ما تفسير قوله تعالى ( و الشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم ) - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
ما تفسير قوله تعالى ( و الشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم )
A-
A=
A+
السائل : طيب قال الله تعالى : (( وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ )) ، فما هو تأويل هذه الآية.؟.
الشيخ : تأويلها كما جاء في الحديث: ( مستقرها حين تطلع الشمس من مغربها ) لكن الآية ليس لها علاقة بموضوع كروية الأرض، وهل هي ساكنة أم متحركة.؟ فالآية خبر يعني عن غيب سيقع فيما يأتي من الزمن.
السائل : إذاً: فالمستقر وقته يوم القيامة، أم في حديث : ( كل يوم تستأذن تحت العرش وتسجد ) .
الشيخ : نعم هذا حديث صحيح، لكن ذهابها إلى تحت العرش لا يتعارض مع الحقائق الشرعية؛ لأنها هي دائماً تحت العرش، ولكن بالنسبة لبلد معين وهي المدينة ، حيث كان الرسول عليه الصلاة والسلام قد تكلم فيها عندما قال لـ أبي ذر : ( أتدري أين تذهب؟ ) فأخبره الرسول عليه السلام بأنها تذهب وتسجد تحت العرش حينما تغرب بالنسبة للمدينة ، فهذا هو المعنى الذي يزيل الإشكال، بأنها هي دائماً تغرب في بلد في كل لحظة ، لكن هذا المقصود غروباً خاصاً بـ المدينة المنورة ، فسجودها هو في ذلك الوقت الذي يتناسب مع توقيت المدينة ، وليس مع كل بلد في الدنيا.
السائل : هل يفهم من هذا الحديث توقف الشمس حال السجود؟.
الشيخ : لا , هذا ليس بالضروري؛ لأن الإنسان العاجز قد يسجد وهو ماشي، صح أو لا.؟ نستحضر -الآن- صلاة الخوف لها صورتان: صلاة الخوف، وصلاة الخوف الشديد؛ صلاة الخوف الشديد ليس هناك ركوع وسجود كما هو المعهود، وإنما هو الإيماء بالرأس، فالمسلم يقاتل ويسايف الكافر وقد أدركه الوقت، فهو يصلي ويمشي إلى عدوه، هذا بالنسبة للإنسان، فما بالك بالنسبة لكوكب ربنا -عز وجل- أعلم بحقيقته.؟ فلا منافاة بين الأمرين. نعم .

مواضيع متعلقة