الكلام على دجل المدعوِّين بالأولياء الصالحين . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
الكلام على دجل المدعوِّين بالأولياء الصالحين .
A-
A=
A+
الشيخ : ... قلت له : ما دام ما في فرق ... [ الجميع يضحك ! ] ... والله ما رضي الخلاصة ، وقطع الحديث هذا لما صُدِم الصدمة هذه وأُفحِم ، قال لصاحب البيت ... يكون معنا محمَّد ناصر ... قال : جيب لي " منقل " فيه جمر . قلت له : منشان إيش ؟ قال : بدنا نورجيكم كيف نحن ... النار . قلت له : يا أبو أحمد ، لا تتعب حالك ، هات الكبريتة .

الحاضرون : [ الجميع يضحك ! ] .

الشيخ : جاب الكبريتة ... هو حاطط حطة مثل أخونا " عبد الفتاح " هون ، بلا تشبيه طبعًا ... ما هو بعيد عني شوي أخذت الكبريتة وشعلتها ، إجيت لعنده قلت له : شلون تعرف الدعوة هي الباطلة ولَّا حرام ... سبحان الله أُخرِسَ فرد مرَّة ؛ يعني كأنُّو أُخِذ ما عاد تكلم ولا كلمة ، وأنا أتقدَّم إليه ، وفعلًا حرقت له إياها ... قطع هنا وصارت ثنتين ، ثنتين ... وبعدين مسكت له هيك فركتها طفت النار ، قلت له : روح بقى لعند المشايخ قل لهم : رحنا نورجيهم كرامة ... .

أبي - الله يرحمه - في بلادنا الأصيلة " ألبانيا " ، كان فيه شيخ طريقة هناك ... جرى بيني وبينه تحدي فقط مش في هذا ، أما أنا ... عمليًّا بعض الشيء ، شيخ طريقة هناك كان بيدَّعي ... وإلى آخره طبعًا أنُّو أبي - الله يرحمه - دائمًا كان عم يقيس ... طريقة قديمة يحطّ فيها الموس ، قال له : ما بدها لا شيش ولا أي شيء ، أنا أضربك بهالموس إذا ما أصابك شيء هذا البيت ... من غير هو لك ... منشان هذه القضايا تمارين وتجارب بيستطيع المسلم والكافر الصالح والطالح ، فلا يُبنى عليها شيء ... يُبنى عليه هو الشيء الثمين والغالي ، (( أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ )) .

وهذا من تضليل الشيطان لعدوِّه الإنسان ، يجي يوهِّم له أنُّو التقوى - أخي - شيء صعب ، شو بدك بهالشغلة أنت نحن ندلُّك على طريق أقرب ، ها اضرب حالك بالشيش وأنت ما يصيبك شي ، وهذا دليل أنك أنت من أولياء الله من الصالحين و ... من كبار المشايخ ، فيضلُّهم بهذه الطريق ؛ لذلك تجد هؤلاء في الغالب أبعد الناس عن الصلاح والتقوى ، ما بيصلوا ولا بيصوموا ، أقول : في الغالب ، فلا يعترض أحد أنُّو لا نعرف ناس كمان منهم بيصلوا !!

وجرت معي القصة الآتية كمثال أنُّو كيف الشيطان بيضلِّل عدوه الإنسان ؛ في قرية ما بين دمشق وحلب اسمها " دير عطية " ، كنت - أيضًا - في سبيل الدعوة هناك سهران ليلة من الليالي ، البيت على الجادَّة طابق أرضي ، فبدل أن يُطرق الباب تُطرق النافذة ، يخرج صاحب البيت ينظر الطارق ؛ فما نسمع من صاحب البيت إلا ترحيب بالطارق ترحيب عجيب ، أهلًا وسهلًا ومرحبًا بأبو فلان ، بدنا بقى نحن نشوف مين هاد أبو فلان ، فأنا الحقيقة فُوجئت بأبو فلان ؛ لأنُّو الرجل سكِّير خمير حشَّاش تارك الصلاة مفطر في رمضان بجنب المسجد اللي ... دكَّانتنا هناك لا تزال في الشام ، لا يصلي لله صلاة حتى في رمضان حيث يصلِّي أفسق الناس ، هو لا يصلي هذا له سجارة يشعلها ، ورائحة الحشيش يعني لا تنفصل عنه ، وعيونه جاحظة هكذا ، وإذ هذا الإنسان يفهم أنُّو ولي من كبار الأولياء عند صاحب البيت ، هَيْ مصيبة الدهر ، وهو - أيضًا - فُوجئ فيني ، أنا كنت جالس مع الجالسين على الكرسي وجلس أمامي ، صار يركع ويسجد ، تعرف بقى شو هَيْ الإشارة أنُّو هذا ... في الله ، مجدوب ، فلما عرفت هالحقيقة أنُّو صاحب البيت يعتقد فيه وهو مضلِّلهم ؛ يعني حاملهم يعتقدوا فيه ، فتحت المحاضرة أو الكلمة هي الآية : (( أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ )) ، وتكلَّمْتُ بما يسَّر الله .

