ما رأيكم في ذمِّ السلفيين للتقليد وهم يقلدون الألباني وغيره ؟ مع نصيحة الشيخ للسلفيين المبتدئين والمتوسِّطين بعدم التأليف ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
ما رأيكم في ذمِّ السلفيين للتقليد وهم يقلدون الألباني وغيره ؟ مع نصيحة الشيخ للسلفيين المبتدئين والمتوسِّطين بعدم التأليف ؟
A-
A=
A+
السائل : السؤال الثاني في هذا الموضوع : التقليد الذي لا يرافقه ذمٌّ ؟

الشيخ : نعم .

السائل : نعم .

الشيخ : هون المسألة في الواقع تحتاج إلى شيء من التفصيل ، وأنا أقول بصراحة : بالنسبة لبعض الأشخاص الذين ألمَحْت إليهم يقولوا : هذا حديث صحيح ، شو عرفك ؟ الشيخ الألباني صحَّحه ، هذا الحديث ضعيف ، شو عرفك ؟ الشيخ الألباني ضعَّفه .

السائل : يعني قد يذكرون أسماء مش مثل الشيخ ناصر !

الشيخ : لا ، أنا ما ، صح .

السائل : يعني نصيبها من العلم بسيط .

الشيخ : فهمت عليك ، أنا رح أقول لك شيئًا يمكن تستغرب ، أنا أقول الحق بإذن الله - تعالى - : الدعوة السلفية أُصِيبت بما أُصيب به الدعوات الأخرى مما أنت أشرت إليه آنفًا ، الدعوة السلفية تعلَّق بها كثير من الناس الذين يحبُّون الانطلاق بدون قيد أو شرط ، يصحح على كيفه ويضعِّف على كيفه ، بيحرّم بيحلّل ، هذا فرض هذا واجب إلى آخره ، وهذه النوعية أنا رأيت منها نماذج كثيرة جدًّا في الحجاز ، وأفراد منهم ذهبوا ضحية الانحراف هذا في حادثة المسجد الحرام ، أنا من نصيحتي وهذا الشخص الذي بجانبك يعلم أنني أُوصي إخواننا السلفيين المبتدئين في طلب العلم بل والمتوسِّطين أن لا يبادر أحد منهم إلى تأليف رسالة صغيرة حتى يشعر بأنَّه نضج واستوى على سوقه ، بعد ذلك يبدأ بينشر ما أنعم الله عليه من علم ؛ لأني أنا أعرف من نفسي أن الإنسان يبدأ كشأن كلِّ شيء يبدأ صغيرًا وينمو ينمو حتى يستوي ، فطالب العلم خاصَّة في الدعوة السلفية يبدأ ينطلق رويدًا رويدًا ، لكن هو لا يعرف التفاصيل الأمور والأحكام ومعرفة مصطلح الحديث وتراجم الرجال بدقَّة ، فرُبَّما يُسارع إلى إصدار حكم وهو بعد غير متمكِّن منه ، نحن عندنا نماذج كثيرة وكثيرة جدًّا من هؤلاء المتسرِّعين الذين أنا أعرَف من غيري بأنه لا يصح له أن يقول : أنا صحَّحت أنا ضعَّفت أنا هيك أرى ، ولو أن فلان يرى كذا ، هذا الانحراف موجود اليوم مع الأسف الشديد ، لكني أريد أن أذكر قضية كانت موضع نزاع بيني وبين بعض الدكاترة في دمشق الشام .

نحن عندنا مراتب العلم ثلاثة ، العلم وهو الذي ذُكِرَ في القرآن الكريم ، وكما يقول ابن القيم في بعض نظمه :

" العلم قال الله قال رسوله *** قال الصحابة ليس بالتمويهِ

ما العلمُ نصبك للخلاف سفاهة *** بين الرسول وبين رأي فقيهِ

كلَّا ولا جحد الصفات ونفيها *** حذرًا من التعطيل والتشبيهِ "

أول مراتب العلم قال الله قال رسول الله ، ثاني مرتبة الاتباع قال الصحابة ، ثالث مرتبة التقليد .

