قصة مناقشة الشيخ لأحد القساوسة حول تكفير العلماء لمصطفى أتاتورك . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
قصة مناقشة الشيخ لأحد القساوسة حول تكفير العلماء لمصطفى أتاتورك .
A-
A=
A+
الشيخ : كما يقال إنه جمعني مجلس مرة مع قسيس من قساوسة النصارى فجرى بحث طويل بيني وبينه ، والقصة فيها طول وفيها فائدة ولكن الوقت ضاق باقي معنا نحو خمس دقائق .ولذلك فأذكر منها ما يتعلق بهذا المقام ؛ لقد أنكر هذا القسيس على المسلمين أنهم حكموا بكفر الذي كان من قبل يسمى بمصطفى كمال باشا ، ثم سمي بأتاتورك ، أبو الأتراك والذي حاد بالأتراك المسلمين عن كثير من أحكام دينهم كما هو معلوم ؛ هذا القسيس هاجم المسلمين ونسبهم إلى الغلو في تكفيرهم لأتاتورك هذا بزعمه هو أنه لم يصنع شيئا يذكر ويستحق عليه التكفير سوى أنه فرض على الشعب التركي القبعة ، البرنيطة معروفة هذه البرنيطة عندكم وهي القلنسوة التي لها مظلة ، إما مظلة كاملة أو مظلة أمامية ، فكان ردي عليه من ناحيتين ، الناحية الأولى ولا أطيل فيها أن الرجل لم يخالف الإسلام فقط في هذه الناحية وإنما غير كثيرا من أحكام الشريعة ، منها أن جعل للأنثى في الإرث مثل حظ الذكر ؛ أما فيما يتعلق بمسألة البرنيطة فهنا خضت معه بحثا طويلا خلاصته أن الإسلام من كماله أنه وضع أحكاما وتشريعات في سبيل أن يحافظ المسلمون بها على شخصيتهم الإسلامية لكي لا ينماعوا مع الزمن في شخصية أمة أخرى ، وذكرت له وهو رجل مع الأسف مثقف بأن علماء الإجماع يقولون بأن أي شعب يريد أن يحافظ على شخصيته فعليه أن يحافظ على تقاليده وعلى تاريخه وعلى لغته ، هذا أمر مسلم لديهم في علم الاجتماع ؛ فقلت له فكان من فضل الإسلام وكمال تشريعه أنه شرع للمسلمين أن يحافظوا على شخصيتهم المسلمة وأن لا يتشبهوا بالمخالفين لهم بل وأن يتقصدوا مخالفتهم كما شرحت لكم آنفا ؛ هذا الرجل أتاتورك وهنا الشاهد من هذا المثال لو كان يريد الخير للشعب التركي المسلم ووجد فرضا في القبعة مصلحة لا يجدها في لباس آخر فكان باستطاعته أن يجعل فارقا بين قبعة المسلم التركي وقبعة غير المسلم التركي ، كأن يجعل مثلا شريطا على قبعة المسلم كل من يرى هذا المسلم المتبرنط يقول هذا مسلم ولو أنه لبس لباس الكفار ؛ لكن الرجل فعل ما فعل عداء لدين الإسلام ولذلك حكم عليه علماء المسلمين بالكفر والردة والخروج عن دين الإسلام ؛ بحث طويل كان بيني وبينه في هذه القضية حتى ألهمني الله عز وجل فقلت له بعد أن قال هذه قضية يعني اللباس صار أمر أممي وليس خاصا بشعب من الشعوب أو بدين من الأديان فجئته من ناحية حساسة ، هذا القسيس لبناني والقساوسة اللبنانيون لهم زي خاص ، أولا لباسهم سواد في سواد وثانيا قلنسوتهم هي كطربوش إذا تعرفونه الطربوش الأحمر ولكنه طويل ضعف الطربوش طولا وأسود .

السائل : زي الهرم يعني ؟

الشيخ : لا ، الهرم يبقى رأسه رفيع ، هذا يكون مثل السطل هكذا ؛ الشاهد قلت له: هل أفهم من كلامك أن اللباس ليس له علاقة بالدين أنه مث بالنسبة إليك أنت يجوز أن ترفع هذه القلنسوة وتضع على رأسك الطربوش الأحمر وعليه العمامة البيضاء ؟ فمن نظر إليك ظن فيك أنك شيخ من شيوخ المسلمين ؟ قال : لا ، لا ، لا ؛ قلت: لم فهذا لباس ؟ وليس له علاقة بالدين ؟ قال لا ، نحن علماء النصارى يعني ، نحن رجال الدين ولنا زي خاص من بين النصارى عموما لنا زي خاص ؛ فألهمني الله عز وجل وقلت له كلمة يعني سقط من بعدها تماما وتبين أنه لا مجال لأحد أن يجادل في الإسلام ، قلت له هذا هو الفرق بيننا نحن معشر المسلمين وبينكم أنتم معشر النصارى ، فنحن لا فرق عندنا بين عالم ومتعلم وغير متعلم ما دام أنه يجمعنا الإسلام ، فما لا يجوز لأكبر عالم لا يجوز لأقل مسلم ، هذا عندنا ؛ أما عندكم فعندكم رجال دين ورجال لا دين ، هكذا قلت له ، بدليل أنك تقول هذا لباس خاص بكم أنتم معشر القسيسين ، أما النصارى الآخرون فيلبسون ما يشاؤون ، لا هذا عندنا لا يجوز ، ما يحرم على أكبر إنسان وأتقى إنسان يحرم على أصغر وما لا يجوز أن يلبسه العالم لا يجوز أن يلبسه الأمي ، وهكذا ؛ فسقط في يده والحقيقة هذه من فضائل الشريعة الإسلامية ولعل في هذا القدر كفاية والحمد لله رب العالمين .

مواضيع متعلقة