بعض الناس يقول إن ابن حجر أفسد شرح فتح الباري بتأويلاته في العقيدة فما رأيكم فيمن يطعن في ابن حجر والنووي وابن الجوزي ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
بعض الناس يقول إن ابن حجر أفسد شرح فتح الباري بتأويلاته في العقيدة فما رأيكم فيمن يطعن في ابن حجر والنووي وابن الجوزي ؟
A-
A=
A+
السائل : كتاب فتح الباري

الشيخ : نعم

السائل : في شرح صحيح البخاري للحافظ ابن حجر ، يرى بعض العلماء أنه من أعظم دواوين الإسلام وأجلها فائدة وأنه لا يستغني عنه طالب علم ، وهناك اتجاه آخر لبعض طلبة العلم من السلفيين ، يرون أن ابن حجر قد أضر بالصحيح وأفسده بما حشده فيه من التأويلات والتحريفات التي تخالف منهج السلف ، وتوافق معتقدات المبتدعة وهؤلاء لا يرحبون بإلقاء الألقاب التي تمدح ابن حجر كالحافظ وشيخ الإسلام ، ونحو ويقولون إن أمثال ابن حجر والنووي وابن الجوزي وابن حزم ، ومن نحا نحوهم ، غير جديرين بالمديح بل ولا بالتقدير ، بل يستحقون البغض في الله لمنهجهم غير السوي ، فما قولكم بارك الله فيكم ؟

الشيخ : قولي إن هذا الكلام ناشئ من المتحمسين وليس من علماء المسلمين ، وهؤلاء جماعة لا يمكن أن يكونوا عونًا ، لتحقيق المجتمع الإسلامي إلا بالسيف ، وعندنا في الشام يقولوا كلمة: دين محمد دين السيف هذا كذب يعني دين محمد دين دعوة وإرشاد وهداية ( ويسروا ولا تعسروا ) ( ومثل المؤمن كمثله السنبلة تفيء مرة ) وأيش ؟

الحلبي : ( تتكسر مرة ) .

الشيخ : فهم يريدون عالمًا لا مغمز فيه ، تريد صديقًا لا عيب فيه ، وهل عود يفوح بلا دخان ، هذا أمر مستحيل الحافظ حافظ شاءوا أم أبوا ، وكونه أنه تأول بعض الآيات أو بعض الأحاديث أو بعض الصفات هذا لا يخسره هذا اللقب في خصوص ما هو متلبس متحقق فيه ، فحسبنا أن نعترف لهذا الرجل بعلمه وفضله ليس في الحديث فقط ، في الحديث واللغة والأدب ومعرفة مذاهب العلماء ، علماء الكلام وعلماء الفقه والفرق و وإلى آخره ، لكن صحيح عنده بعض الانحراف ، وليس كل الانحراف عن المنهج السلفي ، فنحن ما نريد أن نخسر العالم الإسلامي فضل وعلم هذا الرجل بسبب الانحراف الموجود فيه ، بمثل هذه المبالغة من الكلام الذي يصدر من ناس نشأوا حديثًا في الدعوة التي نسميها بالدعوة السلفية ، دعوة الرجوع إلى الكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح ولكنهم ما درسوا الكتاب والسنة ، ما يعلمون أن أي عالم هم يشيرون إليه بالبنان ، أنهم سوف يجدون في تضاعيف كتبه أو بحوثه شيء من الانحراف ، ونحن نأخذ الآن مثالًا الكتاب المشروح من هذا الشارح العظيم هذا ، وهو صحيح البخاري ترى ما هو قولهم فيما فعل البخاري حينما قال يجوز للمسلم أن يقول لفظي بالقرآن مخلوق ؟ نسقطه في الاعتبار ونقول هذا غلو في البخاري ، وحينما قلنا أنه أمير المؤمنين وإمام المحدثين وكتابه أصح كتاب لأنه قال كلمة ، خالف فيها إمامه في الحديث ، وفي العقيدة ، وهو أحمد بن حنبل ، هل نرد هذا الفضل بمثل هذه الزلة ، إن كانت منة زلة ، وإلا ذلك ممكن تأويله ، لكن هؤلاء المتشددون بلا شك سيرون إمامين شيخًا وتلميذًا ، الشيخ ينكر ما يقوله التلميذ ، والتلميذ يقر ما ينكره الشيخ ، لا بد أن الإنسان العاقل أن ينحاز إلى أحد الفريقين ، في هذا الرأي ولكن ذلك لا يحمله على أن يهضم حق كل من المختلفين ، سواءً كان مع هذا أو ذاك ، فيما هو مشهور بعلمه وتخصصه ، كما قال تعالى : (( ولا يجرمنكم شنأن قوم على أن لا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى )) ، هؤلاء ليسوا متقين ، هؤلاء من أهل الأهواء ، هؤلاء من أهل الخوارج القدامى ما ماتوا ، الخروج تسلسل حتى وصل إلى يومنا هذا ولا تزال نسمع ما بين آونة وأخرى ولو أن هذه الآونة مش ضروري تفهموها شبر أو فتر أو شبرين أو مترين ، قد يكون بين الآونه والأخرى سنين طويلة لأنه هذا دهر نشوفهم خرجوا وافسدوا في الأرض ، وأهلكوا الحرث والنسل ، وكانوا سبب تأخير الدعوة التي كانت متقدمة بسبب أنهم ثاروا كالخيل الشمس الهوج ، بدون وعي بدون تربية إسلامية بدون علم صحيح ، الذي يقرأ البخاري وشرح البخاري لا يمكن أن يسعه إلا أن يقول بفضل هذا الرجل لكن ينبغي أن يأخذ حذره من بعض تأويلاته ، وهذا الحمد لله يمكن .

مواضيع متعلقة