هناك طائفة في الإسكندرية تسمَّى بالسلفية ، ومستندهم في الفقه على المذهب الحنبلي ؛ فهل تنصحون بالانخراط معهم للتعلم ؛ مع العلم أن هؤلاء يحكِّمون السنة حين يكون الأمر خلاف المذهب ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
هناك طائفة في الإسكندرية تسمَّى بالسلفية ، ومستندهم في الفقه على المذهب الحنبلي ؛ فهل تنصحون بالانخراط معهم للتعلم ؛ مع العلم أن هؤلاء يحكِّمون السنة حين يكون الأمر خلاف المذهب ؟
A-
A=
A+
السائل : يسأل سائل يقول : هناك في محافظة الإسكندرية يوجد إخوة على علم كبير ولا نزكِّيهم على الله ، ويطلقون الناس عليهم السلفيون ، فهم يسمُّوا أنفسهم بالمدرسة السلفية ، ولهم منهج وجزءٌ من المنهج في الدراسة عبارة عن مجموعة من الكتب السلفية ولجميع العلماء وعلى رأسهم المذاهب الأربعة ؛ وهناك أخ على علم في نفس المكان وله تلاميذ وهم طلَّاب علم ولكنهم يعكفون على دراسة المذهب الحنبلي والفقه الحنبلي المتمثِّل في كتاب " العدة " ؛ فإلى أيِّ المجموع أذهب حتى أتعلَّم ديني ؛ علمًا بأن الأخ الحنبلي يتراجع عن أيِّ شيء في المذهب مخالف لأيِّ حديث صحيح ؛ أفيدونا أثابكم الله ؟

الشيخ : الذي أفهمه من السؤال أن الأخ المشار إليه الذي يدرس المذهب الحنبلي هو في الحقيقة ليس حنبليًّا بالمعنى المتبادر للذِّهن ؛ وإنما هو اتَّخذ دراسته للمذهب الحنبلي وسيلة للتفقُّه في الدين ولم يجعَلْ الدراسة للمذهب الحنبلي غايةً ينتهي إليها ويقف عندها ؛ إن كان هذا الذي أفهَمُه من السؤال كذلك فأنا لا أرى مانعًا من أن ينضمَّ هذا السَّائل إلى حلقة هذا الرجل وأمثاله ؛ إذا كان كما جاء في السؤال أنه إذا تبيَّن له أن المذهب الحنبلي خالف السنة الصحيحة في مسألة ما أعرض عن مذهب أحمد بن حنبل في تلك المسألة واتبع الحديث الصحيح فيها .

ولكن هنا دقيقة يجب التنبُّه لها والتنبيه عليها ؛ وهي هل هذا الذي يدرس المذهب الحنبلي له عناية بدراسة المذاهب الأخرى أوَّلًا ؟ ثم له عناية ثانية بتتبُّع الأحاديث الواردة في الأبواب الكتب الحديثية المتعلقة بالفقه ؟ فإن كان كذلك فليعضَّ عليه بالنواجذ .

السائل : هو - والله أعلم - كذلك ، عنده مكتبة فيها جميع الكتب ، والمكتبة في الإسكندرية .

الشيخ : أنا لا أعلم ، لكنني أوَّلًا أجيب بمقدار ما أفهم من السؤال ؛ ثم أوضِّح بمقدار ما يساعدني تصوُّري لهذا المسؤول عنه ، فإن كان الأمر كذلك فهو طالب العلم الذي تُشَدُّ إليه الرحال ، أما إن كان يقف في دراسته للمذهب الحنبلي ثم بالكاد - أي : بالنادر - أن يتبيَّن له خطأ في المذهب في مسألة ما فحينئذٍ يرجع فهذا يكون قلب الحقيقة كما يفعل ... للمذاهب الأربعة ؛ يكون قد جعل الوسيلة غاية والغاية وسيلة ، فالمفروض في طالب العلم فضلًا عن العلماء أن يكون تفقُّههم في كتاب الله وفي سنة رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وليس في أقوال الرجال وآرائهم ؛ هذا هو المفروض . لكن أعود لأقول : إن كان هو اتَّخذ المذهب الحنبلي وسيلة للتفقُّه في الدين في حدود هذا المذهب مع التوسُّع في دراسة المذاهب الأخرى وتتبُّع الأدلة في كلِّ مذهبٍ منها ، ثم أن يختار ما هو الأقرب إلى الصواب الموافق للكتاب والسنة فهو هو .

السائل : جزاك الله خير .

الشيخ : وإياك .

السائل : يعني تكملة لسؤال حضرتك كنت وضحته يسأل غيره قال : أسمع من بعض الإخوة الأفاضل - لا نزكِّيهم على الله - لا بد من شروط قبل البدء في طلب العلم ؛ مثل تعلم اللغة العربية وحفظ القرآن والنحو ؟ قد أجبت عليه .

الشيخ : إي نعم .

مواضيع متعلقة