ما حكم خروج النساء للدعوة مع أزواجهم كما يفعل جماعة التبليغ ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
ما حكم خروج النساء للدعوة مع أزواجهم كما يفعل جماعة التبليغ ؟
A-
A=
A+
السائل : يسأل عن خروج النساء للدعوة كما يفعل جماعة التبليغ كما يفعل بعض رجال التبليغ حيث يخرجون مصطحبين نسائهم معهم فهل هذا جائز أو غير جائز؟
الشيخ : هذه في الحقيقة بدعة أخرى ما كنّا نسمعها من قبل كنت أقول منذ سنين حينما إبتدع بعض الناس تسمية بعض الفتيات المتخرجات من بعض الكليات الشرعية يسمّونهن داعيات قلنا سبحان الله متى كان في الإسلام داعيات لقد كانت أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها من الفقه و العلم بحيث أنها فاقت في ذلك كثيرا من أصحاب النبيّ صلى الله عليه وآله و سلم و كانوا من أجل ذلك يعرفون لها فضلها و سابقيّتها في هذا المجال لأنها كانت أوّلا زوجة النبي صلّى الله عليه وآله و سلم البكر ثم كانت أحب النساء إلى النبي صلى الله عليه و آله و سلم بشهادته هو , و مع ذلك ما كانت تسافر للدعوة و لا كانت تخرج هذا الخروج أنا ضربت مثالا آنفا مكتفيا بالإشارة و الإشارة تغني اللبيب عن صريح العبارة بأن الخروج جماعات هكذا ليس فيهم إلا عالم واحد أو شبه عالم و الآخرون لا علم عندهم فننصحهم كنا و لا نزال أن كما إفتتحنا هذا المجلس و غيره بمثل قوله عليه السلام السابق ذكره ( وما إجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله و يتدارسونه بينهم ) ننصحهم دائما و أبدا بديل هذا الخروج الذي ليس لهم سلف منذ أربعة عشر قرنا لا أقول ليس لهم سلف في السلف الذين يمثّلهم القرون الثلاثة فقط في كل هذه العصور الإسلامية لم يسبق أن عالما يخرج و معه عشرة , عشرين , ثلاثين أو أكثر إلى ماذا ؟ من أجل التبليغ تبليغ الدعوة . تبليغ الدعوة بحاجة إلى العلماء و ليس إلى من ليسوا بعلماء فكنت أنصح هؤلاء بأن يلزموا بيتا من بيوت الله عزّ و جلّ يتلون كتاب الله و يتدارسونه بينهم حتى يكون فيهم عالم فقيه إذا ما وقف يخطب في الناس لا يلحن بتلاوة آية من آيات الله و لا يخطئ في تلاوة حديث من أحاديث رسول الله و هذا مع الأسف نسمعه كثيرا و كثيرا جدا كنا ننصحهم بأن يجلسوا في بيوت الله و يتعلموا و إذا الآن نحن نفاجئ كنا مثل ما يقول المثل العامي " كنا تحت المطر صرنا تحت المزراب " كنا نشكوا من خروج من ليسوا من أهل العلم من الرجال و إذا الآن نفاجئ أن المسألة أو العدوى سرت حتى إلى النساء ألا يعلم هؤلاء أن الله عزّ و جلّ أولا أنزل آية في القرآن صريحة فقال تعالى مخاطبا نساء الأمة في أشخاص نساء نبي الأمة (( وقرن في بيوتكنّ و لا تبرّجن تبرج الجاهلية الأولى )) معنى وقرن يعني إستقررنا أي اسكنّ أي لا تخرجن من بيوتكنّ و إذا خرجتنّ لحاجة لابدّ لَكُنَّ منها فلا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى ألا يعلم هؤلاء قول النبي صلى الله عليه و سلم أن الأفضل للمرأة أن لا تخرج لتصلّي مع جماعة المسلمين حيث قال رسول ربّ العالمين ( و بيوتهنّ خير لهنّ ) بل قالت السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها " لو علم النبي صلى الله عليه و آله و سلم ما أحدث النساء من بعده لمنعهنّ المساجد " عليه الصلاة و السلام جاء بالإسلام الوسط (( و كذلك جعلناكم أمّة وسطا )) لا إفراط فيه و لا تفريط , لا غلو فيه و لا تضييع و إنما كما قال (( و كان بين ذلك قواما )) ما حرم على النساء أن يشاركن المسلمين بالصلاة في المساجد لكن قال ( و بيوتهنّ خير لهنّ ) ما حرّم ذلك عليهنّ لأنّ المرأة قد تحتاج أحيانا أن تصلي في المسجد لتسمع موعظة أو تتعلّم علما و بخاصة في زمن قلّ فيه المعلّمون و المتعلمون