ونحن - معشر السلفيين - الذين عُرفوا بمحاربتهم للتقليد ، وأنا من بينهم بصورة خاصَّة أرى أن التقليد لا بد منه ، أكبر عالم لا يستطيع أن ينجو من التقليد مئة في المئة ، لا بد من التقليد ، ولكن الفرق بين دعوتنا نحن ودعوة الآخرين أنَّ الآخرين يجعلون التقليد دينًا ، ونحن نجعله ضرورة ، يعني الفرق بمثال واضح جدًّا : نحن نقول : يجوز أكل لحم الخنزير للضرورة ، وقد يقول إنسان : نتقرَّب إلى الله بأكل لحم الخنزير ، شتَّان ما بين هذا وهذا ! هذا المثال غير الواقع لا يوجد ناس - والحمد لله - يتقرَّبون إلى الله بأكل لحم الخنزير ، يقابل لحم الخنزير في المثال التقليد ، فالذين يجعلون التقليد دينًا هؤلاء مَثَلُهم مثل من يتديَّن ويتقرَّب إلى الله بأكل المحرمات ، نحن نجعل التقليد ضرورة يتعرَّض الإنسان لها ولا بد ، فقلب هذه الحقيقة هو نقطة الخلاف بيننا وبين جماهير المشايخ اليوم ، مثلًا ممَّا يدرسونه حتى اليوم في الأزهر وغير الأزهر : " وواجبٌ تقليدُ حبرٍ منهُمُ " ، هَيْ في الجوهرة " عقيدة الجوهرة " ، واجب ، شرع معناها ؛ فعلى هذا جماهير العلماء اليوم يمشون ، نحن نقول : لا ، التقليد حرام ، هم يقولون : واجب ، لكن هذا الحرام أحيانًا يضطرُّ إليه الإنسان ، وهذا نحن ممَّا اقتبسناه واستفدناه من كلام للإمام الشافعي - رحمه الله - ، هذا العالم الذي ما عرف حقَّه أتباعه حتى اليوم ، يقول : " القياس ضرورة " ، القياس مش التقليد ، مع أن القياس جزء من التقليد اللي يقعوا فيه الجماهير ، القياس ضرورة لماذا ؟ لأن متى يصير إليه الإنسان ؟ حينما يعوزه نصٌّ من الكتاب أو السنة أو عمل السلف الصالح ؛ حينئذٍ يضطر يقيس ، فهو يقول القياس ضرورة ، هذا هو الفقه تمامًا ، نحن نقول : التقليد - أيضًا - للضرورة .

الفرق أو ثمرة الفرق بين الرأيين ثمرة مختلفة جدًّا جدًّا ، اليوم مئات من الكُتَّاب الإسلاميِّين يكتبون في مشاكل العصر الحاضر ويحاولون معالجتها من الناحية الإسلامية الفقهية الإسلامية يستطيعون أن يجتهدوا في مئات المسائل التي وجدوا عليها شيوخهم ، وأن يختاروا أقرب أقوال الأئمة السابقين في هذه المسائل ، وألَّا يظل فلان شافعي في المئة مئة ، وفلان حنفي في المئة مئة ، كما يوجب عليهم قول " الجوهرة " : " وواجبٌ تقليدُ حبرٍ منهُمُ " ، فلما كان التقليد صار عندهم دينًا ما عادوا يخرجون منه متل اللي يخرج عن دينه ، لكن هالأحكام التي عم تجدُّ الآن الضرورة تضطرهم لأن يجتهدوا ، ولا يحسنون الاجتهاد كما قلت أنا لبعضهم مشافهةً ، قلت : الذي لم يتمرَّن على الاجتهاد في المسائل المطروقة سابقًا والمدروسة والتي ذكر كلُّ صاحب رأيٍ دليله ما يستطيع أن يجتهد في هذه المسائل ، فهو أولى ألَّا يستطيع الاجتهاد في مسائل طارئة ليس هناك جهود سابقة في تقويمها ، وفي بيان دليلها في ما هو يذهب إليه .

