بيان أن القول: " الدين المعاملة " ليس على إطلاقه - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
بيان أن القول: " الدين المعاملة " ليس على إطلاقه
A-
A=
A+
الشيخ : فالذي أريد أن أنبه عليه بمثل هذه المناسبة هما أمران اثنان : أولهما : أن هذه الجملة ليست حديثًا نبويًا إطلاقًا .

والشيء الثاني : أنها ليست صحيحة المعنى على إطلاقها ، ولأن هذا التركيب من حيث الأسلوب العربي " الدين المعاملة " هو على ميزان قوله عليه الصلاة والسلام : ( الدين النصيحة ) ، ومثل هذا الحصر في المبتدأ والخبر في الأسلوب العربي ، يعطي أهمية هذا المبتدأ الذي كان خبره النصيحة ( الدين النصيحة ) .

الذي أشاع هذه الجملة " الدين المعاملة " ضاهى فيها بقوله عليه السلام الثابت في الصحيح : ( الدين النصيحة ) فهل المعاملة كالنصيحة في الدين ؟ الجواب : ليس كذلك ، لا شك ولا ريب أن المعاملة الحسنة من المسلم لأخيه المسلم هو بلا شك من الدين مما يأمر به الإسلام ، ولكن ليس هو الدين ، كما يفيد هذا التركيب " الدين المعاملة " ولذلك بعد هذا البيان أقول : إذا كان الكفار الأوربيون أو الأمريكيون أو غيرهم نجد في معاملاتهم شيئًا من الحسن أو النصرة ، فلا يعني ذلك أن معاملاتهم كلها هي معاملة صحيحة وحسنة . فإنكم تعلمون أنهم يعيشون حياةً تعيسة جدًا بسبب ماديتهم ، حتى ترتب من وراء هذه الحياة المادية انفلاتات غريبة وعجيبة جدًا جدًا ، وكان من آثارها انتشار الانتحار بين طبقات الكفار ، وذلك مصداق قوله تبارك وتعالى : (( ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى * قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا * قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى )) فإذًا يوجد عند الأوروبيين نوع من المعاملة الحسنة ، لكن غالب معاملتهم ليست حسنةً إطلاقًا ؛ ولهذا فإن كان عندهم شيء من الحسن في المعاملة ، فأصله نبع من عند المسلمين وهو مما تأثروا بهم حينما اختلطوا بسبب الفتوحات الإسلامية وبسبب احتلال الجيوش الإسلامية الكثيرة من بلاد الكفار في التاريخ الماضي ثم انقلب الأمر مع الأسف على المسلمين تركوا كثيرًا من سلوكهم الذي يأمرهم به دينهم .

هذا ما يمكنني الإجابة عن مثل ذاك السؤال ، ولست أدري هل أتيت على الإجابة كما هو في ضمير السائل ؟ لعلي فعلته .

السائل : نعم .

الشيخ : طيب ، غيره .

مواضيع متعلقة