كيف يتعامل طالب علم مع كثرة الدعاة واختلاف منهاجهم في التربية؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
كيف يتعامل طالب علم مع كثرة الدعاة واختلاف منهاجهم في التربية؟
A-
A=
A+
السائل : كما تفضلتم نحن لا نستطيع أن نربي مجتمع كاملا بعالم وعالمين ولكن يحتاج هذا إلى مجموعة كبيرة من العلماء يعملون كل في مجاله
الشيخ : نعم
السائل : ولكن يعني مثل ما ترون فضيلتكم بأن الساحة امتلأت كثيرا بالعلماء وكل مجموعة اتخذت.
الشيخ : وتعني ما تقول؟
السائل : نعم؟
الشيخ : وتعني ما تقول؟ الساحة امتلأت بكثير من العلماء.
السائل : هم ليسوا علماء وإنما طلاب علم.
الشيخ : إذا بأى حدد عبارتك حتى ما يقطع كلامك فالساحة امتلأت بماذا؟
السائل : بهؤلاء طلاب العلم .
أبو ليلى : الساحة امتلأت ... علماء .
الشيخ : نعم
السائل : وكل مجموعة منهم اتخذت مدرسة معينة من التربية وكل مدرسة لها مآخذ عن المدرسة الأخرى وكل مدرسة تدعو لمذهبها وتدعو لطريقتها فكيف النصيحة لطلاب العلم في مثل هذه الحالة العصيبة؟
الشيخ : النصيحة لطلاب العلم أن يستمروا في طلب العلم وأن لا يشكلوا تكتلات وجمعيات وندوات وو إلى آخره على قاعدة: " وكل يدعي وصلا بليلى *** وليلى لا تقر لهم بذاك " أنا أقول لكم عن نفسي لو اشتغلت بفتح مدرسة انشغلت عن العلم فلو خيرتم ما الذي تختارون لي؟ افتح مدرسة وأنشغل عن العلم راح تقولوا لا, إذاً اقنعوا بما وضعني الله فيه هؤلاء العلم يستعجلون ويستبقون وهذا إذا افترضنا فيهم الإخلاص لله عز وجل بينما قد يظهر هناك في الجو أن كثيرين منهم لا يريدون الإخلاص إما الظهور وإما المال وإما وإما الله أعلم بما في قلوبهم فالمقصود هؤلاء طلاب العلم كما نقول نحن في بعض الأحيان في بعض الردود أنه " تزببوا قبل أن يتحصرموا " قبل أن يصير عالم ناضج لا ينصب حاله رأسا أبدا ولا يكتل حوله ولو خمسة أو عشرة أشخاص لذلك فالتربية حاليا اليوم دائرتها واسعة جدا جدا وتتطلب الألوف المؤلفة من العلماء العلماء حقيقة بالكتاب والسنة والمخلصين في الدعوة لله عز وجل وهؤلاء ينبث في هذا العالم الإسلامي وينشرون العلم ويربون بقدر ما يستطيعون فأنت ولا الأستاذ مشهور ولا غيركم يعني تبحثون أمورا هي ضرورية ولكن ليس هناك من يستطيع أن يقوم بها فحينئذ نقول نحن بقول الله عز وجل (( يا أيها الذين عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم )) لما كنت في دمشق الشام وكنا نتناقش مع بعض الحزبيين كالإخوان المسلمين وحزب التحرير يقول أنت شو عم تساوي أنت ما فيه حولك جماعة ما فيه حولك شباب منكب على الكتب الصفراء, أنا أقول لهم بكل هدوء أنا أعتقد أنني أقوم بواجب وهو شيخ كتَاب شو بيعمل شيخ الكتَاب بيعلم الأطفال الصغار طيب أنا قائم بهذا الواجب ما الذي تريدون مني؟ أنا لا أستطيع أن أعمل إلا هكذا فهل تختارون لي أن أدع هذا العمل وأعيش هكذا سبهللا وإلا أمضي في عملي؟ فيسكتون فأقول أنا ماضي في عملي والحمد لله هذا عمل يعني كما تعلمون جميعا وخاصة وأشار الأستاذ مشهور آنفا إلى شيء من هذا أثره ظهر والحمد لله في العالم الإسلامي لكن هو وغيره من المخلصين الغيورين يريدون أن يظهر مع الصحوة أثر التربية وأنا حريص معهم في ذلك لكن هذا ليس في ملكنا وليس في طوقنا إلا بقدر ضئيل جدا لأنه الإنسان كما قال تعالى في القرآن (( وخلق الإنسان ضعيفا )) فإذا خلينا نكون عمليين ما نكون نظريين يعني هؤلاء الذين أشرت إليهم في الساحة أولا ليسوا علماء يا أخي لأنه لا بد أنك قرأت وسمعت مرارا وتكرارا الحديث الذي رواه البخاري ومسلم في " صحيحيهما " من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال ( إن الله لا ينتزع العلم ) هاي شو رأيك بأى مو صوفية هاي؟!
