مشروعية الانتساب للسلفية . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
مشروعية الانتساب للسلفية .
A-
A=
A+
الشيخ : فنحن إذا قلنا : نحن سلفيون ، هذه ليست عبادة وإنما هذا تعريف ، كما إذا قال : فلان سوري ، فلان أردني ، فلان كذا إلى آخره ؛ هذه مش بدعة ، هذه تعبير عن واقع هذا الإنسان من حيث إيش ؟ ولادته ، ومن حيث النسبة أنصاري ، مهاجري ، إلى آخره ؛ فإذا انتسب المسلم إلى جماعة فالنسبة هذه قد تكون منكرةً ؛ وقد تكون معترفًا بها ، معروفة . تكون منكرة : إذا كانت توحي بمعنى يخالف الشرع ، وهذا هو الذي وقع فيه جماهير الناس ، وهذا من العجب في مكان . الذي ينتسب لمذهب معيَّن سواءً في الأحكام فهو يقول : أنا حنفي ، هذا انتسب إلى إمام ، ذاك يقول : مالكي ، انتسب إلى إمام آخر ، وهناك شافعي ، وحنبلي . هذه النسب كلها ماشية من نحو تقريبًا عشرة إيش ؟ قرون ، ولا نكير لها ، حينما وُجِدَ منذ قرون من أذاع مذهب السلف الصالح وبيَّن للناس بأدلة الكتاب والسنة - ذكرت أنا لكم طرفًا يسيرًا منها - بأن الأمر كما يقول أهل العلم من المحقِّقين :

" وكلُّ خيرٍ في اتِّباع مَن سَلَفْ *** وكلُّ شرٍّ في ابتداع مَن خَلَفْ "

لمَّا وُجد هذا الاسم لربط الناس بهؤلاء القوم ؛ ألا وهم المشهود لهم بالخيرية في الحديث الصحيح قالوا : هذا الاسم بدعة ، والانتساب إلى السلف بدعة . طيب ؛ ماذا نفعل ؟ يزعمون أنُّو لازم نقول : مسلمون . طيب ؛ المسلمون اليوم يشمل العلوي ، ويشمل الدرزي ، ويشمل القادياني . هذا حزب وطائفة جديدة من المسلمين إلى آخره . فأنت حينما تقول عن نفسك أنا مسلم ، ما عرَّفت بنفسك صاحبك الذي سألك أنت إيش مذهبك وإيش دينك ؟ مسلم . مسلم بنصِّ الرسول انقسموا إلى ثلاثة وسبعين فرقة ، والواقع يشهد بأنهم مثل ذلك أو أكثر من ذلك ، فإذًا ما يكفي أن تقول : أنت مسلم ، لازم تُعبِّر عن اتجاهك ، ممكن تكون مسلم صوفي ، ممكن تكون مسلم سلفي ، ممكن تكون مسلم حنفي ، ممكن تكون خلفي إلى آخره . هذه الأسامي ما دام أنها قائمة وموجودة وتعبِّر عن انتسابات لا يرضاها المنتسبون أنفسهم إليها ، الأئمة أنفسهم يتبرَّؤون من التعصُّب لهم ؛ ولذلك أمروا أتباعهم بأن يأخذوا الأحكام الشرعية من حيث هم أخذوا ؛ أي : من الكتاب والسنة .

فإذًا الانتساب إلى السلف الصالح ليس كانتساب لأيِّ شخصٍ أو لأيِّ جماعة في الدنيا قاطبة الدنيا الإسلامية ، يعني مثلًا - ولا مؤاخذة - إذا قلنا : جماعة حزب التحرير ينتسبون إلى شخص ، الإخوان المسلمين ينتسبون إلى شخص ، شباب محمد ينتسبون إلى شخص ، جماعة التبليغ ينتسبون إلى شخص في الهند إلى آخره ، لكن هؤلاء مهما سَمَوا وعَلَوا علمًا وعملًا وخلقًا إلى آخره لكنهم أفراد غير معصومين . سبحان الله ! هذا كله ماشي بدون نكير ، أما أنا سلفي - أي : أنتسب إلى السلف الصالح ، وأنا أريد أن أفهم الكتاب والسنة على ما كانوا عليه ، ليس على ما عليه الخلف - فهذا أمرٌ منكر . هذا في الواقع من المصائب التي جاءت الآثار تُنبِّه أن السنة تصبح بدعة والبدعة سنة ، والمعروف منكرًا والمنكر معروفًا ؛ لهذا نحن نقول : ينبغي على كلِّ مسلم أوَّلًا : أن لا يتعصَّب لإمام من أئمة المسلمين ، وأن يستفيد منهم جميعًا ؛ لأن العلم ليس محصورًا في فردٍ منهم ، هذا أوَّلًا . وثانيًا : عليه أن يتلقَّى العلم بأدلة الكتاب والسنة وعلى ما كان عليه سلفنا الصالح - رضي الله عنهم - أجمعين .

لعل في هذا بيانًا وجوابًا شافيًا - إن شاء الله - للسؤال الموجَّه آنفًا .

نصلي وبعدين نسمع إذا كان هناك أسئلة . في مجال للصلاة ولَّا ما في مجال ؟

مواضيع متعلقة