ما الحكمة من عدم كشف شعر المرأة المسلمة أمام الكافرة ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
ما الحكمة من عدم كشف شعر المرأة المسلمة أمام الكافرة ؟
A-
A=
A+
السائل : ما الحكمة من عدم كشف شعر المرأة المسلمة أمام الكافرة ؟

الشيخ : بمناسبة هذا السؤال أريد أن ألفت النظر ، حِكَم التشريع ليست مبيَّنةً في الكتاب والسنة ، وإنما يمكن الوصول إلى بعضها بالنسبة لطريقة الاستنباط والتفكُّر ، ومن بعض العلماء وليس منهم جميعًا .

ونحن نعلم أن كثيرًا من الأحكام الشرعية تعبَّدنا الله - تبارك وتعالى - بها ، وطلب منَّا أن نُسَلِّمَ بها تسليمًا امتحانًا لنا أنُؤمن أم نَكفر ؟ فإذا كان هناك حكم شرعي وَجَبَ الانقياد والاستسلام له مباشرةً ، إن تبيَّن لعالمٍ ما حكمةٌ ما فلا بأس من إظهارها ، ولكن بشرط ألَّا يعتاد المسلمون على أن لا يتقبَّلوا أحكام الله المنصوصة في كتاب الله وفي حديث رسول الله إلا إذا عرفوا الحكمة ؛ حينئذٍ هذا ينافي الإيمان والتسليم .

فبالنسبة لهذه المسألة نحن نقول : قد عرفنا من الآية السابقة أنَّ المرأة عورة بالنسبة للكافرة كالرجل ، ما الحكمة ؟ قد يقول قائل ونفترض أنُّو هو أنا ، لا أدري ، فماذا يكون موقف السَّائل إذا سمع الجواب : لا أدري ؟ هل يبقى شكٌّ في نفسه لأنُّو شيخ ما عَرف حكمة هذا الحكم الشرعي ؟ طبعًا يجب أن لا يكون موقفه كذلك ، وإنما يجب أن يُسلِّم تسليمًا كما هو نصُّ القرآن الكريم .

أما هل هناك حكمة ظاهرة فمن البيِّن أن المرأة الكافرة شعورها وذوقها وتربيتها تختلف كلَّ الاختلاف كما نشاهد عن تربية المرأة المسلمة ، فهي - مثلًا - لا تتحرَّج أن تُخادِنَ الرجال وأن تُصادِقَهم ، وأن تخرج معهم في الخَلَوَات والفَلَوَات وإلى آخره ؛ ذلك لأنه لم يبق عند هذه النسوة شيء مما يُعرف في لغتنا الإسلامية بالغيرة ، ( إنَّ سعدًا لَغيُّور ، وإن الله لَأشدُّ غيرةً من سعد ، ومن أجل ذلك حرَّمَ المحارم ) . الكفار ليس عندهم شيء اسمه الغيرة ؛ حتى سمعت أن في بعض اللغات الأوروبية لا يوجد هذه اللفظة العربية مرادف في لغتهم ؛ لأنهم لا يعرفون الغيرة ما هي .

فالشاهد لما كانت المرأة الكافرة بهذه المثابة فهي حينما تخالط المرأة المسلمة وترى شيئًا من زينتها الباطنة كما ترى المرأة المسلمة فقد يكون سبب ، يكون ذلك سببًا يدعوها إلى أن تصِفَ ملامح هذه المرأة وجمالها إلى بعض الرجال سواء كانوا من المسلمين أو من الكافرين ، فيكون ذلك سببًا لفتح طريق لتقع هذه المرأة في فتنة لا قِبَلَ لها بردِّها ، قد يكون هذا من الحكمة ، وأنا في النهاية أقول : إن كان هذا صوابًا فمن الله ، وإن كان خطأً فمن نفسي ، لكن عليكم أن تتبنَّوا حكم الله وأن تسلِّموا له تسليمًا .

مواضيع متعلقة