تعليق خاص للشيخ على قوله تعالى: (( كتب عليكم الصيام لعلكم تتقون )) . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
تعليق خاص للشيخ على قوله تعالى: (( كتب عليكم الصيام لعلكم تتقون )) .
A-
A=
A+
الشيخ : حيث نعلم جميعا قول الله تبارك و تعالى: (( كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون )) ، هذه الآية طالما سمعتم تعليقا حولها و كلاما مفيدا فيما يتعلق بها و لكني أعتقد أنكم قلما تكونون قد سمعتم تعليقا خاصا حول آخر هذه الآية (( لعلكم تتقون )) ، (( كتب )) هذا الصيام لماذا؟ (( لعلكم تتقون )) ، هذه الآية من الآيات القليلة بل و من النصوص الشرعية القليلة التي يقترن الحكم الشرعي فيها مع بيان الغاية و العلة منها هنا تصريح بفرضية صيام شهر رمضان و على المسلمين أن يباشروا إلى تبني و تطبيق هذا الحكم دون أن يسألوا لم و كيف و ما شابه ذلك مما يكثر الآن التساءل عما يسمى بحكم التشريع كثيرا ما تسمع من بعض الناس لماذا كذا و لماذا كذا و لماذا كذا لهذا نحن لا نستحسن التوسع في تلمس حكم التشريع إلا ما كان منها منصوصا في الشرع كمثل ما نحن فيه الآن (( كتب عليكم الصيام )) إلى آخر الآية لماذا؟ قال تعالى: (( لعلكم تتقون )) أي إن المقصد من الصيام أن يكون هذا الصيام وسيلة ليزداد الصائم تقوى لله عز و جل و تقربا إليه فإذا ما صام الصائم و لم يتطور وضعه عما كان عليه من قبل أي قبل رمضان فمعنى ذلك أن هذا الصائم لم يحقق الغاية المرجوة من هذ الصيام و قد جاءت بعض الأحاديث الصحيحة طبعا عن النبي صلى الله عليه و آله و سلم تبيّن و تؤكد هذه الغاية التي نصت عليها الآية مثلا الحديث القدسي الذي يرويه النبي صلى الله عليه و آله و سلم عن ربه عز و جل حيث قال: ( من لم يدع قول الزور و العمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه و شرابه ) هذا حديث عظيم جدا و يلتقي كل الالتقاء مع خاتمة تلك الآية (( لعلكم تتقون )) إذا ليس المقصود إذا جمعنا بين الآية و الحديث كل القصد أقول كل القصد حتى لا يسيء البعض فهم كلامي ليس المقصود كل القصد من الصائم أن يمسك نفسه عن الطعام و الشراب و الجماع المنصوص على أنها من المفطرات في القرآن و في السنة فضلا عن المفطرات الأخرى التي فيها خلاف كبير بين الفقهاء ليس المقصود الإمساك عن هذه المفطرات فقط وإ نما هناك من الواجبات الأخرى التي يجب على المسلم أن يمسك عنها أيضا كما أمسك عن هذه المفطرات على ضوء التعليل المذكور في الآية و الحديث الصريح الصحيح المذكور آنفا أستطيع أن أقول لكم شيئا قد يكون أمرا جديدا في التعبير و ليس شيئا جديدا في الأحكام لأن ذلك منصوص في القرآن و السنة التعبير الجديد هو أن كتب الفقه قاطبة جرت على ذكر المفطرات و هذا شيء لا بد منه و لكن أنا أقول بيانا و توضيحا لما سبق من الآية و الحديث أقول: إن المفطرات قسمان يجب أن تكون هذه القسمة الحق ثابتة في أذهان الجميع لأهميتهما القسم الأولى المفطرات المادية و هي التي يتعرض لبيانها كتب الفقه كما ذكرت آنفا و القسم الآخر من المفطرات لنسميها بالمفطرات المعنوية المفطرات المعنوية هذه المفطرات المعنوية هي التي أشارت إليها الآية الكريمة (( لعلكم تتقون )) و أوضح ذلك قوله عليه الصلاة و السلام عن ربه تبارك و تعالى: ( من لم يدع قول الزور و العمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه و شرابه ) إذا يجب أن يقرن مع تركه لطعامه و شرابه و شهوته الجنسية يجب أن يضم إلى ذلك الانتهاء عما حرم الله عزّ و جل عليه و فرض على كل مسلم أن يكون بعيدا عنه ، عن النبي صلى الله عليه و آله و سلم أنه قال: ( ليس الصيام بترك الطعام و الشراب و إنما الصيام الانتهاء عما نهى الله عزّ و جل عنه ) أو كما قال النبي صلى الله عليه و آله و سلم ومن أراد أن يقف على هذه الأحاديث و ما يشابهها في تحذير النبي صلى الله عليه و آله و سلم عن إتيان المعاصي بالنسبة للصائم و أن هذا النهي هو من عموم قوله تبارك و تعالى: (( لعلكم تتقون )) من أراد أن يقف على هذا النوع من الأحاديث فعليه بكتاب الترغيب و التهريب للحافظ المنذري رحمه الله و ختاما أقول إن الصيام من حيث تعلقه بأنه شرع من أجل أن يزداد المسلم به تقربا إلى الله و تقوى له

مواضيع متعلقة