الكلام على سنن العادة. - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
الكلام على سنن العادة.
A-
A=
A+
السائل : السؤال الأخ يسجل؟
أبو ليلى : نعم.
السائل : هناك مسألة يا شيخ تتعلق بقضية يعني هي دقيقة كثير من الناس يرى الاستنان بسنن العادة ونحن نخالفهم في ذلك فنقول أن سنة العادة ينبغي أن لا نستن بها يعني أن نعملها ولكن لا ننوي بها التعبد لكن هناك كثير من الإخوة ربما تأثروا بجماعة أنصار السنة النبوية الشريفة في مصر بأن سنة العادة وسنة العبادة في وزان واحد فما رأيكم في هذه النقطة؟
الشيخ : قبل الجواب عن السؤال أرى أن ما نسبتم إلى أنصار السنة ليسوا هم الذين تعنيهم وإنما هم الجماعة الشرعية اللي بيسموا حالهم السبكية أنصار السنة غير هؤلاء ولا بد أنك تفرق فإذا السبكية معروف عنهم هذا الغلو في هذه المسألة ولا شك أن الصواب كما نحن نقول دائما وأبدا أن السنة بالمعنى الفقهي هي العبادة التي تعبد نبينا صلوات الله وسلامه عليه ربه أما ما فعله بحكم العادة أو بحكم المحيط الذي كان يعيش فيه أو بحكم الجبلة والطبيعة فهذه أمور لسنا مكلفين بالاستنان به صلى الله عليه وسلم فيها بل أنا أقول حينما نجيب عن هذا السؤال بأن الذي يتقرّب إلى الله عز وجل بسنن العادة هو يخالف الذي يستن به ويقتدي به في الشرط الأساسي في قبول العبادة, لأننا نعلم جميعا إن شاء الله أن العبادة لا تكون عبادة مشروعة إلا إذا توفر فيها شرطان اثنان الشرط الأول أن تكون خالصة لوجه الله تبارك وتعالى, والشرط الثاني أن تكون على سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وذلك مما نص عليه كثير من علماء التفسير عند قوله تبارك وتعالى (( فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا )) فقد قالوا قوله تعالى (( فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا )) قالوا لا يكون العمل صالحا إلا إذا كان على وجه السنة ثم لا يكون مقبولا إلا إذا لم يشرك به أحدا من عباد الله تبارك وتعالى وإذا كانت هذه حقيقة مسلم فيها بالنسبة للشرط الأول إجماعا وبالنسبة للشرط الثاني اختلافا مع الأسف لأنه هناك من يقول بتحسين بعض البدع من باب زيادة التقرب إلى الله ولو لم يكن قد جاء بها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم, إذا كان الأمر كذلك فهذا الذي يتقرب إلى الله بسنة من سنن العادة يخالف فيها النبي في نيته لأننا حينما نقول سنة عادة معنى ذلك ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم ما قصد فيها التقرب إلى الله عز وجل مثاله مثلا كان عليه الصلاة والسلام له شعر طويل تارة يبلغ شحمتي الأذنين تارة رؤوس المنكبين كان له نعلان لهما قبالان ما ثبت بل ما ورد لدينا بأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يتقرب إلى الله عز وجل بمثل هذه السنة العادية فإذا هو فعلها بوازع من العادة أو المحيط الذي يعيش فيه كهذه النعال مثلا التي لها زمامان فحينما نجد إنسانا يطيل شعره وقد نجد بعضهم في بعض البلاد يتخذه غدائر وظفائر فنحن نقول له أنت خالفت النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الشرط الأول وهو النية هو ما نوى في هذا العمل التقرب إلى الله عز وجل ولو نوى لاقتدينا به عليه السلام وملاحظة هذه النية في هذه القضية هي كملاحظتها في كل العبادات الشرعية كل العبادات إذا اختلفت نية المتعبد بها عن نية النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يكن متقربا بها إلى الله عز وجل بل يكون مخالفا وأنا أضرب على هذا مثلا لو أن رجلا صلى السنن الرواتب بنية الفرائض فهل تكون هذه السنن مقبولة منه؟ الجواب لا, لماذا؟ لأنه خالف النبي صلى الله عليه وآله وسلم في النية فيها هو لما صلى الصلوات الخمس نوى فيها الفرض لما صلى هذه السنن العشر ما نوى فيها الفرض لكنه عليه السلام حضّ عليها فمن فعلها بنفس النية التي فعلها الرسول عليه السلام فهو مستن به وإلا فهو مخالف له كذلك القول في سنن العادة فعلها الرسول بحكم العادة نفعلها نحن كذلك لا مانع أبدا لكن لا نتركها تعبدا كما لا نفعلها تعبدا فالأمر سيان ومن أهم النصوص الواردة في هذه القضية وهي تتعلق بطبيعة الإنسان قصة لحم الضب المعروفة الذي وضع في مائدة الرسول عليه السلام وكان خالد رضي الله عنه يأكل منها بإقبال عجيب جدا والمرقة تسيل على لحيته ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ينظر إليه متعجبا منه فكأنه خشي أن يكون في الأمر شيء فقال " يا رسول الله أحرام هو ؟ " قال ( لا ولكنه لم يكن بأرض قومي فأجد نفسي تعافه ) إذا مش ضروري أن نحن نعاف هذا اللحم لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم عافه ليس من الضروري أن نكرهه لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كرهه كما أن هناك في " صحيح البخاري " أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ( كان يحب العسل ) فإذا إذا كان هناك بعض الناس ونحن نعرف هذا النوع فيهم يكره العسل فما نقول خالف السنة لأن هذه قضية لها علاقة بالجبلة وبالطبيعة وهكذا.
السائل : بارك الله فيك.
الشيخ : وفيكم هذا السؤال الأول.

مواضيع متعلقة