الكلام على ضعف قصة الغرانيق . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
الكلام على ضعف قصة الغرانيق .
A-
A=
A+
الشيخ : وأوضح مثال وأقوى مثال على ما نقول هو حديث قصة الغرانيق ، وكلُّكم يعلم قصة الغرانيق التي القول بها يؤدِّي إلى الشك بكل حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، بل وبقرآنه الذي أنزله الله إليه .

السائل : ... .

السائل : ... يا شيخ هل يجوز هذا ؟

الشيخ : ... نعم ؟

السائل : ... .

الشيخ : هذا السؤال تتمة معترضة ؛ لأنهم سبقوك .

السائل : ... .

الشيخ : كنا نتكلم عن الاحتجاج بالحديث المرسل ... وذِكْر بعض الأدلة على أنه لا يجوز الاحتجاج بالمرسل ... إلى أن الواقع والسبر للأحاديث المرسلة يشهد على أنه لا يمكن إطلاق القول بالاحتجاج بالحديث المرسل ، ومن الأمثلة على ذلك حديث قصة الغرانيق التي فيها أن النبي - صلى الله عليه وسلم - تكلَّم الشيطان على لسانه - عليه الصلاة والسلام - فقال : " تلك الغرانيق العُلَى ، وإن شفاعتهنَّ لَتُرتجى " ، ومن تمام الطامة الكبرى في هذا الحديث أن النبي - صلى الله عليه وسلم - زعموا نطق بهذه الآية الشيطانية ، ولم يدرِ ما خرج من فمه حتى جاءه جبريل - عليه السلام - ، فقرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عليه سورة النجم حتى وصل إلى هذه الآية الدخيلة ، فقال له جبريل : هذه ما تلوتها عليك ، من أين لك هذه الآية ؟ فهنا تنبَّه الرسول بعد لَأْيٍ أنه نطق الشيطان على لسانه من أن الله أوحى إليه هذا ، ورسول الله لم يعرف حتى أعاد التلاوة على جبريل ؛ فهل يوجد مسلم على وجه الأرض يؤمن بمثل هذه الطامة الكبرى ؟ لا أظن ذلك .

ولكن هناك حديث مرسل صحيح السند ، والأحاديث مرسلة صحيحة الأسانيد بعضها عن سعيد بن جبير ، وبعضها عن أبي العالية ، ولا أذكر الآن مراسيل أخرى كلها مراسيل صحيحة الأسانيد ، وكلها شبيهة بالطامة الكبرى ؛ فمن قال بأن الحديث المرسل حجة ؛ فعليه أن ينسب هذه الطامة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، ولَئِن فَعَلَ ذلك خرج من الإسلام كما تخرج الشعرة من العجين .

مواضيع متعلقة