ما هي الجماعة التي عناها النبي صلى الله عليه وسلم في حديث: ( ما أنا عليه وأصحابي ) - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
ما هي الجماعة التي عناها النبي صلى الله عليه وسلم في حديث: ( ما أنا عليه وأصحابي )
A-
A=
A+
الشيخ : جاءني سؤال الآن وإن كنت أحب أن أؤجل الأسئلة إلى ما بعد لأن هذا السؤال قد يقطع عليّ سلسلة أفكاري ومع ذلك فأنا لا أخيب السائل فأجيب عن السؤال هو ، السؤال يقولون: إن هناك رواية تقول لما سئل الرسول عن الفرقة الناجية أجاب الرسول بأنها الجماعة نعم هذه الرواية صحيحة ونؤمن بها ولكن هذه الرواية الجماعة مفسرة بالرواية التي ذكرناها لأننا لو ذكرنا لفظة الجماعة أي هذه الرواية التي جاء السؤال عنها أخيرا لوجب علينا أن نشرحها بالشرح الذي سبق ذكره آنفا .

هنا جاءني تذكير بأنني على موعد مع الطبيب وفعلا أنا كنت مع الطبيب على كل حال نحن ننهي إذا هذه الجلسة بالإجابة عن السؤال الأخير فأقول هما روايتان اثنتان لما سئل الرسول عليه السلام عن الفرقة الناجية أجاب بروايتين اثنتين الأولى هي التي ذكرتها آنفا ( ما أنا عليه وأصحابي ) والأخرى هي التي جاء السؤال عنها قال: ( هي الجماعة ) لكني أشعر بأن السائلة كأنها تتوهم بناء على ما قرأت من كتابات حزب التحرير أن هذه الرواية رواية الجماعة تخالف الرواية التي أدرت الحديث حولها فأقول لا ولتقريب هذا الجواب النافي أنه لا اختلاف بين الروايتين أفترض الآن أن الرواية الأولى وهي (ما أنا عليه وأصحابي ) لا أصل لها إطلاقا وإنما الرواية هي ( الجماعة ) فسنقول من هي الجماعة من هي الجماعة اليوم يا أم المؤمنين أهم حزب التحرير أم الأخوان المسلمون أهم جماعة التبليغ الجواب :

" وكلا يدعي وصلا بليلى *** وليلى لا تقر لهم بذاك " .

الجماعة كما صح عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه: من كان الحق معه ولو كان فردا واحدا حينما بعث الله عز وجل الرسل والأنبياء مبشرين ومنذرين كانوا أفرادا وكانوا هم الجماعة , كان إبراهيم أمة واحدة فمن اتبع هذا الأمة أي الجماعة أي في الحقيقة واحد في ذاته لكن هو الجماعة في دعوته من سار على وتيرته وسار مثل مسيرته فهو الجماعة ولو كان فردا واحدا , فالآن على افتراض أن الرواية الأولى في وصف الفرقة الناجية لا وجود لها إطلاقا الجماعة هذه هي سبيل المؤمنين الجماعة هذه هي جماعة الخلفاء الراشدين فحديث العرباض بن سارية ما فيها روايتان حتى يقال أو يشكك فيها كما قد يمكن أن يراد التشكيك في رواية ( ما أنا عليه وأصحابي ) فالجماعة إذا هي سبيل المؤمنين التي شرحتها آنفا كتابا وحديثا فماذا يضرنا إذا فسرنا الجماعة هنا بالرواية الأولى ( ما أنا عليه وأصحابي ) لأنه أصحابه عليه السلام هم المؤمنون الذي أوعد المخالفون لهم بأن لهم جهنم في الآية التي بدأت الاستدلال بها أنه لا يجوز الاعتماد فقط على الكتاب والسنة بل ولا بد من إضافة سبيل المؤمنين المذكور في الآية الكريمة فمن فسر الجماعة في حديث الفرقة الناجية بأنه طائفته فقط دون أن يأتي بالأدلة من الكتاب والسنة و من ذلك أنه على ما كان عليه المؤمنون الأولون فيكون قد حمل الحديث حديث الجماعة على غير المحمل الصحيح وحينئذ يكون تأويل هذا الحديث يكون تأويلا غير صحيح .

مواضيع متعلقة