تفسير قوله - تعالى - : (( وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ )) إلى قوله : (( أَوْ نِسَائِهِنَّ )) الآية . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
تفسير قوله - تعالى - : (( وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ )) إلى قوله : (( أَوْ نِسَائِهِنَّ )) الآية .
A-
A=
A+
الشيخ : أما الزينة الباطنة فهي ممَّا أباح الله - عز وجل - أن تُظهِرَها لمحارمها كلهم ولنساء المسلمين في الآية المعروفة حين قال ربُّنا - عز وجل - : (( وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ )) ، وهكذا يَسرُدُ ربُّنا - عز وجل - تتمة المحارم حتى يقول : (( أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ )) ، فقوله - تبارك وتعالى - (( أَوْ نِسَائِهِنَّ )) فيه دِلالة صريحة على أنه يجوز للمرأة المسلمة أن تُظهِرَ من زينتها الباطنة ما تُظهر لأبيها ولأخيها وأختها وغير ذلك من المحارم ، فكذلك عورة المرأة مع المرأة المسلمة محدودة بهذه الزينة الباطنة ، ولِنفهَمَ ما هي الزينة الباطنة يجب أن نرجع إلا ما كان عليه النساء في الجاهلية وقبل دخولهنَّ في الإسلام ، وحينما آمنَّا بالله ورسوله وتبنَّوا الإسلام دينًا جاءت هذه الأحكام تُبيِّن لهم لهذه النسوة ما يجوز لهنَّ بالنسبة للأجانب وهو الوجه والكفين فقط ؛ فهي الزينة الظاهرة ، وما يجوز لهنَّ بالنسبة للمحارم وهي الزينة الباطنة ؛ فما هي الزينة الباطنة ؟

هنا يجب أن نقف قليلًا عند تفسير العلماء لقول الله - تبارك وتعالى - : (( وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ )) الآية ، ما المقصود بهذه الكلمة ؟ (( لَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ )) هل المقصود الزينة نفسها أم موضع الزينة ؟ أي : هل معنى الآية (( لَا يُبْدِينَ )) مواضع الزينة ولو لم يكن عليها شيء من الزينة أم المقصود لا يبدين تلك المواضع وعليها الزينة ؟ قولان للعلماء ، ولا شك أن القول الصحيح الذي اعتَمَدَه علماء التفسير إنما المعنى هو لا يبدين مواضع الزينة ، وليس المقصود لا يبدين الزينة ؛ ذلك لأن المرأة إذا أخذت عِقْدًا تضعه على صدرها في يديها فقد أبدت الزينة ؛ فهل هذا هو الذي نُهِيَت عنه ؟ الجواب : لا ، وإنما نُهِيَت عن إبداء الزينة وهي في موضعها .

فإذًا المقصود من الآية : (( وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ )) أي : مواضع الزينة إلا لهؤلاء المحارم ثم للنساء المسلمات كما ذكرنا ، ومعنى هذا أنَّنا نستحضر في أذهاننا أن هناك مواطن لم يكن حتى هذه الساعة من عادة النساء أن يضعْنَ زينةً عليها ، فمثلًا هل في الفخذ زينة ؟ الجواب : لا . هل في الظهر زينة ؟ الجواب : لا . هل على الثديين زينة ؟ الجواب : لا . هل تحت الإبط زينة ؟ وعدُّوا ما شئتم كل الجواب : لا لا .

مواضيع متعلقة