قال " الطحاوي " : " ولا نكفِّر أحدًا من أهل القبلة بذنبٍ ما لم يستحلَّه " ، وقال " الشارح " : " ينبغي أن يقيَّد هذا ولا نكفِّر أحدًا من أهل القبلة بكلِّ ذنبٍ " ؛ فهل هذا التقييد صحيح ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
قال " الطحاوي " : " ولا نكفِّر أحدًا من أهل القبلة بذنبٍ ما لم يستحلَّه " ، وقال " الشارح " : " ينبغي أن يقيَّد هذا ولا نكفِّر أحدًا من أهل القبلة بكلِّ ذنبٍ " ؛ فهل هذا التقييد صحيح ؟
A-
A=
A+
السائل : ... نستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيِّئات أعمالنا ، مَن يهده الله فلا مضلَّ له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمَّدًا عبده ورسوله ، أما بعد :

إنَّا نستسمح من شيخنا - حفظه الله - أن نستكمل بعض الأسئلة في قضية التكفير ، وحبَّذا لو ... .

سنكمل بعض الأسئلة في مسألة التكفير ، ونعمل ... بذلك ، قول الطحاوي في " الطحاوية " : " ولا نكفِّر أحدًا من أهل القبلة بذنبٍ ما لم يستحلَّه " ، قال " شارح الطحاوية " : " ينبغي أن يُقيَّد هذا ولا نكفِّر أحدًا من أهل القبلة بكلِّ ذنب " ؛ هل هذا التقييد صحيح ؟

الشيخ : نعم ، لا نكفِّر أحدًا من أهل القبلة بأيِّ ذنب صدر منه ، الشرط الذي كنا ذكرناه بشيء من التفصيل في جلسة سابقة ؛ ألا وهو أن لا يستحلَّ بقلبه ذلك الذنب ، أما إذا واقَعَ ذنبًا من الذنوب حتى ولو كانت من الذنوب الكبائر ، حتى ولو كان ذلك الذنب هو ترك الصلاة ؛ إذا ما كان ما ارتَكَبَه من هذا الذنب أو ذاك يعترف في قرارة قلبه أنه مذنبٌ مع ربِّه - عز وجل - فلا يُكفَّر بهذا الذنب مهما كان شأنه ، أما إذا استحلَّه في قلبه كما استحلَّه بعمله فهذا هو الكفر المُخرج عن الملة ، فلا فرق بين ذنب وذنب أنه لا يجوز أن نكفِّر مسلمًا به إلا بالشرط المذكور آنفًا ؛ أي : ما دام أنه لا يستحلُّه عقيدةً ، فإذا كان يعتقد عقيدةً أنه ذنب ، وأن هذه العقيدة هي يجب الإيمان بها ، ولكنه غَلَبَه هواه وسلطانه ، فهو يعترف ؛ فأنا أذكِّركم بهذه المناسبة بذنب ذلك الذي أوصى بتلك الوصية الجائرة التي لا نتصوَّر وصيَّةً جائرة أكثر منها ، وهي حينما أمَرَ بنيهِ لكي يحرِّقوه ليضلَّ على ربه ، فهذا ذنب ما بعده ذنب ، ومع ذلك فهو ربنا - عز وجل - لم يؤاخِذْه حينما أفصح الرجل - والله أعلم بما كان في قلبه - أنه لم يعمَلْ أو لم يوصِ بتلك الوصية الجائرة إنكارًا لقدرة الله - عز وجل - واعتقادًا بعجزه عن أنه لا يستطيع أن يُعيدَه بشرًا سويًّا ؛ لا ، وإنما قال : خشيتك ، فغفر الله - عز وجل - له ؛ فهما المسلم ارتكب كبيرةً من الكبائر وهو غير مستحلٍّ لها بقلبه هنا يأتي قوله - عليه السلام - : ( مَن قال : لا إله إلا الله ؛ نَفَعَتْه يومًا من دهره ) ، وهنا تأتي أحاديث الشفاعة التي تفرِّق في خاتمة الشفاعة : ( أخرجوا من النار مَن كان في قلبه مثقال ذرَّةٍ من إيمان ) ؛ لذلك كانت عقيدة السلف الصالح وأهل السنة والجماعة حقًّا أن مرتكب الكبيرة هو فاسق لا يخرج بكبيرته عن الإسلام .

غيره ؟

مواضيع متعلقة