هل الخلاف ناشئ من إنشاء جماعات إسلامية أم ناشئ من عدم فهم النصوص التي تدعم أو تدل على إنشاء الجمعيات أو على عدم إنشاءها؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
هل الخلاف ناشئ من إنشاء جماعات إسلامية أم ناشئ من عدم فهم النصوص التي تدعم أو تدل على إنشاء الجمعيات أو على عدم إنشاءها؟
A-
A=
A+
السائل : في كلام الشيخ أبو مالك الخلاف الذي يدور بين الجماعات الإسلامية وبالخصوص بين الجماعات السلفية أنا أريد أن أفهم هل الخلاف ناشئ من إنشاء جماعات إسلامية أم ناشئ من عدم فهم النصوص التي تدعم أو تدل على إنشاء الجمعيات أو على عدم إنشائها؟
الشيخ : أنا ما فهمت الجملة الأولى هل الخلاف ناشئ من؟
السائل : من إنشاء الجمعيات الخيرية.
الشيخ : إنكار تقول؟
السائل : إنشاء.
أبو مالك : هل الخلاف بين المسلمين وبخاصة بين السلفيين ناشئ من إنشاء الجمعيات الإسلامية أم من طبيعة فهم النصوص الشرعية؟
الشيخ : لا ليس علاقة للإنشاء في الموضوع الخلاف جذري عقدي فكري, ثم هذا الخلاف ينشأ منه خلاف عملي الآن بالنسبة للجمعيات أظن أن من المتفق عليه بيننا إن شاء الله أن الجمعية الخيرية لا بد أن تكون قائمة على الأحكام الشرعية نحن نسأل الآن وأرجو أن يكون الجواب واضحا هل كل جمعية خيرية في العالم الإسلامي تعتقدون أنها قائمة على الأحكام الشرعية؟
السائل : يمكن أن يكون بعضها قائم على الأحكام الشرعية وبعضها غير قائم.
الشيخ : إذا الجواب أسهل قال لا وانتهى الأمر ليس كل.
السائل : لا في.
الشيخ : اسمح لي لأن خير الكلام ما قل ودل, سؤالي هل كل جمعية خيرية قائمة اليوم في الأرض الإسلامية تقوم على الأحكام الشرعية؟ الجواب لا ليس كل وإنما هكذا وهكذا.
السائل : أقصد شيء آخر مثل الفرد المسلم.
الشيخ : ما يحتاج الجواب إلى تفصيل ولذلك أردت منك الاختصار لنبني عليه لنمشي عليه طيب الآن أليس من الضروري إذا بالنسبة للقائمين على الجمعيات الخيرية أن يكونوا علماء وفقهاء؟
السائل : بلى.
الشيخ : هل كذلك الجمعيات الخيرية في العالم الإسلامي؟
السائل : لا, قد يكون بعضها يمكن تأخذ بالفتاوى الشرعية ما دام ... .
الشيخ : لا لا, اسمح لي قولك تأخذ بالفتاوى الشرعية ليس جواب سؤالي يا أخي بتقول لأن أجب عن كلامي أنا أقول قولك بعضها تأخذ بالفتاوى الشرعية غير الذي أنا الذي سألت عنه, أنا أريد أن أقول هذا يذكرني بكلام لابن رشد الأندلسي قال كلمة في منتهى اللّطف والحكمة قال " مثل المجتهد ومثل المقلّد كمثل الخفّاف وبائع الخِفاف " الخفّاف يأتي إليه رجل بقياس رِجل غير عادية غير طبيعية قصيرة عريضة فيفصل له الخف الذي يناسب هذا القدم أما بائع الخِفاف يذهب هذا الرجل الغريب القدم إلى بائع الخفاف فينظر في المعلقات هذه فيعتذر لا يجد له هذا القياس, أنا أريد من النوع الأول أعني أن أي مشكلة تعرض لهذه الجمعية ينبع الجواب والفتوى منها وليس لترسل إلى دائرة الإستفتاء في البلد الفلاني أو المفتي الفلاني في البلد الفلاني فتأخذ كما قلت بارك الله فيك بالفتاوى الشرعية لا, أريد تماما كالصراف الصراف يجب أن يكون عالما بأحكام الصرف وإلا وقع في الربا صح؟ هو قد يأخذ بالفتوى الشرعية لكن وين كثرة الأعمال التي تعترض سبيله لا تساعده أن يسأل وأن ينتظر الجواب لا بد أن ينبع الجواب من نفسه تماما فالغرض بارك الله فيك من كل هذا الكلام هو أن هذه الجمعيات الخيرية يجب أن تقوم على الأحكام الشرعية أي من بعض القائمين على هذه الجمعية وهذا مع الأسف عزيز جدا اليوم في العالم الإسلامي أنا أضرب لكم مثلا بعض الجمعيات تخلط أموال الزكاة بأموال الصّدقات وهذا لا بد أنكم تعرفون شيئا من هذا فتضع أموال الزكاة في المشاريع العامة مثلا كأموال الصدقات بينما الزكاة لها مصارفها المنصوص عليها في الكتاب والسنة لماذا؟ لأن القائمين عليها من رئيس ومرؤوس هم طلاب خير صح لكن كما قيل: " أوردها سعد وسعد مشتمل *** ما هكذا يا سعد تورد الإبل " الذي بدو يقيم جمعية خيرية بدو يضع لها أساسا قائم على الشرع هؤلاء ينبغي أن يكونوا علماء وهذا نحن بحاجة إلى علماء في المسائل التي تعم المسلمين كافة ولا نجد هؤلاء العلماء إلا قلة مع الأسف الشديد الخلاصة هذا البحث حقيقة بحث طويل ومهم ونسأل الله عز وجل أن يوفقنا لما اختلف فيه الناس من الحق وأن يعرفنا به إن شاء الله.
