الخلوة بالنساء : ( لا يخلون رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما ) . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
الخلوة بالنساء : ( لا يخلون رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما ) .
A-
A=
A+
الشيخ : و أنا أقول هذا بغضّ النظر عمّا طرح في السؤال أنه قد يتعرض و هذا فعلا يقع قد يتعرّض ذلك الموظّف أو ذلك المستأجر للسكرتيرة أن يخلو بها و حينئذ يكون قد وقع في وسيلة أخرى من الوسائل التي سدّ النبي صلى الله عليه و آله سلّم بابها بقوله صلى الله عليه و آله سلم في الحديث الصحيح الذي رواه أبو عبد الله الحاكم في المستدرك و غيره عن النبيّ صلى الله عليه و آله و سلّم أنه قال: ( ما اختلى رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما ) و هذا معروف لديكم ما هو المقصود من قوله عليه الصلاة و السلام: ( إلا كان الشيطان ثالثهما ) أي إلا كان الشيطان حاضرا بقوّته و بوسوسته حتّى يلقي بقلب كلّ من المختليين الرّجل و المرأة يؤلف بينهما ليجمعهما على المعصية لهذا لا يجوز لمن كان يؤمن بالله و اليوم الآخر أن يتّخذ سكرتيرة أو أن يرضى بأن يكون معه في وظيفته امرأة أنا فرّقت بين الأول و الآخر فرّقت بين الطبيب مثلا الحرّ الذي هو يستأجر هذه السكرتيرة و بين الموظّف الذي فرض عليه الموظّفة لا شكّ و لا ريب أنّه ثَمَّة فرق بين الأمرين , الأول جلب الشر إلى نفسه بيده. الآخر فرض ذلك عليه فهل هذا يبقى له عذر ؟ الجواب لا . لأن الله عزّ و جلّ نهانا عن أن نتطلّب رزقنا من طرق محرّمة فقال عليه الصلاة و السلام في الحديث الصحيح: ( يا أيها الناس إن نفسا لن تموت حتى تستكمل رزقها و أجلها فأجملوا في الطلب فإنّ ما عند الله لا ينال بالحرام ) فحرام عليك أيّها الموظّف فضلا عن أيّها الطبيب أو أيّها التاجر حرام عليك أن يكون بجانبك امرأة ليست لك محرما و قال تبارك و تعالى آية في كثير من المجالس تزين بها الجدر: (( و من يتّق الله يجعل له مخرجا و يرزقه من حيث لا يحتسب )) مع الأسف الشديد أكثر المسلمين اليوم جعلوا القرآن عضين جعلوا القرآن للزينة أي للبركة أو ما شابه ذلك من الأمور الغير مشروعة فيزيّنون جدرهم بالآيات الكريمة ثمّ قلوبهم هي خاوية على عروشها لن تتأثر بتلك الآيات التي زيّنوا بها جدرهم فهذه الآية (( ومن يتّق الله يجعل له مخرجا )) إلى آخرها مع الأسف الشديد أكثر المسلمين الذين يطلبون الرزق بطرق غير مشروعة فهي هذه ليست مقرّرة أو مستقرّة في قلوبهم و إنما هي إما في ألسنتهم أو في جدرهم لهذا نحن نقول: إذا لم يقع هناك خلوة فهو محرم و إذا كانت الخلوة فهو أشدّ تحريما فأردت أن أقول في ختام هذا الكلام بعد أن قدّمت لكم الآية الكريمة و هذين الحديثين الصحيحين الصريحين بأنه لا يجوز للمسلم أن يتّخذ سكرتيرة أو أن يرضى أن يكون عنده في وظيفته موظّفة أردت أن أقول: شوقي شاعر مصر لخّص هذا الموضوع بشعر جميل جدّا فقال:

" نظرة فابتسامة فسلام فكلام فموعد فلقاء "

هذا الشعر أخذه من ذاك الحديث و هذا لا يستطيع إنسان أن ينكره إطلاقا كما أنه لا يستطيع كما قلت آنفا لا يستطيع إنسان أن يقول أنا أحفظ نفسي من ادعى ذلك يكون مغرورا و يكون ذلك من تلبيس الشيطان و المسلم لا يمكن أن يخضع بتلبيس الشيطان فكرا قد يخضع بتلبيس الشيطان عملا فيقول: إنا لله و إنا إليه راجعون و يتوب إلى الله عزّ و جلّ أما أن يدّعي بأنه هو معصوم من أن تؤثّر فيه امرأة أجنبية بنظرتها أو ببسمتها أو صوتها أو نغمتها فنحن نقول نعوذ بالله أن نكون من الجاهلين هذا ما عندي جوابا عن ذاك السؤال .

مواضيع متعلقة