معنى حديث : ( لا غرار في الصلاة ولا تسليم ) . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
معنى حديث : ( لا غرار في الصلاة ولا تسليم ) .
A-
A=
A+
السائل : بالنّسبة لحديث أبي داود ( لا غرار في الصّلاة و لا تسليم )

الشيخ : التّسليم مقصود لفظا لأنّ هذا كان مشروعا في أوّل الإسلام وهذا يدلّنا عليه نفس حديث ابن مسعود لأنّه حديث ابن مسعود يقول لمّا رجع من الحبشة فلقي الرّسول أوّل ما لقيه وهو يصلّي قال: " فألقيت عليه السّلام فأشار إليّ برأسه فأخذني ما قرب وما بعد " أخذني ما قرب و ما بعد السّبب أنّه قبل أن يسافر إلى الحبشة كان أحد النّاس إذا سلّم على المصلّي لفظا ردّ عليه السّلام لفظا وهو يصلّي , ولذلك فوجئ ابن مسعود بما لا يعرفه من قبل هو يقول: " السّلام عليك يا رسول الله " فالرّسول لا يردّ لفظا وهو الّذي يعرفه سابقا أنّ السّلام تحيّة الإسلام فكان مشروعا من قبل فلمّا فوجئ بأنّ الرّسول اقتصر على ردّ سلام بن مسعود إشارة قال: " أخذني ما قرب و ما بعد " ثمّ لمّا سلّم عليه السّلام طمأن بن مسعود كأنّ لسان حاله عليه السّلام يقول لا تظن بأسا حينما اقتصرت أنا على ردّ السّلام إشارة كلّ ما في الأمر أنه جدّ حكم جديد فقال عليه السّلام: ( إنّ الله يحدث في أمره هذا ما يشاء و إنّ ممّا أحدث أن لا كلام في الصّلاة ) فإذن لا تسليم كما كان في أوّل الإسلام وهذا الحديث في صدد بيان أنّ إلقاء السّلام وردّ السّلام هذا يسمّى في لغة الشّرع كلام وما دام أنّ الله حرّم الكلام في الصّلاة إذن حرّم ردّ السّلام اللّفظ لكن لا بدّ من الإشارة اللّطيفة إمّا إيماء بالرّأس أو إشارة بالكفّ لكن في الوقت نفسه حديث ابن مسعود هذا ( و إنّ الله قد أحدث أن لا كلام في الصّلاة ) هذا يعطينا أنّه هذا كان الكلام في الصّلاة مباحا بأوسع من ردّ السّلام وعندنا حديث عن معاذ أنّ الصّحابة كانوا في أوّل الإسلام يدخل أحدهم المسجد يجد الصّلاة قائمة يوقّف جنب صاحبه يقول أيّ ركعة يقول له مثلا الرّكعة الثّانية يركع هو الرّكعة التي فاتته و يشارك الإمام في البقيّة ليوم جاء معاذ بن جبل فدخل المسجد و النّاس قيام في الصّلاة , وقف في الصّفّ وما سأل كالعادة وسلّم الرّسول و قام هو و أتى بما قد فاته فقال عليه الصّلاة والسّلام: ( إنّ معاذا قد سنّ لكم سنّة فما أدركتم من الصّلاة فصلّوا و مافاتكم فأتمّوا ) فقوله عليه السّلام في حديث معاذ: ( و إنّ الله يحدث في أمره ما يشاء و إنّ ممّا أحدث أن لا كلام في الصّلاة ) أي هذا الكلام الّذي كان معروفا عندهم قد ألغاه الله عزّ و جلّ و أقام بديله قوله تعالى: (( وقوموا لله قانتين )) .

مواضيع متعلقة