السائل : هذا أدب.
سائل آخر : ذباب يا شيخ هو نازل ..
الشيخ : يا شيخ الذباب هذا لا يلحق وبعدين الشيخ يبس عوده ما عاد يتأثر.
السائل : أنا شيخنا بدي أدلكك رجليك خايف يفكروني مريد صوفي.
الشيخ : إي والله خليك عندك هلا.
السائل : يعني بقدم وبأخر.
الشيخ : إي أحسنت.
السائل : حطيتلوا دفع على أبو ليلى يعني.
الشيخ : فالرسول عليه السلام قال في هذا الحديث ( إن الله لا ينتزع العلم من صدور العلماء ولكنه ينتزع العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا ) هذا مشاهد اليوم, لذلك اللي موجودين في الساحة يا أخي ليسوا علماء بارك الله فيك فلا تتساهل في التعبير لأنه حينئذ تهين العلم من حيث لا تريد ولا تحس ولا تشعر, العالم الله أكبر نحن أول كل شيء نفسر العلم من الناحية العلمية بينما السلف كانوا يفسرون العلم لأنهم ما كانوا بحاجة إلى هذا التفسير يومئذ العلم معروف عندهم كما قال ابن القيم في زمانه :
" العلم قال الله قال رسوله *** قال الصحابة ليس بالتمويه.
ما العلم نصبك للخلاف سفاهة *** ... " إلى آخره لكن في زمن الصحابة ما فيه حاجة من يقول هذا الكلام لأنه العلم عندهم ماذا قال الله قال رسول الله لكن ماذا كانوا يقولون؟ العالم هو الذي يعمل بعلمه أما إذا كان لا يعمل بعلمه فليس عالما, الآن نحن عندنا مشكلتين المشكلة الأولى وهي الأساسية ما فيه عندنا علماء لأن الحديث عم يقول ( إن الله لا يقبض العلم بقبض العلماء ) - أعط البنت قبل ما تحرك تعمل شيء اسقها ماء - فمشكلتنا نحن من الناحية العلمية بعدين بتأتي المشكلة من الناحية العملية فقد يكون عندنا بعض العلماء علمهم مصفى لكن ما يهتمون أنا أعرف عالما فاضلا من علماء الحديث كان حليق اللحية والشارب وكان يعيش في بلاد العراق لماذا؟ لأنه كان في عنده انحراف في بعض المفاهيم لبعض السنن التي قد تختلط بعضها ببعض السنة التعبدية وسنن عادية, إلى اليوم مثلا يوجد في الأزهر وهذا ليس غريبا من ثقافة الأزهر من يقول أنه " إعفاء اللحية سنة عادة " ! فالإنسان إن فعل فلا شيء عليه وإن ترك فلا شيء عليه وتأثر بهذا بعضهم ممن كان ينهج منهج الكتاب والسنة فالشاهد نحن مشكلتنا اليوم فقدان العلم الصحيح وإذا فقد العلم الصحيح بالتالي فقدت التربية الصحيحة لكن أيهما يسبق الآخر آالعلم أم العمل؟ العلم بلا شك إي فلذلك نحن أرضنا الآن قفراء لا علم فيها أبدا إلا ما ندر والنادر لا حكم له, لذلك فنحن حينما نريد أن نذكر العلم فيجب أن نستحضر دائما ماهو العلم بالنسبة لواقعنا اليوم ثم ينبغي أن نستحضر ما هو العلم بالنسبة للواقع السلفي وهو العمل بالعلم وآنفا ذكرت عن بعض الصحابة الأجلاء أنهم كانوا يتعلمون القرآن وفقهه والعمل به في آن واحد هذا هو العلم الله أكبر فالله المستعان لذلك أخي هذه التنظيمات وهذه الدعوات ما لازم تشغل بال الشباب الناشئ على حدود هذا العلم الصحيح وحينئذ فعليه أن يغذي علمه وأن يربي نفسه وأن يتذكر كلام ربه (( يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم )) أنا أعرف كثيرا من الشباب لا يكاد يفقه شيئا من العلم إلا قليلا يقعد يكتل حوله بعض الشباب الصغار ويعنى بزعمه بتعليمهم وتربيتهم لكن نسي نفسه فأنا أقول يجب أن يهتم هؤلاء الأفراد من الشباب بأنفسهم أصالة وابتداء ثم تبعا مش رأسا يتوجه لتعليم الأولاد والصغار من الشباب وتربيتهم لأنه هذا سيشغله عن حق نفسه نعم والله المستعان.

مواضيع متعلقة