التحذير من التساهل بالشرك اللفظي ، مع التنبيه على أهمية الظاهر وأن له تعلُّقًا بالباطن . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
التحذير من التساهل بالشرك اللفظي ، مع التنبيه على أهمية الظاهر وأن له تعلُّقًا بالباطن .
A-
A=
A+
الشيخ : ولكن حذارِ أن يقول أحدٌ : ما دام أنُّو الشرك لفظي معليشي أنا لَكان أفعل هذا الشيء لأنُّو العبرة بما في القلوب ؛ هذا خطأ يقع فيه كثير من الناس فيجب أن نعلم أن الله - عز وجل - حينما بعثَ نبيَّه - صلى الله عليه وآله وسلم - لإصلاح القلوب وتطهيرها من دنس الشرك والكفر لم يبعَثْه فقط لهذا الإصلاح ، بل إصلاحه - عليه الصلاة والسلام - أوسع وأشمل من ذلك ، فقد تعدَّى إصلاحُه القلوبَ إلى إصلاحه الأعمال والألفاظ ؛ ولذلك فالحديث الذي يرويه بعضُهم ناقصًا قاصرًا لعله من أسباب انحراف الناس عن هذه الحقيقة ؛ وهي أن الشارع يُعنى - أيضًا - بإصلاح الألفاظ والأعمال نحو إصلاحه للقلوب ، ذلك الحديث هو قوله - عليه الصلاة والسلام - : ( إنَّ الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أجسادكم ، ولكن ينظر إلى قلوبكم ) ، في الحديث تتمَّة لا يذكرها كثيرون وهي : ( أعمالكم ) ، ( ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم ) .

يجب أن لا ننسى هذه الحقيقة ، فالله - عز وجل - لا ينظر فقط إلى القلب ، بل وإلى العمل - أيضًا - ، ولفظك عمل ، فإن كان خيرًا فهو خير ، وإن كان شرًّا فهو شرٌّ ، ولا يغنيك أن تقول : قلبي طاهر قلبي نظيف كما يفعل كثيرون ممَّن يُبتَلَون بالتشبُّه بالكفار ، والتشبه أنواع ، ولا يخلو إلا القليل من هذا التشبُّه ، ولكن أفظع صور التشبُّه وضع " البرنيطة " على الرأس ؛ لأنها كالغطاء على شخصيَّة هذا المسلم بأنه كافر ، وهذا شعاره ينطق بذلك ، فحينما تنكر ذلك عليه يبادرك بقوله : قلبه طيِّب ، إيمانه طيِّب ، وقد يحتج بالحديث السابق يرويه مبتورًا : ( إن الله لا ينظر إلى صوركم ) ، ويعتبر الصورة التي هو صوَّرَها - أي : الإنسان - بأن لبس " البرنيطة " هذه ، لكن لا ؛ إنما مقصود الحديث الصورة التي صوَّرَه الله فيها ، فقد يكون أسود البشرة سمراءها ، ونحو ذلك ؛ فلا ينظر الله - عز وجل - إلى هذه الصور التي هو فطر الناس عليها ، ولكن ينظر إلى قلوبهم التي أُمِرُوا بإصلاحها وتعميرها بالإيمان ، وإلى أعمالهم - أيضًا - إن كانت صالحة فأثابَهم عليها خيرًا ، وإلا فالعكس بالعكس .

فإذًا ربنا ينظر - أيضًا - إلى الأعمال ليس فقط إلى القلوب ، هذه يجب أن لا ننساها في مثل هذه المسائل ، طبعًا نحن نصلي ونصوم ونتصدَّق ونحجُّ من كان يستطيع ؛ هذه كلها أعمال فلا ننساها ، ولكن في مثل مناسبة البحث في مسألة يتكلَّم بها الإنسان ولا يعني معناها بيقول لك : نيتي طيبة ، والله لا ينظر إلا إلى ما في القلوب ؛ نقول : هذا جواب خطأ ، الشارع الحكيم ينظر - أيضًا - إلى الأعمال ، ومن الأعمال الألفاظ .

السائل : ... .

الشيخ : أفصِحْ ، ماذا تريد من الحديث ؟

السائل : ( الإنسان يتكلَّم بالكلمة لا يُلقي لها بالًا ) .

الشيخ : نعم .

السائل : ( يهوي بها في النار ) .

الشيخ : أنا ما عم أقول لك : كمِّل الحديث ، أفصِحْ ماذا تريد من الحديث ؟

السائل : قصدي أنُّو عدم المبالاة في الكلام الآن .

الشيخ : يعني أنت فهمت من بحثي هذا كله أنُّو هذا كفر لفظي معليشي ؟

السائل : لا .

الشيخ : إذًا ؟

السائل : إذًا إنه تأييد لهذا .

الشيخ : جميل ، هيك قُلْ لي ، قُلْ لي من قبل هذا .

مواضيع متعلقة