ذكر الشيخ حديث الرجل الذي طلب من أولاده أن يحرقوه بعد وفاته ويذروه في الهواء . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
ذكر الشيخ حديث الرجل الذي طلب من أولاده أن يحرقوه بعد وفاته ويذروه في الهواء .
A-
A=
A+
الشيخ : وهنا يحسن بي أن أذكر بحديث رغم كونه مرويا في أصح الكتب بعد كتاب الله وهو صحيح البخاري ومع ذلك فقلما تسمع هذا الحديث من عالم أو واعظ أو مرشد مع أنه له صلة قوية جدا جدا بمثل هذا السؤال أعني بهذا الحديث قوله عليه السلام: ( كان في من قبلكم رجل حضرته الوفاة فجمع أولاده حوله فقال لهم: أي أبت كنت لكم فقالوا: خير أب فقال: فإني مذنب مع ربي ولئن قدر الله علي ليعذبني عذابا شديدا ) كفر هذا أو ليس بكفر ؟ كفر لأنه شك في قدرة الله عز وجل يصدق عليه قوله تعالى في آخر سورة يس: ((وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَن يُحيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ )) إلى آخر الآيات , وهذا الرجل قال: " ولئن قدر الله علي ليعذبني عذابا شديدا فإذا أنا مت فخذوني وحرقوني في النار ثم اجعلوني قسمين قسم ذروني في الريح وقسم في البحر " لماذا ؟ واضح حتى يضل على ربه زعم , فحرقوه بالنار ونصفه من رماده ذروه في الريح والآخر في البحر فقال الله عز وجل: لذراته كوني فلانا فكانت بشرا سويا فقال الله عز وجل: أي عبدي ما حملك على ما فعلت؟ , قال: يا رب خشيتك , فقال: اذهب فقد غفرت لك , فنحن أن نلاحظ هذا الذي نريد أن نصدر الحكم بالكفر عليه لعله معذور لعله معذور فنحاول إذا قبل إصدار هذا الحكم أن نلتمس لكفره عذرا لا لنقره على كفره وإنما لننقذ أنفسنا من تكفيره أظن فيه فرق كبير بين الأمرين تعلمون إن شاء الله أن هناك قاعدة شرعية من ابتلي بشيء من هذه المعاصي فليستتر ومن تمام تطبيقها أنه إذا جاء مسلم معترفا بأنه ارتكب حدا ويريد أن يطهر نفسه بإقامة الحد عليه أنه يلقن عدم الاعتراف بالحد , أليس كذلك ؟ إذا جاء الجاني المرتكب الزاني السارق يطلب إقامة الحد لتطهيره أنه يلقن أن لا يعترف و أكبر مثال على ذلك قصة ماعز جاءه عن يمين قال له: يا رسول الله طهرني فأدار وجهه عنه جاءه ... .

مواضيع متعلقة