هل يجوز أن يوصف الله عز وجل بالنسيان والمكر في قول الله عز وجل (( نسوا الله فنسيهم )) وفي قوله تعالى (( ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين )) ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
هل يجوز أن يوصف الله عز وجل بالنسيان والمكر في قول الله عز وجل (( نسوا الله فنسيهم )) وفي قوله تعالى (( ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين )) ؟
A-
A=
A+
السائل : شيخنا مسألة في العقيدة في قول الله عز وجل (( نسوا الله فنسيهم )) وفي قوله سبحانه وتعالى (( ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين )) هنا سؤال يطرح هل يجوز أن يوصف الله عز وجل بهذه الأشياء بالنسيان وبالمكر أم ما معنى هذا؟
الشيخ : يوصف الله بما وصف به نفسه إن كان وصفه بجملة فيوصف بهذه الجملة ولا يشتق منها صفة فمكروا مكر الله (( نسوا الله فأنساهم أنفسهم )) (( فنسيهم )) طيب فهنا ما نشتق من كلمة فنسيهم ومكر الله والله خير الماكرين ما نشتق اسم فاعل فنقول الله ماكر أو الله مكار أو الله ناس أو نساء ونحو ذلك لكن نقول أن الله عز وجل ينسى بعض الناس لكن هذا النسيان ليس دائما إذا ما نسب إلى الإنسان الذي من طبيعته النسيان الذي معناه الذهول والغفلة عن الشيء حتى الإنسان إذا نسب إليه في القرآن أو في السنة لفظة النسيان فلا تكن بهذا المعنى المتبادر إلى الأذهان وهو خروج الشيء من الذاكرة والغفلة عنه فقوله تعالى (( ومكروا ومكر الله )) ثم قوله (( فأنساهم أنفسهم )) ليس بمعنى الذهول ليس فقط النفي بالنسبة لله بل حتى بالنسبة للعباد الذين قال فيهم (( نسوا الله )) فهو لا يعني نسوا الله بمعنى غاب عن ذهنهم مثل واحد حافظ مثلا آية أو حديث ثم نسيها ولم يعد يتذكرها لا النسيان هنا في هذه الآية (( نسوا الله )) فهو بمثل ما جاء في قوله تعالى وهي آية واضحة جدا (( ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها فكذلك اليوم تنسى )) (( أتتك آياتي فنسيتها )) هو تفسير (( نسوا الله )) (( فكذلك اليوم تنسى )) هو تفسير (( فنسيهم )) يعني تركهم وأعرض عنهم وألقاهم في جهنم يصلونها فإذا هنا ما في إشكال بالنسبة للنسيان المنسوب إلى الله لأنه هو من جنس النسيان المنسوب إلى البشر وهو معنى تعمد الإعراض وليس كذلك في آية (( ومكروا ومكر الله )) فمكر الله هو غير مكر البشر لكنه يقابل مكرهم بأدهى وأمر من مكرهم فهذا هو مكر الله عز وجل لكن أعود لأقول لا نأخذ ولا نشتق منه اسما نصف الله به لكننا نقول (( والله خير الماكرين )) خير الماكرين لكن ما نقول الله ماكر لأنه هذا اشتقاق خلاف ما كان عليه السلف لكن الشيء الذي ربنا وصف به نفسه نصفه به فنقول الله خير الماكرين.
نعم

مواضيع متعلقة