الكلام على الإخوان المسلمين ومنهجهم، شرح حديث افتراق الأمة - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
الكلام على الإخوان المسلمين ومنهجهم، شرح حديث افتراق الأمة
A-
A=
A+
الشيخ : أما الإخوان المسلمون الذين يصيحون بأعلى أصواتهم " والجهاد في سبيل الله أسمى أمانينا " أو كما يقولون فنحن نقول لهم : لقد مضى على دعوتكم قرابة قرن من الزمان وأنتم لا تزالون في مكانكم كما نقول نحن في سورية هناك تعبير عسكري " مكانك راوح " يعني الضابط ضابط السرية لما يأمر الجيش بالسير بقول إلى الأمام سر فبيمشوا على النظام العسكري ثم لما يريد أن يأمرهم بالوقوف بقول مكانك قف , لكن لما يريد أن لا يقفوا جامدين إنما متحركين فيقول مكانك راوح فهم لا يتقدمون ولا يتأخرون , هذا مثل الإخوان المسلمون , ذلك لأنهم لا جاهدوا ولا تعلموا وعملوا فهم متخلفون جهادا مخالفين لدعواهم وعلما وعملا لأنهم لا علم عندهم , وحسبهم أنهم ينكرون على من يدعو إلى اتباع الكتاب والسنة ويسمّون ذلك فرقة ودعوة إلى تفريق المسلمين , وأنا أقول كلمة صريحة فعلا إن دعوتنا وهي دعوة الإسلام الحق هي تفرق لأن القرآن يفرّق , ذلك لأنه يفرق بين الحق والباطل فدعوتنا تفرق بين الحق والباطل , بالتالي دعوتنا والتي هي دعوة الحق تفرق بين المحق والمبطل , وهكذا فعل الرسول عليه السلام حينما جاء بدعوته كما يخبرنا التاريخ بأن الأب حارب ابنه والابن حارب أباه كل ذلك في سبيل التمسك بالإسلام الحق , فإذًا لا غرابة بأن تكون دعوة الحق في زماننا هذا كما كانت في الزمن الأول وفي الأزمان كلها مفرقة بين الحق والباطل وبين المحق والمبطل .

يتغافل هؤلاء الناس عن نصوص الكتاب والسنة التي تقول: (( ولكنّ أكثر الناس لا يعلمون )) (( ولكنّ أكثر الناس لا يشكرون )) وتأتي السنة كما هي عادتها دائما وأبدا فتفصّل للمسلمين ما أُجمل أو اختصر في القرآن الكريم فمَن , ما من أحد من هؤلاء وبخاصة من كان منهم ينتمي إلى أهل السّنة إلا وهو يشاركنا في الإيمان ببعض الأحاديث الصحيحة وفي علمه بها ولكنهم يتجاهلونها ولا يتجاوبون معها , من ذلك مثلا حديث الفرق , ( افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة والنصارى على اثنتين وسبعين فرقة وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة قالوا: من هي يا رسول الله: قال - في الرواية المشهورة -: هي الجماعة - وفي الرواية المفسرة لها قال-: هي التي تكون على ما أنا عليه وأصحابي ) إذًا المسلمون بهذا الخبر الصحيح سيتفرقون والواقع يؤكد هذا الخبر , وليس بحاجة للخبر الصحيح أن يؤَكّد بالواقع لأنه قد يقع فيما يأتي من المستقبل لكنه وقع بعد وفاة الرسول عليه السلام بقليل من السنين حيث بدأ التفرق وبدأ التحزب إلى آخره , فإذًا لماذا يتجاهل هؤلاء الناس هذا الخبر الصحيح أن المسلمين سيتفرقون وأن على المسلم الذي يريد أن يكون من الفرقة الناجية أن يعمل بما كان عليه الرسول عليه السلام والصحابة , كذلك بهذا المعنى وهو أيضا معروف لدى المسلمين أهل السنة والجماعة زعموا أعني به حديث العرباض بن سارية رضي الله تعالى عنه قال : وعظنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم موعظة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون فقلنا أوصنا يا رسول الله قال: ( أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن ولِّي عليكم عبد حبشي فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عَضُّوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة ) وفي الحديث الآخر ( وكل ضلالة في النار ) إذًا الرسول صلى الله عليه وسلم يحذرنا من المحدثات من الأمور ونحن اليوم حين نحذر المسلمين من مخالفة سيد المرسلين وفي ارتكاب البدع التي عمّت وطمّت بلاد الإسلام يقولون لنا تفرقون بين المسلمين , الحقيقة أن هؤلاء يريدون أن يعالجوا ذل المسلمين ليس على مذهب سيد المرسلين الذي وصف الداء والدواء في حديث العينة ( إذا تبايعتم بالعينة ) هذا داء ( وأخذتم أذناب البقر ) داء ( ورضيتم بالزرع ) داء ( وتركتم الجهاد في سبيل الله ) داء , الجزاء ( سلط الله عليكم ذلا ) العلاج ( لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم ) فمعنى الرجوع إلى الدين أمر عظيم جدا يغفل عنه هؤلاء الحزبيين أو المذهبيين أو الصوفيين أو غيرهم , الرجوع إلى الدين يتطلب من علماء المسلمين أمرين اثنين عظيمين جدا أحدهما دراسة الإسلام دراسة صحيحة , لأن بيننا وبين الدين الذي أنزله الله على قلب محمد عليه الصلاة والسلام أربعة عشر قرنا وقد دخل فيه ما لم يكن منه سواء ما كان في العقائد أو ما كان في الأحكام والفقه أو ما كان في السلوك , دخل في هذه الأمور كلها ما لم يكن مشروعا في العهد الأول , فإذًا لا بد للعلماء من أن يأخذوا الغرابيل وأن يصفوا هذا الإسلام مما فيه من دخيل , كما قد جاء عن بعض علماء الحديث حينما قيل له بأن فلانا الزنديق حينما ألقي عليه القبض ورأى أن أمامه القتل أراد أن يروي غيظ قلبه فقال أنا لا أموت إلا وقد وضعت على نبيكم خمسة آلاف حديث فقال ذلك العالم المحدث : كذب عدو الله , كيف وفلان وفلان من المحدثين قد أخذوا الغرابيل وهم يصفون هذه الأحاديث يخرجونها من الأحاديث الصحيحة هكذا يجب على علماء المسلمين في هذا الزمان أن يغربلوا الإسلام مما دخل فيه من كل الجوانب التي أشرت إليها في العقيدة في الاحكام في السلوك في الأخلاق ونحو ذلك , ثم الشيء الثاني وهذا ما أكني الشيء الأول أكني عنه بتصفية الإسلام لا بد من التصفية الشيء الثاني تربية المسلمين على هذا الإسلام المصفى , فأين الآن الإسلام المصفى عند هذه الجماعات التي تعارض دعوة الحق بل وتزعم أنها تفرق؟ , وأنا أشهد أنها تفرق فعلا بين الحق والباطل وبين المحق والمبطل سنة الله في خلقه ولن تجد لسنة الله تبديلا.

مواضيع متعلقة