معنى حديث ( أدرك ابن آدم حظه من الزنى لا محالة.....) . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
معنى حديث ( أدرك ابن آدم حظه من الزنى لا محالة.....) .
A-
A=
A+
الشيخ : في السّنّة أشياء كثيرة و كثيرة جدّا مما يمسّ السؤال مباشرة قوله الصلاة و السلام: ( كتب على ابن آدم حظّه من الزّنا فهو مدركه لا محالة فالعين تزني و زناها النّظر و الأذن تزني و زناها السمع و اليد تزني و زناها البطش ) هذه الرواية الصحيحة و هناك رواية أخرى مفسّرة لكنّها من حيث الرواية في سندها ضعف لكنها من حيث الدراية فهي صحيحة بدل البطش هو اللمس ( و اليد تزني و زناها البطش ) أي اللمس ( و الرجل تزني و زناها المشي و الفرج يصدّق ذلك كله أو يكذبه ) هذا الحديث الصحيح و هو مما أخرجه الشيخان في صحيحيهما تضمّن النوعين من التحريم الذين ذكرتهما في أول هذا الجواب تضمّن التحريم لذاته و هو الذي ذكره عليه السلام في آخر الحديث و تضمّن المحرم لغيره و هي هذه المقدّمات كما قال عليه السلام: ( فالعين تزني و زناها النظر و الأذن تزني و زناها السمع و اليد تزني و زناها البطش و الرجل تزني و زناها المشي ) ما حصل المحضور في كل هذه المقدّمات لكن النّتيجة و الغاية من هذه المقدّمات لا يمكن عادة أن تقع إلا بتقدّم كل هذه المقدّمات أو شيء من بعضها و إن كان ذلك قد يختلف من شخص إلى آخر من حيث السرعة و التباطئ في تحقق أي وسيلة من هذه الوسائل لكن الزنا الفاحشة الكبرى التي ذكرت في هذا الحديث لا بدّ أن تبدأ بالنّظرة و كما جاء في حديث و أنبّه أيضا كعادتي في مثل هذه المسألة أن أرمي كما يقال عصفورين بحجر واحد فأنبّه أن هذا الحديث الذي سأسمعكم إياه ضعيف إسناده حتّى لا تقولوا قال رسول الله صلى الله عليه و سلّم و إن كان معنها مقبولا وهو: النّظرة سهم من سهام إبليس , فهذا المسلم حينما ينظر نظرة محرّمة فهي محرّمة لا لذاتها لأنها لن تودي به إلى الزنا و إلى الفاحشة الكبرى كما أن المنظور إليها لن تتأثر بهذه النظرة بل ربما هي لم تشعر بها إطلاقا فما حصل فيها أي أذى و أي ضرر لكن قد تؤدي هذه النظرة إلى ما ذكره عليه السلام فيما بعدها من الوسائل التي آخرها الوقوع في ما حرم الله عزّ و جلّ من الزنا فإذا عرفنا هذه الحقيقة وهذه الحقيقة كما أكّدت لكم في أول الجواب لا شكّ و لا ريب فيها عند العلماء أقول هذا لأنه يوجد هناك من المسائل الفقهية ما اختلف فيها الفقهاء قديما و حديثا إلى قولين وربما أحيانا إلى أكثر من ذلك أما المحرمات تنقسم إلى قسمين محرمات لذاتها و محرمات لغيرها أي لأنها تؤدي إلى المحرم لذاته فهذا لا خلاف بين علماء المسلمين قاطبة و كيف يتصوّر أن يقع في مثل هذا خلاف و قد سمعتم الآية سابقا و سمعتم هذا الحديث لاحقا . قلت أن هذا الحديث له علاقة قويّة جدّا بالسؤال فأقول الآن: الرجل المسلم الذي اتّخذ السكرتيرة باختياره هذا بلا شكّ هو شرّ و معرّض للفتنة أكثر من ذاك الموظّف في دائرة ما فرض عليه أن يكون بجانبه أو على الأقل في غرفته الذي هو ملازم لها بحكم وظيفته فرض عليه أن يكون هناك موظّفة كلّ من الشّخصين المذكورين هو واقع في هذه المخالفة لارتكابه المحرم لغيره فالآن الذي يتّخذ سكرتيرة أو يقبل بأن يكون في وظيفته حيث هو فيها موظّفة هذا بلا شكّ و لا ريب لا بدّ أن يقع في شيء من هذه المحرمات الذي ذكرها رسول الله صلى الله عليه و آله و سلّم في الحديث الصحيح أوّلها النّظرة التي هي سهم من سهام إبليس و ما أظنّ مسلما عاقلا يبرّئ نفسه و يدّعي لنفسه أنه هو لا ينظر هذه النّظرة المحرمة ذلك لأنّ الإنسان إنسان لم يكتب معصوما بل سمعتم في هذا الحديث أنه ( كتب على ابن آدم حظّه من الزنا فهو مدركه لا محالة ) يعني الرسول عليه السلام هذه المقدّمات لا بدّ أن يدرك و لو شيئا منها أمّا الغاية و الثمرة و النتيجة من هذه المقدّمات فالمعصوم من عصمه الله تبارك و تعالى فقد يدّعي كثيرون و كثيرون جدّا من إخواننا الطّيبين أنّ الله عزّ و جلّ عصمه من الزّنا و هذا و الحمد لله كثير لكن لن يستطيع بشر إطلاقا من بعد رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يزعم و يقول أنا ما نظرت نظرة محرّمة منذ بلغت سنّ التكليف فضلا عن أن يقول ما إستمعت إلى كلمة جميلة من إمرأة حرّكت لي نفسي فهذا الإنسان الذي وضع عنده سكرتيرة لا شكّ أن يقع في ذهن هذه المقدّمات المحرمة في نصّ الحديث الصحيح

مواضيع متعلقة