نصيحة الشَّيخ بقراءة كتاب " الاعتصام " للشاطبي ، وكتاب " اقتضاء الصراط المستقيم " لشيخ الإسلام في باب البدع وضوابطها . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
نصيحة الشَّيخ بقراءة كتاب " الاعتصام " للشاطبي ، وكتاب " اقتضاء الصراط المستقيم " لشيخ الإسلام في باب البدع وضوابطها .
A-
A=
A+
الشيخ : وأنا قبل أن أذكر ما عندي من العلم في هذا الصَّدد أريد أن أنصحكم بصفتكم مثلي طلَّابًا للعلم أن تدرسوا لأجل هذه المسألة فقط ، ولتتفهَّموها فهمًا صحيحًا ، ولتكونوا على ما كان عليه السلف الصالح من الابتعاد عن الابتداع في الدين ولو كان هذا الابتداع في الدين مستندًا إلى نصٍّ عامٍّ من أحاديث الرسول - عليه الصلاة والسلام - ؛ لكي لا تقعوا في الابتداع في الدين أنصح بأن تقرؤوا كتابًا هو أعظم كتاب عرفته في هذا الموضوع ؛ ألا وهو كتاب " الاعتصام " للإمام الشاطبي - رحمه الله - ، فهذا الكتاب مختَصٌّ في هذا الموضوع لا مثل له فيما علمت ، وكلُّ من جاء بعده إنما هو عالةٌ عليه ، وإنما هو يستقي منه ، وإلا فصل خاص يجب - أيضًا - أن تقرؤوه لشيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في كتابه العظيم " اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم " ؛ ففي هذا الكتاب طَرَقَ شيخ الإسلام ابن تيمية هذا الموضوع الهام الخطير ، فانتهى من حيث الجملة إلى ما يدلُّ عليه الحديث السابق وما في معناه : ( كل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار ) ، ولكنه نظر إلى المسألة من زاوية أخرى ؛ وهي أنه قد تحدث بعض الأمور ويرى أهل العلم أنها أمور مشروعة ، ومع ذلك فهي لم تكُنْ في عهد الرسول - عليه الصلاة والسلام - ؛ فكيف لم يُطبَّق عليها القاعدة : ( كل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار ) بينما حدثَتْ محدثات كثيرة وكثيرة جدًّا ؛ فاعتبر أهل العلم والتَّحقيق كالشاطبي وابن تيمية وغيرهما من المُحدثات ؟ فما هو الحَكَم الفصل بين ما يحدث ويكون مشروعًا وبين ما يحدث ولا يكون مشروعًا ؟

هذا ما فصَّلَ القول فيه الإمام الشاطبي في الكتاب السابق " الاعتصام " ، وجَمَعَه وأوجَزَ الكلام فيه شيخ الإسلام في الكتاب المذكور آنفًا ، فأنا أوجز لكم القول : لا أريد بطبيعة الحال أن أذكِّركم بالنصوص التي تؤكد هذه القاعدة الإسلامية العظيمة : ( كل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار ) ؛ لأنني أعتقد أنكم على علم بذلك كما أظن وأرجو ، ولكن أريد في الواقع أن أبيِّنَ لكم أمرين اثنين لِتتحقَّقوا من معنى هذا الحديث الصحيح : ( كل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار ) ؛ فلا تقعون في إفراط ولا في تفريط ؛ لأن بعض الناس لِجَهلهم بما سيأتي ذكره عن الشَّيخين يُحدِثُ محدثات ويتمسَّك بها ؛ لأنها دخلت في نصوص عامة ، وناس آخرون ينكرون أمورًا حدثَتْ بحجَّة أنها حدثت وهي ليست من مُحدثات من الأمور ؛ هذا التفصيل الدقيق نحن جميعًا بحاجة إليه .

مواضيع متعلقة