من هم الغرباء المذكورون في حديث ( بدأ الأسلام غريبا .....) ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
من هم الغرباء المذكورون في حديث ( بدأ الأسلام غريبا .....) ؟
A-
A=
A+
الشيخ : نحن مع الأسف نعلم في هذه الحياة الطويلة التي عشناها مع مختلف الطبقات من المسلمين من علمائهم فمن دونهم أن هذا الحرص مفقود تماما إلا من أفراد قليلين جدا في اعتقادنا هم الذين وصفهم الرسول عليه الصلاة والسلام في قوله في الحديث الصحيح : ( إن الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا فطوبى للغرباء ) الآن لأجل إزالة الشبهات والإشكالات ألا تظن أنت يا أستاذ أن الإسلام في غربة ؟

السائل : نعم .

الشيخ : طيب فالآن إذن هذا الحديث صدق فينا الآن ( إن الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا فطوبى للغرباء ) لو سألنا سائل فقال لنا: من هم الغرباء ؟ نحن نعتقد أنه إن قيل هو كل من متمسك بمذهب من المذاهب الأربعة لا يكون صادقا في هذا ، لماذا ؟ لأنه أولا هو يتعصب لإمام دون الأئمة الآخرين ، ويحصر الفائدة من إمام دون الآخرين ؛ ثانيا وهو الأهم لا يصدق عليه تعريف الرسول للغرباء ، فقد سئل عنهم فقال عليه الصلاة والسلام: ( الغرباء هم الذين يصلحون ما أفسد الناس من سنتي من بعدي ) فالآن خلينا نكون صريحين كما جرينا في هذه الجلسة هل أنت تعلم في العلماء المذهبيين أنهم يصلحون ما أفسد الناس من بعده عليه الصلاة والسلام من سنته ؟ أم هذا الإصلاح محصور في طائفة ؟ في بعض البلاد يسمون بأنصار السنة كمصر ، وفي بلاد أخرى يسمون بأهل الحديث كالهند وباكستان ، وفي بعض البلاد مثل الأردن وسوريا وغيرها يسمون بالسلفيين إلى آخره ، ويجمعهم هؤلاء كلهم أنهم يحاولون أن يكونوا من الفرقة الناجية ؛ هل تعلم أنت غير هؤلاء على تعدد أسمائهم واتفاقهم في هدفهم هل تعلم أن هناك من ينتمي إلى مذهب من المذاهب الأربعة يحرص أشد الحرص ليكون غريبا كما وصفه الرسول عليه السلام ؟ ( هم الذين يصلحون ما أفسد الناس من سنتي من بعدي ) أنا أقول: مع الأسف لا ؛ إذن فنحن نريد من كل علماء المسلمين أولا ، ثم من طلاب العلم الشرعي ثانيا ، ثم من طلاب كل العلوم ما دام يجمعنا معهم الإسلام أن يدندنوا معنا دائما وأبدأ أن يكونوا غرباء أمثالنا ، طبعا هنا في تخصصات ، أنت طبيب مثلا ، أنا أستفيد من علمك ولا أستطيع أن أعيش بغير علمك ، والمؤمنون كمثل الجسد الواحد كما تعلم في الحديث الصحيح ؛ كذلك نحن نريد من كل أفراد المسلمين على اختلاف تخصصاتهم ودراساتهم أن يلتقوا معنا على كلمة سواء وهي الحرص أن نكون غرباء في هذا الزمن ؛ لأن الرسول عليه السلام قال : ( إن الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا فطوبى للغرباء ) طوبى للغرباء شجرة في الجنة ، يقول الرسول عليه السلام في الحديث الصحيح: ( يمشي الراكب المسرع تحتها مائة عام لا يقطعها ) طوبى في اللغة العامية هنيئا لهم ، من هم ؟ الغرباء ؛ ما صفتهم ؟ ( يصلحون ما أفسد الناس من سنتي من بعدي ) ؛ فإذا عالم من علماء المسلمين أصلح وأنت لست عالما في هذا المجال وحسبك ما أنت فيه من المجال من العلم يجب أن تكون معهم ، أن تكون مستجيبا لهم في الدعوة ؛ فحينئذ تدخل في تهنئة الرسول عليه السلام لهؤلاء الغرباء ؛

مواضيع متعلقة