هل سماع مكبرات الصوت تدخل في حديث : ( إذا سمع النداء فلم يجب ) ، حتى لو كان بعيدًا ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
هل سماع مكبرات الصوت تدخل في حديث : ( إذا سمع النداء فلم يجب ) ، حتى لو كان بعيدًا ؟
A-
A=
A+
السائل : بالنسبة للأذان إذا كان بدون ميكروفون يُوجب على سامعه حضور صلاة الجماعة ، فكيف إذا كان بالميكروفون ؟

الشيخ : لا ، يجب التفريق بين الأمرين ، لأنو مكبر الصوت قد يُوصل الصوت لمن كان في الصحراء ، والرسول - عليه الصلاة والسلام - يقول في حديث معروف : ( من سمع النداء ولم يُجب ؛ فلا صلاة له إلا من عذر ) ، فمن سمع ؛ يعني الرسول - عليه السلام - السماع الطبيعي الذي يستطيعه الإنسان ثم يستطيع أن يتجاوب معه ، أما الأذان بواسطة مكبر الصوت ؛ فهو يُسمع مسافات بعيدة وبعيدة جدًّا ، لهذا إذا كان المُكلَّف بالصلاة مع الجماعة في مكانٍ هو يسمع الأذان لو كان أذانًا طبيعيًّا ؛ فهو الذي يجب عليه الحضور ، سواء سمع الأذان الطبيعي أو الصناعي - إذا صح التعبير - ، وإلا فإذا وسَّعنا الدائرة كلَّفنا الناس ما لا يُطيقون .

هذا هو جواب سؤالك .

السائل : ... كيف نعرف المقدار بين ... .

الشيخ : تقريبًا وليس تحديدًا ، لأنه المسألة لا يمكن أن يُوضع لها حدود مادية لا يمكن تجاوزها ، وأنا أضرب لك - مثلًا - يختلف في طبيعة الحال من كان في بلدة لا تزال أبنيتها متواضعة كما كانت في العهود الأولى ، فمجرَّد أن يصعد المؤذن على ظهر المسجد ويؤذن ، فالصوت يبلغ من حوله من الدُّور ، لكن إذا نظرنا اليوم إلى هذه البيوت الشاهقة المرتفعة ، فقد لا يبلغ صوت المؤذن الطبيعي ، فلا يستوي هذه الصورة مع الصورة الأولى .

كذلك - مثلًا - نضرب صورة ثانية ؛ المسجد على رأس جبل ، وهناك بيوت ، وفي سفح الجبل - أيضًا - بيوت ، والطريق إلى المسجد ليس طريقًا هكذا مستقيمًا كالشوارع الموجودة اليوم ، وإنما كما ترون طرق الجبال التي يطرقها الحيوانات - مثلًا - كالماعز والغنم ونحو ذلك ، كيف أنها متعرِّجة ، فمن سمع الأذان مَن كان في سفح الجبل فريثما يصل إلى راس الجبل ، هو سمع الصوت ، لأن الصوت يمشي كالسهم مستقيمًا ، أما الذي يريد أن يصل إلى منبع الصوت ، فيجب أن يتعرَّج هكذا وهكذا حتى يصل إلى هناك ، بهذا المثال صارخ يظهر للسامعين تمامًا أنه لا يمكن أن نضعَ في هذه القضية حدود مادية لا يمكن تجاوزها أو تجاهلها ، إذًا هنا يعود الأمر إلى ما يسمَّى اليوم بضمير الإنسان ، وهو الذي عبَّر عنه الرسول - عليه السلام - بقوله : ( استفتِ نفسك وإن أفتاك المفتون ) ، فحينئذٍ من كان يسمع أذان المسجد بمكبر الصوت ؛ فهو يدري هل يتمكَّن من إجابة المؤذن إلى المسجد بدون أي مشقَّة ، فحينئذٍ هذا واجب عليه أن يستجيب ، وإلا فلا .

خلاصة القول : تحديد مادي لا يمكن أن يوضع لمثل هذه المسألة ، والله أعلم .
  • رحلة الخير - شريط : 1
  • توقيت الفهرسة : 01:17:25
  • نسخة مدققة إملائيًّا

مواضيع متعلقة