ما مدى صحَّة حديث : ( رجعنا من الجهاد الأكبر إلى الجهاد الأصغر ) ؟ والكلام على حديث : ( الجنَّة تحت أقدام الأمهات ) . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
ما مدى صحَّة حديث : ( رجعنا من الجهاد الأكبر إلى الجهاد الأصغر ) ؟ والكلام على حديث : ( الجنَّة تحت أقدام الأمهات ) .
A-
A=
A+
السائل : الجهاد الأكبر والجهاد الأصغر ما مدى صحَّته ؟ ( رجعنا من الجهاد ) .

الشيخ : ضعيف .

السائل : ضعيف .

الشيخ : إي نعم .

السائل : لأنُّو يعتمد كثير من العلماء بالخطب وبالمساجد أنُّو عليكم بجهاد النفس وعليكم بـ .

الشيخ : هو جهاد النفس ولا شك أنُّو هذا أمر مأمور به ، لكن الحديث المتداول على ألسنة الناس بأنه قال - عليه السلام - وقد رجع من جهاد الكفار : ( رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر ) ، هذا جهاد النفس يعني ، هذا بهذا اللفظ غير صحيح ، لكن الذي صحَّ عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : ( المجاهد مَن جاهد هواه ) . وفي رواية : ( نفسه لله ) ، ( المجاهد مَن جاهد هواه لله ) .

السائل : نعم .

الشيخ : أي : المجاهد حقًّا هو الذي يجاهد هواه لله ، وبلا شك أنَّ من هذا الجهاد جهاد الكفار .

نعم .

أعني هناك أحاديث لم تثبُتْ عن الرسول - عليه السلام - روايةً ، لكن يمكن أن يوجد لها مخرج ومعنى درايةً ، مثلًا من الأحاديث التي أحيانًا تُوضع في صدور المجالس : ( الجنَّة تحت أقدام الأمهات ) ، هذا الحديث من الناحية الحديثية ضعيف لا يصح ، لكن معناه صحيح ؛ لأنه جاء في " سنن النسائي " بالسند صحيح أنَّ رجلًا جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : يا رسول الله ، إنِّي جئت من اليمن = -- وين صفي الورقة اللي كانت هون -- = وتركت أمِّي وهي تبكي ، فقال - عليه السلام - : ( ارجع إليها فالزَمْها ؛ فإنَّ الجنة عند قدميها ) ، هذا يعطي معنى الحديث المشهور ، لكن الحديث المشهور غير صحيح السند وهذا صحيح السند ، كذلك أريد أن أقول : ( رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر ) غير صحيح روايةً ، لكن الجهاد جهاد الأعداء هو من جهاد النِّفس ، وإلا لمَّا بيكون الإنسان ما عم يجاهد نفسه بيتعلَّل بأي علة في أن لا يذهب إلى الجهاد في سبيل الله ، ونحن نعلم من التَّاريخ الإسلامي الأخير في زمن الأتراك كانت حدثَتْ بدعة ؛ وهي أنَّ طلاب العلم مسموحين معفو عنهم أن يجاهدوا ، ولذلك كانت بقى تجري هناك محاولات لإعطاء شهادة لزيد من الناس وهو لا يفهم من العلم شيئًا أنُّو هذا طالب علم في سبيل التخلُّص من الجهاد في سبيل الله ، والواقع أنُّو طلَّاب العلم حقًّا هن اللي لازم يكونوا يجاهدون في سبيل الله حقًّا .

السائل : أو كان يتزيَّا بزيِّ العلماء ؛ لذلك نجد في كثير من القرى من يلبس ما يشبه بـ ، إلى الآن لا زال بعض الكبار في السِّنِّ . إي نعم .

الشيخ : إي نعم .

السائل : حتَّى يُعفى من الجهاد .

الشيخ : صحيح .

مواضيع متعلقة