معا و لذلك مع الأسف تجدون المساجد اليوم خاوية على عروشها فلا دروس تلقى فيها أنا أدركت كثيرا من حلقات العلم في بعض المساجد هناك في دمشق لكن ما خرجت من دمشق إلى هذا البلد إلا و لم يبق هناك من يذكّر الله عزّ و جلّ في مسجد من المساجد إلاّ هذا الشيء الروتيني كما يقولون اليوم خطبة جمعة , خطبة عيد الأصغر أو الأكبر و بس أما حلقات تقام و هذا ما شاهدته في قديم الزمان فلم يبق لذلك ذكر مطلقا الشاهد أن هذا النبيّ صلى الله عليه و آله و سلم الذي أنزل الله عليه و خاطب نسائه بقوله (( وقرن في بيوتكنّ )) فغير نساء الرسول عليه السلام أحوج إلى مثل هذا الخطاب الإلهي كذلك حضّ النساء على أن يلتزمن في أدائهنّ لفرائضهنّ الخمس في بيوتهنّ و قال ( و بيوتهنّ خير لهنّ ) فكيف هؤلاء يقول أحدهم حينما يقول منبها المصلين بعد سلام الإمام من الفريضة بعبارة خالفوا فيها أيضا السّنّة , سنّة النبي صلى الله عليه و سلم التي كان يفتتح بها كلّ خطبه و كلّ مواعظه و قد سمعتموها آنفا أما بعد فإن خير الكلام كلام الله و خير الهدي هدي محمّد صلى الله عليه و سلم إلخ . أما هم فأنا والله مع سماعي لها كثيرا ما حفظتها لأني في غنى عنها بخطبة النبي صلى الله عليه و سلم لكن في ذهني بعض الألفاظ منها و أنتم تذكرونها أحسن منّي و هي التي يقول " وما نجاحنا و فلاحنا إلا باتباع سنّة نبينا صلى الله عليه و سلم " طيب أولا هذه الكلمة تخالف سنّة النبي صلى الله عليه و سلم كما قلت لكم آنفا في بعض الأمثلة السابقة إن كانوا يعلمون سنة , إن كانوا لا يعلمون فهذا مرّ و إن كانوا يعلمون ثم يعرضون فهذا فهذا أمرّ فهل لم يطرق سمع هؤلاء الذين يذكرون دائما أن فلاح هذه الأمة و نجاحها بإتّباع سنّة النبيّ صلى الله عليه و سلم فكيف يخالفون سنّة النبي صلّى الله عليه و سلّم في عشرات المنطلقات التي ينطلقونها منها هذه الكلمة بين يدي الدرس " نجاحنا و فلاحنا بإتباعنا سنّة نبينا " رسولنا كان لا يقول هذا الكلام كان يقول ( أما بعد فإن خير الكلام كلام الله و خير الهدي هدي محمّد صلى الله عليه و سلم ) إن كانوا لا يعلمون فهذا شر و إن كانوا يعلمون فهو أشرّ و أنا أقول إنّهم يعلمون لماذا ؟ لأنني أعلم من دمشق و من عمان أن كثيرا من هؤلاء الطّيبي القلوب أقولها بكلّ صراحة لكنّهم ليسوا صالحي العلم ما عندهم أعلم أنهم يقرؤون كتاب رياض الصالحين للإمام النووي رحمه الله في رياض الصالحين هذا الحديث الذي كان الرسول عليه السلام يفتتح خطبه فإذا هم يعلمون هذه الخطبة و لماذا لا يتّبعون النبي صلى الله عليه و سلم فيها بديل هذه الخطبة الملفّقة بتلك الكلمات التي يقولونها ثم يخالفونها عملها أنا أخشى ما أخشى أنهم لا يفعلون ذلك لأنهم ليسوا مع أهل السنّة في قول نبي السّنّة ( كل بدعة ضلالة و كل ضلالة في النار ) بل إنّ دعوتهم قائمة على عدم إثارة هذه السّنّة و هذه بدعة و الآن نفاجئ بأنه بدأت النساء أيضا يخرجن مع الرجال سبحان ربي! خير الناس هم أصحاب الرسول عليه السلام هم أصحاب الأئمة الأعلام بدءًا بأبي حنيفة و تربيعا بإمام السنة أحمد بن حنبل هل كان نساء هؤلاء الأئمة يخرجن مع أزواجهم العلماء الأئمة في سبيل الدعوة ؟ لا ثم لا ثم لا . فكيف يفعل هؤلاء ؟ إذًا هذا يؤكّد أن هؤلاء يخالفون قولهم بأفعالهم الفلاح بإتّباع سنّة رسول الله كلمة حقّ و لو أنها لم تتلقّ من رسول الله صلى الله عليه و سلم فهل لطبقوها و إتبعوا سنة الرسول عليه السلام تلك ذكرى و الذكرى تنفع المؤمنين و نسأل الله عزّ و جلّ أن يعلّمنا سنّة نبينا صلى الله عليه و سلم و أن يجعلنا من الذين يعلمون و يعملون بما يعلمون .
قراءة الشيخ لما تيسر من سورة آل عمران من الآية 102 إلى الآيو 103

مواضيع متعلقة