إذا كان الإنسان عنده تهاون في بعض الأمور الواجبة أو يفعل بعض المنكرات ؛ فهل يجوز له أن يأمر الناس بالمعروف وينهاهم عن المنكر ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
إذا كان الإنسان عنده تهاون في بعض الأمور الواجبة أو يفعل بعض المنكرات ؛ فهل يجوز له أن يأمر الناس بالمعروف وينهاهم عن المنكر ؟
A-
A=
A+
السائل : شيخ ... ... لا يعمل به أو أنه ... .

الشيخ : لا ، هذا خطأ ، يقول الإمام مالك - رحمه الله - كما ذكر ذلك الإمام القرطبي في تفسيره " الجامع لأحكام القرآن " : ودَّ الشيطان أن يسمع من أحدكم مثل هذه الكلمة ، من منَّا كَمُلَ حتى لا يأمر المعروف إلا ما يأتيه ؟ وبعبارة أخرى أظن كلمة مالك مفهومة يعني ، لكن شرُّ ذلك أن المسلم عليه واجبان واجب علمي وواجب عملي ، الواجب العلمي أن يتعلَّم وأن يُعلِّمَ ، أن يُبيِّن للناس ولا يكتم العلم عنهم ، الواجب الثاني أن يعمل بعلمه ، ومعلوم لدى الجميع طبعًا مثل الآية : (( لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ )) إلى آخره ؛ معلوم ذمُّ العالم الذي لا يعمل بعلمه ، وفي ذلك أحاديث كثيرة جدًّا ، لكن هذه الأحاديث وهذه الآيات الحضُّ منها حمل هذا العالم بالمسألة على العمل بها ، وليس المقصود بذلك صدُّه عن تبليغ العلم للناس ؛ لأنه لو تصوَّرنا ثلاثة أشخاص كلهم من أهل العلم ، عالم يعمل بعلمه ويدعو الناس إلى علمه ، وعالم لا يعمل بعلمه ولكن يدعو الناس إلى علمه ، وعالم لا يعمل ولا يدعو ؛ أهذا خير أم الأوسط ؟ لا شك الأوسط ، لكن خير من الأوسط الأول الذي يأمر ويُبلِّغ ، فإذا دار الأمر بين ترك العمل وترك العلم وبيانه ؛ لأ ، معصية واحدة أهون وأقل شرًّا من الجمع بين المعصيتَين ، لعلي أوضحت لك الجواب ؟

السائل : جزاك الله خيرًا .

الشيخ : وإياك .

مواضيع متعلقة