شرح حديث:( من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها..) - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
شرح حديث:( من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها..)
A-
A=
A+
الشيخ : الحديث الثاني هنا وهو ينطبق على عمر وهو قوله عليه الصلاة السلام: ( من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة دون أن ينقص من أجورهم شيء ) فعمر الآن أحيا سنة حسنة ومن هنا نقول الاستدلال بهذا الحديث لضرب تلك الأساطين من الأدلة القاطعة في ذم كل بدعة في الدين هذا جهل كجهل ذاك الذي نسب إلى عمر أنه ابتدع القيام في صلاة التراويح جماعة لماذا؟ لأسباب كثيرة وكثيرة جدا ولا أريد أيضا أن أطيل ولكن يكفينا الآن الإجمال قال عليه السلام: ( من سن في الإسلام سنة حسنة ) نقف هنا وفي الشطر الثاني في حديث ( ومن سن في الإسلام سنة سيئة ) نقول الآن ما هو السبيل ما هو الطريق لمعرفة السنة الحسنة من السنة السيئة؟ هذا سؤال كما يقولون يطرح نفسه الآن الجواب لا بد أن يكون على وجه من وجهين اثنين لا ثالث لهما إما أن يكون العقل هو المرجع في التحسين والتقبيح وهذا مذهب المعتزلة كما هو معروف عند أهل السنة أي هم يقولون بالتحسين والتقبيح العقليين وهذا ضلال وأهل السنة يقول الحسن ما حسنه الله والقبيح ما قبحه الله فإذن من سن في الإسلام سنة حسنة ومن سن في الإسلام سنة سيئة نعرفه بالشرع والنتيجة ما حسنه الشرع فهو حسن وما قبحه الشرع فهو قبيح فإذن الاستدلال بهذا الحديث على ابتداع على إبداع بدعة في الإسلام ما أنزل الله بها من سلطان تحميل للحديث ما لا يتحمل ويدلكم على ذلك ولعلي أنهي الكلام والحديث كما يقال ذو شجون يدلكم على ذلك دلالة قاطعة إذا ذكرناكم بمناسبة ورود الحديث ما سبب ورود حديث من سن في الإسلام سنة حسنة جاء في صحيح مسلم متن هذا الحديث بالمناسبة التالية وهو أعني الحديث من رواية جرير بن عبد الله البجلي رضي الله تعالى عنه قال: ( كنا جلوسا مع النبي صلى الله عليه وآله سلم فجاءه أعراب مجتابي النمار متقلدي السيوف عامتهم من مضر بل كلهم من مضر فلما رآهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تمعر وجهه أي تغيرت ملامح وجهه حزنا وأسفا على ما رأى من مظاهر الفقر على هؤلاء العرب من مضر فوقف الرسول عليه السلام في الصحابة خطيبا يحضهم على الصدقة وقال في جملة ما قال قوله تعالى: ( (( يا أيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول ربي لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين )) ثم قال عليه السلام: ( تصدق رجل بدرهمه بديناره بصاع بره بصاع شعيره ) تصدق أي ليتصدق هذا من جمال اللغة العربية يجعل الفعل المضارع مكان الأمر تحقيقا لهذا الأمر كأنه صار أمرا واقعا تصدق رجل بدرهمه آه فما كان من الجماعة الحاضرين إلا أن قام رجل من بينهم وانطلق إلى داره ليعود وقد حمل في طرف ثوبه ما تيسر له من الصدقة فوضعها أمام الرسول عليه الصلاة والسلام وإذا الحبل جرار كما يقال الناس كل واحد بقا بقوم لبيته ويأتي بما يتيسر له من الصدقة قال جرير رضي الله عنه: فاجتمع أمام النبي صلى الله عليه وآله وسلم أكوام كالجبال من الطعام والصدقة فلما رأى ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تهلل وجهه كأنه مذهبة بالأول لما رأى فقرهم تمعر وجهه حزنا لما رأى استجابة الصحابة لأمره إياهم بالصدقة ومساعدة هؤلاء الفقراء والمساكين تنور وجهه كأنه مذهبة إيش معنى هذا الكلام؟ المذهبة هي الفضة المطلية بالذهب يبقى لها نور يتلألأ هكذا كانت البشرة أو البشارة في وجه النبي صلى الله عليه وسلم فرحا لاستجابة أصحاب الرسول عليه السلام لأمره إياهم بالصدقة فقال صلى الله عليه وآله وسلم هنا: ( من سن في الإسلام سنة حسنة ) ..الخ الحديث الآن نحن نسأل أين البدعة في هذه الحادثة حتى نقول من سن في الإسلام أي من ابتدع في الإسلام بدعة حسنة كما يزعمون؟ هذا إبطال لهذا الحديث لغة ومناسبة الصحابة ما فعلوا بدعة الصحابي الأول ما فعل بدعة وإنما هو ائتمر بأمر النبي بل بأمر رب النبي (( يا أيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول ربي لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين )) الله أمرهم بهذه الآية فاستجاب أول من استجاب الرجل الأول ثم اتبعه الآخرون فكتب للرجل الأول أجره وأجر من اتبعه فكيف يجوز يا مسلمين يا مسلمون يا عرب ما آن لكم أن تنسوا لغتكم ( من سن في الإسلام سنة حسنة ) بتفسروها من ابتدع في الإسلام بدعة حسنة وليس هناك بدعة في هذه الحادثة وإنما هي الصدقة إذن معنى الحديث كما نحن نريد أن نطبقه الآن على عمر عمر أحيا سنة القيام في رمضان جماعة فكتب له أجر هذا الإحياء وفعل كل المسلمين الذين يتبعونه إلى أن تقوم الساعة وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها لهذا الحديث ولأمثاله كقوله عليه السلام: ( من دعا إلى هدى كان له أجره وأجر من عمل به إلى يوم القيامة دون أن ينقص من أجورهم شيء ) لهذا يقول العلماء أكثر الأنبياء أجرا هو نبينا صلوات الله وسلامه عليه لأنه هو السبب بفضل الله عزّ وجل أن يهتدي به الملايين البلايين من البشر الذين جاؤوا من بعده عليه الصلاة والسلام إلى أن تقوم الساعة وليس على وجه الأرض من يقول لا إله إلا الله إذن السنة تعرف بالشرع فما شهد الشرع أنه سنة فهي سنة ثم ننظر شهد أنها سنة حسنة فهي حسنة شهد أنها سنة سيئة فهي سيئة فلا علاقة لهذا الحديث بمعارضة قوله عليه السلام: ( كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ) أنا الآن انتهيت من الجواب عن هذا السؤال فنسمع ما بعده وعجلوا بالخير تفضل .

مواضيع متعلقة