الشاهد : يرجع صاحب البيت ويقول : والله - يا أستاذ - هذا الكلام اللي كنت عم تحكيه أنت هيك نحن كنا نعتقد من قبل ، إلى أن جاءنا رجل من أهل بلدتنا وأقام في الأزهر عشرين سنة ، (( فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ )) ؛ جاءهم بعد عشرين سنة فحَمَلَهم على أن يعتقدوا بمثل هذا أنه من كبار الأولياء والصالحين ، حكى لي تفاصيل يعني هو كان يدرِّسهم في مسجد في سهراته مع الناس ، بالجملة حكى لهم القصة الآتية ، وفيها أكبر عبرة ؛ قال لهم الشَّيخ الأزهري أنُّو كان هناك في ما مضى من الزمان رجل عالم فاضل يخرج إلى السوق محتسبًا يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ، ذاتَ يومٍ كعادته وقف على عطَّار فرآه يبيع الحشيش المخدِّر ، فأنكر عليه ؛ ما تستحي ؟! ما تخشى الله ؟! ما كذا ؟! أنت تبيع للناس ما يضرُّهم ولا ينفعهم ؟! قال : لسا ما كمَّل كلامه وسُلِب الرجل عقله وفكره وجلالته ، وصار مثل المجدوب ، أخذوه تلامذته من إيدو مثل البهيمة عامل هيك ، ما بيعرف وين رايح وين جاي ، لا بيحكي ولا يفكِّر ولا أي شيء .

السائل : ... .

الشيخ : أيوا ، الشَّيخ العالم الفاضل سُلب ، وطبعًا كشيء خطير جدًّا بيسألوا بقى عن ... يكون أمر طارئ قال : فدُلُّوا على رجل من الأولياء والصالحين " ذو الجناحين " ؛ يعني يعلم بعلم الظاهر وعلم الباطن ؛ الحقيقة والشريعة .

وهذا يذكِّرنا كمان إلى عودة بسيطة إلى حضرة السَّائل عن التصوف ، ففي التصوف فيه شيء اسمه حقيقة وشيء اسمه شريعة ، وشيء اسمه علم ظاهر ، وشيء اسمه علم باطن ، يا ترى التصوف في هيك شيء ولَّا ما فيه ؟ كتير ناس يقولوا أنُّو فيه طبعًا ، وهي القصة مما يدلُّ على ذلك .

