ما هو الدليل على تحريم مصافحة المرأة الأجنبية ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
ما هو الدليل على تحريم مصافحة المرأة الأجنبية ؟
A-
A=
A+
الشيخ : يقول : ما هو الدليل على تحريم مصافحة المرأة الأجنبية ؟

البحث هذا طويل ، وتكلَّمت عليه مرارًا ، وألخِّص الجواب فأقول : الدليل على ذلك قوله - عليه السلام - : ( كُتِبَ على ابن آدم حظُّه من الزنا ؛ فهو مدركُه لا محالة ، فالعين تزني وزناها النظر ، والأذن تزني وزناها السمع ، واليد تزني وزناها البطش ) ، ما بتفهموا البطش يعني باللغة العامية يعني الضرب ؛ لا ، المقصود البطش يعني اللمس ، وقد جاءت هذه اللفظة الثانية : ( اللمس ) في رواية أخرى وإن كان في سندها ضعف ، لكن هذا هو المعنى ، ( واليد تزني وزناها اللمس ، والفم يزني وزناه القُبَل ، والفرج يصدِّق ذلك كله أو يكذبه ) ؛ فإذًا السماع ، النظر ، اللمس ، المشي ، إي نعم ؛ كلُّ ذلك ممنوع شرعًا من باب سدِّ الذريعة ، وقد جاء النَّصُّ الصريح قولًا وفعلًا فيما يتعلق بالمصافحة ، أما القول فهو قوله - عليه السلام - : ( إني لا أصافح النساء ) ، قال هذا جوابًا لامرأة أرادَتْ أن تُبايع الرسول - عليه السلام - كما بايَعَه الرجال بالمصافحة ، فقال : ( إني لا أصافح النساء ) ، فأنتم تشعرون معي أن القائل : ( إني لا أصافح النساء ) هو أنزه الناس وأبعد الناس عن أن يتمكَّن الشيطان من أن يوسوس إليه بسوء ، ثم هذا الأنزه من الناس جميعًا في أيِّ موقع قال : ( إني لا أصافح النساء ) ؟ المبايعة على الإسلام ؛ فكيف يجوز لغير الرسول - عليه السلام - أن يُصافح النساء وليس في مثل ذلك الجوِّ الإسلامي وإنما جوّ سلام ومودة وإلى آخره كما قال شوقي :

" نظرةٌ فابتسامةٌ فسلامُ *** فكلامٌ فموعدٌ فلقاءُ "

لذلك من باب سدِّ الذريعة لا يجوز للمسلم أن يُصافح امرأة أجنبية ، لا يجوز لمسلم أن يصافح امرأة أجنبية ، وكل ما يقال من تجويزات فهو لتسليك الأمر الواقع السَّيِّئ مع الأسف الشديد !!

وبهذا القدر كفاية ، والحمد لله رب العالمين .

مواضيع متعلقة