كلمة حول الاحتفال بالمولد النبوي وبيان موقف الاسلام منها . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
كلمة حول الاحتفال بالمولد النبوي وبيان موقف الاسلام منها .
A-
A=
A+
الشيخ : ... لله ، نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيِّئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضلَّ له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمَّدًا عبده ورسوله ، (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ )) ، (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا )) ، (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا )) ، أما بعد :

فإنَّ خير الكلام كلام الله ، وخير الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار ، وبعد :

فقد بدا لي أن أجعلَ كلمتي في هذه الليلة بديل الدرس النظامي حول موضوع احتفال كثير من المسلمين بالمولد النبوي ، وليس ذلك منِّي إلا قيامًا بواجب التذكير وتقديم النصح لعامة المسلمين ، فإنه واجب من الواجبات كما هو معلوم عند الجميع .

جرى عرف المسلمين من بعد القرون الثلاثة المشهود لها بالخيرية على الاحتفال بولادة النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ، وبدأ الاحتفال بطريقة وانتهى اليوم إلى طريقة ، وليس يهمُّني في هذه الكلمة الناحية التاريخية من المولد وما جرى عليه من تطوُّرات ، إنما المهم من كلمتي هذه أن نعرف موقفنا الشرعي من هذه الاحتفالات قديمها وحديثها ، فنحن - معشر أهل السنة - لا نحتفل احتفال الناس هؤلاء بولادة الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - ، ولكننا نحتفل احتفالًا من نوع آخر ، ومن البدهيِّ أنني لا أريد الدندنة حول أمثالنا نحن معشر أهل السنة ، وإنما لتكون كلمتي هذه حول احتفال الآخرين لأبيِّن أن هذا الاحتفال وإن كان يأخذ بقلوب جماهير المسلمين لأنهم يستسلمون لعواطفهم التي لا تعرف قلبًا شرعيًّا مطلقًا ، وإنما هي عواطف جامحة ، فنحن نعلم أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - جاء بالدين كاملًا وافيًا تامًّا ، والدين هو كلُّ شيء يتديَّن به المسلم ويتقرَّب به إلى الله - عز وجل - ليس ثمَّة دين إلا هذا ، الدين هو كلُّ ما يتديَّن به ويتقرَّب به المسلم إلى الله - عز وجل - ، ولا يمكن أن يكون شيء ما من الدين في شيء ما إلا إذا جاء به نبيُّنا - صلوات الله وسلامه عليه - ، أما ما أحدَثَه الناس بعد وفاته - صلى الله عليه وآله وسلم - ولا سيَّما بعد القرون الثلاثة المشهود لها بالخيرية فهي لا شك ولا ريب من مُحدثات الأمور ، وقد علمتم جميعًا حكمَ هذه المحدثات من افتتاحية دروسنا كلها ؛ حيث نقول فيها كما سمعتم آنفًا : ( خير الهدى هدى محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار ) .

مواضيع متعلقة