ما صحة رواية : ( أفلح وأبيه ) ؟ وكلمة حول تدرُّج أحكام الإسلام . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
ما صحة رواية : ( أفلح وأبيه ) ؟ وكلمة حول تدرُّج أحكام الإسلام .
A-
A=
A+
السائل : في رواية تقول أن الرسول قال لأحد الصحابة : ( لا وأبيه ) .

الشيخ : نعم .

سائل آخر : ( لا وأبيه ) .

السائل : فما رأيكم ؟

الشيخ : نعم ، هذه الرواية في تعبير المحدثين رواية شاذَّة ، شاذَّة تساوي غير صحيحة ، هذا الجواب رقم واحد .

سائل آخر : أيوا .

الشيخ : والجواب رقم اثنين : أن الإسلام يأتي كما تعلمون بالتدرُّج ؛ لم ينزل القرآن كله من أوله إلى آخره طفرة واحدة ، كما قال ابن عباس " نَزَلَ القرآن جملةً واحدةً إلى سماء الدنيا إلى بيت العزَّة في السماء الدنيا ، ثم نزل أنجمًا حسب الحوادث " ، كذلك الرسول الذي تولَّى بيان القرآن ما بيَّنه في يوم ولا في شهر ولا في سنة ، وإنما في حياته في رسالته البالغة ثلاث وعشرين سنة ، وكل هذه المدة الطويلة بيَّن هذا القرآن الكريم ، وبيَّن للناس أحكام دينهم ، فما جاءت كلُّ الأحكام دفعة واحدة ، فمَن منكم يجهل أن المسلمين وهم في المدينة كانوا يشربون الخمر ؟ لماذا ؟ لأن الخمر لم يكن حُرِّم بعد .

مِن أغرب ما وقع مما رواه البخاري في " صحيحه " أن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - جاء ذات يوم مُغضبًا جدًّا يشكو عمَّه حمزة إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ؛ ذلك أنه قَتَلَ جملًا لعلي كان برَّكه أمام دار كان اجتمع فيها طائفة من الصحابة وفيهم حمزة ، خرج وهو سكران ، فوجد الجمل أمام الدار فبَقَرَ بطنه وقتله ، الجمل ، فلما جاء علي ورأى جمله ميتًا عَظُمَ عليه الأمر ، وقيل إن حمزة عمك هو الذي بقر بطن جملك ، فشكاه للرسول - عليه السلام - ، سرعان ما جاء الرسول - صلى الله عليه وسلم - ، فأخذ ينصح حمزة على ما فعل ، لكن هو لا يزال نشوان ، فقال لنبيِّه الذي آمن به وكفر بالطواغيت كلها من أجله قال : " هل أنتم إلا عبيدٌ لآبائي " مين أنت ؟ " ما أنتم إلا عبيد لآبائي " ، هذا كَفَرَ ، لكن لا يدري ما قال ، وقال وهو شارب الخمر ، ما نزل تحريم الخمر حتى في هذه الحادثة ، فيما بعد . أريد أن أقول لقد كان من عادة العرب أن يحلفوا بآبائهم ، وعلى هذه العادة حَلَفَ عمر كما سمعتم في الحديث السابق فنهاه الرسول - عليه السلام - ، فإن جاء حديث هو صحيح فيه أن الرسول حَلَفَ بأبيه ؛ فما ذلك إلا قبل النهي عن الحلف بالآباء ، فبعد أن نهى انتهى ، انتهى عمر فضلًا عن أن ينتهي عنه نبيُّ عمر .

لعلي أجبتك عن سؤالك ؟

السائل : في رواية ... .

الشيخ : طيب ، لا ، ما هي صحيحة قلت لك : شاذة .

طيب ، في أحد له سؤال حول ما سبق ؟ حول ما سبق ؟

السائل : نعم .

الشيخ : تفضل .

مواضيع متعلقة