الإخوة سألها طويلة ، وإن شاء الله قد تأتي فرصة أخرى إن شاء الله نسأل فيها الشيخ ، ونرجو الله - عز وجل - أن يوفِّق الجميع لما يحب ويرضى ، ولعل فيما سمعنا يكون عبرة ، أو نستطيع أن نقول قد فهم الإخوة بأن هذا المنهج ، أو هذا الطريق الذي يُسلك هو منهاج السلف وطريقهم ، ما هو أمر محدث ، ولا هو أمر جديد ، وإنما هو هذا دين الله - عز وجل - الذي نزل من السماء ، ... نسأل الله - سبحانه وتعالى - أن ينفعنا فيما سمعنا وجزكم الله خير ... .

مواضيع متعلقة