نصيحة لمن يشتغل بالتخريج بأن ينظر في كتب التخريجات ومدى فائدة المطالعة فيها؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
نصيحة لمن يشتغل بالتخريج بأن ينظر في كتب التخريجات ومدى فائدة المطالعة فيها؟
A-
A=
A+
الشيخ : وفي هذا تفصيل لابد منه يستعين في سبيل التمكن من هذا العلم بكتب التخريجات فإن هناك سيجد علما جديدا لا يجده في كتب المصطلح ولا في كتب التراجم علم التخريج ... لأنك ستجد هناك تطبيقا لقاعدة من قواعد المصطلح من ذلك مثلا تقوية الحديث بكثرة الطرق وعدم تقوية الحديث بكثرة الطرق وهذه مسألة شائكة ودقيقة ولذلك يتورط بعض إخواننا الشباب فتارة يقوّون الحديث بمجرد ورود الطرق فيه أو يضعفون الحديث بدعوى أنه كل مفردات طرق هذا الحديث ضعيفة لأنهم ما فهموا تلك القاعدة فهما عمليا وصحيحا كذلك مثلا في كتب التخريجات سوف يتبين لهم الفرق بين ما قرأه في علم المصطلح من تعريف الحديث الشاذ ومما قرأه أيضا بأن زيادة الثقة مقبولة وكثيرا ما يختلط الأمر هذا عند بعض الشباب كيف زيادة الثقة مقبولة وكيف أن حديث الثقة يردّ لمخالفته لمن هو أوثق منه فكيف يلتقي هذا مع قولهم زيادة الثقة مقبولة كل هذه الأمور لا يمكن أن يعرفها طالب العلم لمجرد أنه قرأ المصطلح أو قرأ شيئا من كتب الرجال فهو ينبغي أن ينطلق إلى تطبيق ما قرأ فيساعده على ذلك كتب تخريج بعض الكتب كما هو شأن مثلا تخريج الإحياء للحافظ العراقي وتخريج الهداية للحافظ الزيلعي وتخريج ابن عسقلاني المسمى بالتلخيص الحبير في تخريج أحاديث الرافعي الكبير وكتب التخاريج في الواقع كثيرة منها المختصر ومنها المبسط فإذا سار طالب العلم في هذه النواحي الثلاثة يمكنه مع الزمن أن يستقل في الحكم على الحديث بما يستحقه من صحة أو ضعف مع مراعاة كل هذه النواحي حتى لا يقع في الخطأ كما وقع اليوم سألني سائل وأنا خارج من المسجد بعد صلاة الفجر ذكر لي راويا في سند حديث أم سلمة ( إذا دخل عشر ذي الحجة وأراد أحدكم أن يضحي فلا يأخذن من شعره وظفره ) قال لي في سنده فلان قلت ما هو وما عنيت بحفظه وهذا قال فيه ابن سعد لا يحتج به وقال فيه فلان أيضا كلمة نحو هذه من التضعيف قلت إيه وبعده يعني هل اتفقوا على تضعيفه؟ قال لا قلت فإذن ما الفائدة من هذا السؤال والحديث في صحيح مسلم وقد يكون له متابع أو قد يكون له شاهد فسكت, الشاهد أنه مجرد وجود شخص في إسناد حديث فيه نوع من الضعف ذلك لا يستلزم ضعف الحديث حتى لو كان خارج الصحيح فما بالك وهو في الصحيح فوجوده في الصحيح قد يساعد على أن الأقرب إلى الصواب أن يكون صحيحا ولكن مع ذلك إذا كان خارج الصحيح فمجرد أن يكون فيه رجل تكلم فيه بعضهم فهنا ينبغي النظر هل وثقه آخرون وهل هذا التوثيق هو الراجح أم التجريح هو الراجح يعني تحتاج إلى عملية معادلة وإجراء تصفية فلابد من ذلك فلذلك فأنا أعتقد وقد كتبت شيئا من هذا كثيرا في بعض المواطن من كتبي أن بعض الشباب اليوم يتسرع كثيرا حينما يعطي لنفسه حق النقد, حق التصحيح والتضعيف وهو بعد لم ينضج كما يقولون في بعض البلاد العربية " تزبب قبل أن يتحصرم " تقولون هذه الكلمة أنتم ولا ما تعرفونها؟
السائل : عندنا في القرى.
الشيخ : عندكم معروفة تحصرم قبل أن يتزبب الحصرم هو العنب قبل أن ينضج يكون حامضا جدا فبعضهم يعصره لحموضته فالزبيب كلكم تعرفونه هو مذكور في كتب الفقه كنوع من الأنواع التي يجب عليها الزكاة فيقولون في بعض من يتسرع بأنه تزبب قبل أن يتحصرم هذا المثال مع الأسف ينطبق على كثير من شبابنا اليوم الذين يشعرون بأنهم بدؤوا يعرفون شيئا من علم المصطلح وتراجم الرجال لكنهم يتجرؤون على التصحيح والتضعيف لأدنى مناسبة دون أي تحقيق لأنهم لا يستطيعون هذا التحقيق إلا بعد مضي زمن طويل فهذا ما يمكن الآن أن يذكر من منهج الابتداء في دراسة هذا العلم.

مواضيع متعلقة