أبو مالك : شيخنا ملاحظة بس سؤال اللي سألتموه عن الجمعيات في العالم الإسلامي هل كلها مقيدة بالأحكام الشرعية؟
الشيخ : الله أكبر.
أبو مالك : السؤال حقيقة يعني أنا أقول ليس هناك جمعية في العالم الإسلامي مقيدة بالأحكام الشرعية لسببين اثنين, السبب الأول جهل السواد الأعظم من القائمين عليها بطبيعة الأحكام الشرعية والسبب الثاني وهو الأهم أن الجمعيات الشرعية لا بد أن تتعامل مع الدولة التي تنشأ في ظلها ولا شك أن هذه الجمعيات بالتعامل مع أنظمة الدولة لا بد أن تزل قدمها لا أقول في بعض الأحيان بل في كثير من الأحيان ولذلك رأينا أيضا وهذا السؤال الذي أريد أن يوجه لإخواننا ولكل الحاضرين من إخواننا ليس من إخواننا اليمنيين فقط فنحن قد ابتلينا وأعني نحن السلفيون بأن بعضا من إخواننا في بعض البلاد أنشأوا هذه الجمعيات وللأسف الشديد أن ربما تنشأ جمعيتان في بلد واحد ولا يكون الوفاق بينهم لماذا؟ لا أقول لأنهم اختلفوا في المنهج في فهم الشريعة الإسلامية فكل منهما يقول أنا منهجي الكتاب والسنة كما تفضل شيخنا على فهم السلف الصالح ولكن كما قلنا في بداية الأمر ودندنا حوله كما ذكر شيخنا وأشار إلى دندنتي أنه يجب أن تؤخذ الأمور لا بالاعتبار في البداية وإنما يجب أن تربط بتقدير دقيق البدايات بالنهايات فأنا عندما أضع قدمي على أرض صلبة يجب أن أقدّر أن أصل إلى نهاية المشوار على أرض صلبة تمنعني من السّقوط لأصل إلى الغاية التي أريد ولكن لا تكاد هذه الجمعية أو تلك تنشأ حتى يدبّ الخلاف وتنشأ المنازعات بين الإخوان في الجمعيتين معا في هذه الجمعية وهذه الجمعية لماذا إذا هذا الاختلاف؟ هذا رأيناه واقعا واضحا في عالمنا الإسلامي بين إخواننا الذين هم على منهج الكتاب والسنة وما هذا إلا لهذين السببين الذي ذكرنا أنه لا يمكن أن يكون هناك في ظل الأنظمة الحاضرة أن تنشأ جمعيات تتحقق فيها المشروعية الكاملة التي تتقيد فيها الجمعية بالأحكام الشرعية هذا ...
الشيخ : أنا أريد إذا سمحت أن أضيف ملاحظة حول أو إضافة حول كلام الأستاذ, هل تتصورون جمعية إسلامية سلفية خيرية يكون لها صندوق لحفظ المال المتوفر لديها لا يوضع هذا المال في بنك من البنوك هل هذا موجود؟ أنبئوني بعلم.
السائل : يا شيخ بالنسبة لهذا الموضوع أنه لا شك أنه لا بد أن يكون موجودا بس هذا.
أبو مالك : هو ما قال لا بد أن يكون موجود قال هل هو موجود؟
السائل : الحكومات تشترط أن يكون رأس المال أو لها رأس مال في الشؤون الاجتماعية يعني في البنك.
أبو مالك : هذا الجواب.
السائل : بس أقول إن هذا الذي أشار إليه الأخ أبو مالك يسري في بقية الأعمال الخيرية مثلا.

مواضيع متعلقة