هل يجوز إطلاق كلمة السيدة عائشة والسيدة فاطمة - رضي الله عنهما - ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
هل يجوز إطلاق كلمة السيدة عائشة والسيدة فاطمة - رضي الله عنهما - ؟
A-
A=
A+
السائل : بعض المسلمين ... الآن يقولون سمعت هذه الكلمة أنُّو كلمة السيدة عائشة والسيدة فلانة من الصحابيات هذه كلمة مستحدثة من الناس الذين يدَّعون نصرة المرأة ، والصحيح منه أن يقال أنُّو أم المؤمنين ، وهذا أشرف لها ؛ فهل في خطأ في إنه أحد يقول السيدة عائشة ؟

الشيخ : أمّا إنه الصحيح أم المؤمنين فهذا لا إشكال فيه ، أما أنه لا يجوز أن يُقال السيدة عائشة أو السيدة فاطمة فهذا فيه إشكال كبير ؛ لأنها سيدة ، كلٌّ منهما سيدة ، لكن الاستعمال هذا ؛ أي : إطلاق لفظة السيدة على إحدى النساء من أمهات المؤمنين أو بنت الرسول - صلى الله عليه وسلم - لا يستعمل دائمًا ، وإنما يستعمل أحيانًا لبيان منزلتهما ، كذلك رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - يجوز للمتحدِّث أن يقول فيه أحيانًا : قال : سيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، أو كان سيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يفعل كذا ، أو يقول ذلك ، فهذا يجوز أحيانًا ببيان - أيضًا - كما قال هو نفسه - عليه السلام - : ( أنا سيِّد الناس يوم القيامة ) ، وفي الحديث الآخر : ( أنا سيِّد ولد آدم ولا فخر ) ، لكن السلف ما كانوا يستعملون هذه اللفظة إلا نادرًا جدًّا جدًّا ، فإذا استُعملت هذه اللفظة في بعض المجالس أو في بعض البلاد لبيان سيادة الرسول - عليه السلام - المشهود لها في الأحاديث الصحيحة ، أو بيان سيادة أفراد آخرين ممن ذكرنا آنفًا ؛ إذا استُعمل ذلك أحيانًا فلا مانع من ذلك ، أما ذكر السيادة في الصلاة على النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - وبخاصَّة في الصلاة في التشهد ؛ فهذا لا يُشرع ، ويُكره كراهة تحريمية ؛ لأن الأوراد مبنيَّة على التوقيف ؛ يعني كما عُلِّمنا ندعو ونصلي على النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ، ولا نزيد فيها لفظًا ولو كان هذا اللفظ لائقًا به - عليه الصلاة والسلام - ؛ فلا نقول في الصلاة عليه : اللهم صلِّ على سيِّدنا محمد نعم .

السائل : في تكملة للسؤال هذا .

الشيخ : تفضل .

السائل : يعني الكلمة هذه كأنه استحدثها دعاة تحرير المرأة ؛ كلمة السيدة فلانة والسيدة فلانة ؟

الشيخ : لأ هذا .

السائل : ... .

الشيخ : إي أنت تعلم أظنُّ أن من أسلوب بعض الخطباء أنه يقول سيداتي سادتي ، يقدِّمون سيداتي سادتي ، لكن هذا في الوقت الذي نحن نُنكره أشد الإنكار ؛ لأنه تقليد أوروبي ، هذا ناتج من تقليد أوروبي آخر علني ، الرجل - مثلًا - إذا كان هو وزوجته فأرادوا أن يدخلوا مكانًا ، فالرجل يقدِّم إيش ؟ الزوجة تتقدَّمه ، فلا غرابةَ حينذاك في أنهم في ألفاظهم يقدِّمون - أيضًا - النساء بقولهم : سيداتي سادتي ، فهذا تقليد من المسلمين الضُّعفاء والمساكين علمًا ومادة ، وإن كانوا في الآونة الأخيرة تنبَّهوا لهذا كثيرون منهم ، فقدَّموا ، فقالوا : سادتي سيداتي ؛ يعني عكسوا ، لكن على كلِّ حال أنا أريد أن أُلفِتَ نظرك أنُّو لفظة التسييد أو التسويد بالمعنى العربي الصحيح ليس مختصًّا في العصر الحاضر بالنساء فقط ، فهم يسوِّدون النساء والرجال ، لكن كانوا ولا يزالون يقدِّمون النساء في الذكر كما ذكرنا ، أما المسلم إذا ذكر أحيانًا السيدة عائشة أو فاطمة بلفظ السيادة - هذه أحيانًا كما قلت آنفًا - ؛ فلا نرى في ذلك بأسًا ، وإن كان بالنسبة لعائشة وأمثالها أن تُذكر بصفتها الشرعية ، وهي أم المؤمنين ، ولا شك أن هذا هو الجادة وهو الصواب .

السائل : شيخنا ، ألم يرد أربع سيدات نساء العالمين أربع ، ... ؟

الشيخ : نعم هو كذلك .
  • فتاوى جدة - شريط : 30
  • توقيت الفهرسة : 00:24:42
  • نسخة مدققة إملائيًّا

مواضيع متعلقة