جاؤوا إلى هذا الرجل ذو الجناحين ... علم الظاهر وعلم الباطن ؛ حقيقة وشريعة ، حكوا له مشكلة العالم الفاضل ، وأنُّو مجرد ما أُمِر بالمعروف أصيب بهذه السلوب هَيْ ، قال له : هذا الرجل العطَّار بيَّاع الحشيش من كبار الأولياء والصالحين ؛ ولذلك لأنُّو اعترض عليه سُلب ؛ ولذلك هلق الصوفية من عباراتهم الموروثة : " لا تعترض لا تنتقد تنطرد " ، و " الميت والمريد بين يدي الشَّيخ كالميت بين يدي الغاسل " ، إن قَلَبَه هيك ما بيقول له : أخ ! ليش هيك ؟ إن قَلَبَه هيك أبدًا . وهكذا المريد الصادق مع شيخه لازم يكون كالميت تمامًا ، هذا الذي اعترض عليه الرجل العالم بايع الحشيش هذا من الأولياء والصالحين ، إي ، إذا بدكم شيخكم يرجع له حاله وعلمه وفضله روحوا اعتذروا من الولي الحشاش . ما شاء الله !! واستطيبوا قلبه ، وفعلًا ذهبوا إليه والشَّيخ معهم ، قعدوا بقى يتلطَّفوا معه ويعتذروا أنُّو الشَّيخ ما بيعرف مقامك كذا إلى آخره ، وأنت بتعرف أنُّو رجل عالم فاضل يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ، إلى أن طاب قلب مين ؟ الولي الحشاش . حين ذاك قال الولي : أنا رضيت عن الشَّيخ . مثل اللي كان إيش ؟ نايم وفاق ، ورجع بقى الولي المزعوم ينصح الشَّيخ ويبيِّن له مثل ما بيَّن الخضر لموسى ، ما شاء الله !! يقول له : أنت يا حضرة الشَّيخ عم تشوفني عم أبيع حشيش ، لكن الحقيقة أنا أبيع ضد الحشيش ، فهذا ما يأخذ منه الشاري مصَّة إلا يبطِّل يشرب حشيش . هالقصة مين حكى لهم إياها ؟ العالم الأزهري ؛ لذلك أعطاهم النتيجة أنُّو اصحكم تعترضوا ، سرُّه في أضعف إيش ؟ خلقه ، كليشة عند الناس !!

السائل : هذا عالم أزعر يعني .

الشيخ : سرُّه في أضعف خلقه ، ومن هذه المصائب من العالم الأزهري صار مضيفنا صاحب البيت يعتقد أنُّو فيه هيك أولياء ، نحن بنشوفهم هيك بالظاهر لا بيصلوا ولا بيصوموا ، لكن هم يصلوا في مكة ، بيغمّضوا عيونهم بيصلوا بلحظة لهنيك إلى آخره .

السائل : من أهل الخطوة يعني !!

الشيخ : فهذا كله موجود شائع بين الناس مما حرفهم الشيطان عن الصراط المستقيم ، وأوهَمَهم أنُّو ضد التقوى هي عين التقوى ؛ لأن التقوى شو معناها ؟ اجتناب ما حرَّم الله ، وإذا بنا نسمع أنُّو هذا اللي ما عم يصلي ؛ لا ، عم يصلي ، وهذا عم يشرب حشيش ؟ لا ؛ ما يشرب حشيش . عم يشرب خمر ؟ لا ، ما عم يشرب خمر . هذا عم يشرب خمروزية ، تأويلات هي أشبه بتأويلات الباطنية القرامطة اللي يُضرب لهم المَثَل في الإلحاد في دين الله وآياته .

الشاهد : هذه المخاريق التي تُرى من هؤلاء لا عبرة لها ؛ سواء كانت عن تجارب كما نعتقد ، أو كانت كما قال - تعالى - : (( سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ )) .

غيره ؟

السائل : ... ... ... .

الشيخ : طبعًا ، إذا كان ما في هيك أشياء حيل طبيعية خفية على الناس ... عمل الجان ؛ لأنُّو قلت لي : مخطوطة ... .

السائل : القلم .

الشيخ : وين القلم ؟

السائل : مخطوط هو بورقة .

الشيخ : منين شفت هذا ... عم يكتب ؟

السائل : هو حدَّثنا ، قال الرجل : شايف بعيني ... السلة ، حطه عندنا بالسلة ... .

الشيخ : فهمت الورقة بالسلة ، والقلم بالسلة ، ورأى القلم يكتب في السلة شلون ؟ لو قلت - مثلًا - في وعاء من قزاز - مثلًا - يرى .

السائل : ما أدري ... المهم مسك ... وشاف القلم كتب على الورقة ، بالضبط يعني التفاصيل !

الشيخ : إي بيجوز يجي الشيطان يمسك القلم ويكتب ، ما في غرابة ... .

السائل : ... .

مواضيع متعلقة