الرَّدُّ على حجة بعض الجُهَّال في التشبُّه بالنصارى في الاحتفال بعيسى - عليه السلام - . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
الرَّدُّ على حجة بعض الجُهَّال في التشبُّه بالنصارى في الاحتفال بعيسى - عليه السلام - .
A-
A=
A+
الشيخ : وإن تعجب فعجبٌ من بعض هؤلاء المنحرفين عن الجادَّة يقولون : النصارى يحتفلوا بعيساهم بنبيِّهم ، نحن ما نحتفل بميلاد نبيِّنا - عليه الصلاة والسلام - ؟! أقول : هذا يذكِّرنا بما هو أقلُّ من ذلك وقد أنكره الرسول - عليه السلام - حينما كان في طريق في سفر ، فمرُّوا بشجرة ضخمة للمشركين كانوا يعلِّقون عليها أسلحتهم ، فقالوا كلمة بريئة جدًّا ، ولكنها في مشابهة لفظية قالوا : يا رسول الله ، اجعَلْ لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط . قال - عليه السلام - : ( الله أكبر !! هذه السنن ، لقد قلتم كما قال قوم موسى لموسى : اجعل لنا إلهًا كما لهم آلهة ) . قد يستغرب الإنسان كيف الرسول - عليه السلام - يقتبس من هذه الآية حجَّة على هؤلاء الذين ما قالوا اجعل لنا إلهًا كما لهم آلهة ، وإنما قالوا : اجعل لنا شجرةً نعلِّق عليها أسلحتنا كما لهم شجرة ، فقال : ( الله أكبر !! هذه السنن ) ؛ يعني بدأتم تسلكون سنن مَن قبلكم كما في الأحاديث الصحيحة ؛ ( قلتم كما قال قوم موسى لموسى : اجعل لنا إلهًا كما لهم آلهة ) ؛ فكيف بِمَن يقول اليوم صراحةً : النصارى بيحتفلوا بعيساهم ، نحن ما نحتفل بنبيِّنا - عليه السلام - ؟!! ( الله أكبر !! هذه السنن ) ، وصدق رسول - صلى الله عليه وسلم - حين قال : ( لتتبعنَّ سننَ مَن قبلكم شبرًا بشبر وذراعًا بذراع ؛ حتى دخلوا جحر ضبٍّ لَدخلتموه ) . قالوا : يا رسول الله ، اليهود والنصارى هم ؟ قال : ( فمن الناس ؟! ) .

أخيرًا أقول : إن الشيطان قاعد للإنسان بالمرصاد ، فهو دائمًا وأبدًا يجتهد لصرف المسلمين عن دينهم ، ولا يصرفهم معلنًا العداء لهم في دينهم ، وإنما يأتيهم بسنن يزخرفها لهم فيحملهم عليها ، فيقنع الناس بها وينصرفون بذلك عن اتِّباع الشرع الذي جاء به رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - .

مواضيع متعلقة