أحاديث البخاري متفاوته الصحة ، لوجود بعض الرواة المغمز في حفظهم . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
أحاديث البخاري متفاوته الصحة ، لوجود بعض الرواة المغمز في حفظهم .
A-
A=
A+
الشيخ : ... ثم لا بد أن أذكر ما تذكرته أخيرا هناك أحاديث في البخاري فيها ضعف من حيث بعض الرواة كأبي بكر بن عياش ترجمة أبي بكر هذا تتخلص في علمي ونقدي أنه حسن الحديث وهذه الحقيقة أيضا ظاهرة جدا للباحثين وهي أن ما كان في صحيح البخاري من أحاديث صحيحة فهي ليست متساوية الصحة بل هي متفاوتة تماما إلى درجة أنه فيها ما ينزل عن مرتبة الصحة إلى مرتبة الحسن بل فيها ما ينزل من مرتبة الحسن لذاته إلى مرتبة الحسن لغيره هناك رواة رموا بالاختلاط وهناك رواة رموا بالتدليس فحينما يقف المحدث الحافظ كابن حجر العسقلاني أمام أمثال هؤلاء الرواة في صحيح البخاري لا يجد له عذرا إلا أن يقول فيمن كان مثلا مختلطا كأبي إسحاق السبيعي المعروف اسمه بعمرو بن عبد الله يقول يحمل رواية الإمام البخاري عن هذا المختلط أنه ثبت لديه من طريق أخرى أنه حدث به في حالة في ما قبل اختلاطه لكن لما كان السند الذي ثبت عنده أنه حدث في حالة السلامة من الاختلاط لم يكن على شرطه لم يروه في صحيحه كذلك إذا وقف أمام بعض المتهمين بالتدليس كقتادة مثلا وأمثاله يروي عنهم بالعنعنة فيقول يحمل هذا على أن البخاري ثبت الحديث عنده في بعض الروايات الأخرى أنه صرح بالتحديث وأحيانا فعلا يجد إما في صحيح البخاري في رواية أخرى أو خارج الصحيح أنه صرح بالتحديث غرضي من هذا أن هناك رواة فيهم مغمز فيهم مطعن ومع ذلك روى البخاري عنهم فإذا بحث الباحث ولم يجد لمثل هذه الروايات لا أنه بالنسبة للمختلط ثبت أنه حدث بالحديث قبل الاختلاط أو بالنسبة للمدلس أنه صرح بالتحديث حينئذ لا يسعه أن يقول إن الحديث صحيح إلا تقليدا للإمام البخاري وتسليما له وإلا في النقد الحديثي الذي تدل عليه قواعد علم الحديث لا مناص من القول بأن هذا الإسناد معلول هذا التفريق أيضا يرد على الصحيحين وبخاصة أننا نقرأ في تراجم الرجال فلان روى له البخاري مقرونا بغيره أو متابعة أو ما شابه ذلك هذا كله يدل على أن ما في البخاري وما في مسلم ليسوا بنسبة واحدة من الصحة فحينما يقال صحيح فهذا إجمالا وإلا تحقيقا فيه ما هو حسن وليس بصحيح ثم هذا حسن ينقسم إلى قسمين حسن لذاته و حسن لغيره هذه حقائق يعرفها العلماء لا يشكون فيها أبدا لكن لما كان عامة المسلمين أعرضوا عن الاشتغال بهذا العلم فكان بطبيعة الحال لا يسعهم إلا أن يركنوا إلى تلك الكلمة أنما في الصحيحين تلقته الأمة بالقبول هذا كلام مسلم كما قلت آنفا إجمالا ولا تفصيلا غير ذلك كادت الساعة أن تصير الحادية عشر .

مواضيع متعلقة