فأنا أقول : لا أنكر التقليد ، أنكر التدين بالتقليد ؛ أي : الذي يستطيع ألَّا يقلِّد فحرامٌ عليه أن يقلد ، أما عامة الناس فهم مضطرّين للتقليد خاصَّة في زمن جمود الناس أهل العلم بخاصة على التقليد ، شو بيطلع بأيدهم عامة الناس ما دام خاصة الناس مقلدون ؟ لكن أقول : هناك مرتبة بين التقليد وبين العلم الذي هو طريق الاجتهاد - وهذا ما نسميه نحن تَبَعًا لبعض سلفنا الصالح من أئمة الحديث وغيرهم كابن عبد البر مثلًا الأندلسي - هذه المرتبة تُسمَّى بمرتبة الاتباع ، فمرتبة الاتباع نقدر أن نسمِّيَها تقليد مع معرفة الدليل للمُقلَّد ، فنقول : مقلِّد زائد صفر ، مقلِّد زائد دليل ؛ هذا يساوي طبعًا خير من تقليد زائد صفر ، فنحن الآن دعاة إلى الأمة الإسلامية كلها فيهم خاصَّة وفيهم عامة ، ندعو العامة لا إلى التقليد ندعوهم إلى الاتباع ؛ لأن هذا الاتباع هو واجب المسلم في الأصل ؛ كما قال - تعالى - كما تعلم في القرآن الكريم : (( قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي )) ، فالذي يريد أن يتَّبع الرسول - عليه السلام - لازم يتبعه على بصيرة ، وهذا مو خاص بالخاصة ، وإنما عامة المسلمين ، فبسبب هالركود وهالجمود المذهبي الذي مضى على المسلمين قرون عليهم في هذا الوضع أصبح التقليد هو الدين ، وأصبح التبصُّر هو ضد الدين .

الآن بعد التوطئة البسيطة أقول : لا يجوز لِمَن لم يستعدَّ لفهم الكتاب والسنة من حيث الأسلوب العربي ، ولم يتمكَّن من معرفة صحيح الحديث من ضعيفه أن يتسلَّق مرتبة الاجتهاد ، هذا حسبه أن يكون متَّبعًا وإلا ظلَّ مقلِّدًا ، ثم هذا المقلِّد ليس عليه واجب ثاني كما يقولون أن يلتزم مذهبًا معيَّنًا ، لا ، هو يقلد أيَّ عالم من علماء المسلمين يفتيه بما قال الله قال رسول الله وانتهى الأمر ، أما إلزامه بأن يثبت على مذهب واحد هذا كمان إلزام بما لا يلزم ، فأنا - مثلًا - اليوم وقد مضى عليَّ نحو نصف قرن من الزمان متخصِّص في علم الحديث ؛ في كثير من الأحيان مضطر أقول : قال البخاري كذا ، ليه ؛ لأنه ما عندي الوسيلة اللي تمكِّنني من النظر في سند الحديث وتصحيحه أو تضعيفه مثلًا ، لكن حينما يأتي البخاري بسند أو أحمد أو غيره بسند وبيصحِّح أو بيضعِّف هنا في عندي استطاعة فيما أظن أن أشارك في البحث في هذا الموضوع ، ولكن إذا جاءني البخاري بحديث معلَّق بدون سند وصحَّحه ؛ فأنا أمشي معه ، هذا المشي ممكن تسمِّيه تقليدًا ، ممكن نسميه اتِّباعًا على حسب بقى واقع هذا الإنسان المتَّبع ؛ هل هو دائمًا يحاول أن يكون على بصيرة وهنا الطريق انسدَّ أمامه ؟ فإذًا هنا يأتي النص القرآني الموجَّه لجماهير المسلمين : (( فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ )) ، فإذا وُجِدَ في السلفيين ناس وأنا أعرف منهم لا يُحسن أن يقرأ آية فيحتج بها على حكم ، وليت هذا الحكم يكون يعني مسبوق إليه ، ونحن من منهجنا أننا لا نتبنَّى فهمًا لنصٍّ في القرآن والسنة إلا إن سبقنا أحد من علماء السلف الصالح .

فإذًا باختصار - يا أستاذ - قلنا نحن في تضاعيف جوابنا عن السؤال الأول يمكن أنُّو في الصحابة من كان فيهم - مثلًا - من يبول على عقبه ، وفي الصحابة من رُئِيَ في رمضان وهو يأكل حب العزيز " البَرَد " = -- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته -- = رُئِيَ بعض الصحابة في رمضان =

-- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، أهلًا ، الله حسبي ، أنا مضطر الآن أذهب إلى البيت ، أهلًا مرحبًا ... ، عفوًا بالله لو كان في أحد في البيت ... معليش ، أنا - الحمد لله - أطيل النفس والسهر ممكن في وضع خاص في الدار -- .

= طيب بالنسبة إلى هذا السؤال تقريبًا انتهى ؟

السائل : انتهى ، يعني يتبعه شيء قليل ، لو صلينا أو .

الشيخ : طيب ؛ نصلي وبنشوف .

مواضيع متعلقة